بعد التذبذب الذي عرفه سعر البترول في سوق النفط الدولية في الآونة الأخيرة بعد أن شهدت تراجعا طفيفا بلغ مستوى 49 دولارا للبر ميل الواحد، قفزت الأسعار مجددا أمس حيث وصلت سقف 52 دولارا للبرميل. وكانت أسعار النفط في الأيام القليلة الماضية، قد سجلت تراجعا كبيرا، أرجعه خبراء المجال الطاقوي إلى رفع السعودية باعتبارها أكبر دولة مصدرة للنفط في منظمة الأوبك من حصتها الإنتاجية إلى ما يزيد 10 مليون برميل يوميا، بالإضافة إلى عدم تقلص المخزون الأمريكي كما كان متوقعا، وأرجع الخبير في المجال الطاقوي بوزيان مهماه أسباب تهاوي اسعار الذهب الاسواد في الأسواق العالمية إلى حالة الشكوك التي اجتاحت الأسواق النفطية وحالة الترقب التي كانت تطغى على المضاربين. وفي ذات السياق، أكد مهماه، في حديثه ل "الحوار" في اتصال هاتفي، على أن التوافق الكبير بين أكبر المنتجين داخل وخارج منظمة الأوبك، والذي تعزز في اجتماع الصين الاخير، بين السعودية وروسيا، ساهم بشكل كبير في عودة انتعاش الأسعار بنسبة 2 بالمائة، وهو مؤشر إيجابي للدوال المنتيجة والمصدرة. وقال المتحدث في السياق إن موافقة السعودية وروسيا على تمديد اتفاق خفض حصة الإنتاج إلى غاية الثلاثي الأول من سنة 2018، تعتبر قفزة نوعية في تكريس إيجابيات مسار الجزائر القاضي بتخفيض إنتاج دول الأوبك، ما سمح لسعر البرميل أمس من بلوغ 52 دولارا، مؤكدا أن مسار الجزائر في خفض الإنتاج يجب تدعيمه بآليات وميكانيزمات جديدة تتجاوز حالة الاتفاق المحدودة إلى منظور استراتيجي آخر للمنظمة ولمختلف الشركاء من داخل المنظمة وخارجها، مضيفا أن الاستراتيجيات الجديدة التي تبناها أعضاء المنظمة ستعمل على تعزيز الثقة داخل الأوبك، وبين مختلف المنتجين والمستهلكين خارج الأوبك وعلى مستوى الأسواق الطاقوية، مؤكدا أن المنظور الجديد سيسمح بتحقيق معادلة متوازنة لتحقيق سعر عادل ومتوازن ومستدام. وأكد ذات المتحدث أن البحث في ميكانيزمات جديدة لتحقيق توازن في الأسواق النفطية، أكبر بكثير من اتفاقات ظرفية -حسبه-، مؤكدا أن استمرار الدبلوماسية الطاقوية الجزائرية، في تعزيز التوافقات بين مختلف الشركاء داخل الأوبك وخارجها، سينعكس إيجابيا على تدعيم الثقة على مستوى الأسواق النفطية، وكذا تدعيم سعر برميل النفط، بالإضافة إلى هندسة تصور جديد لعمل منظمة الأوبك بغية تنويع نشاطاتها، على غرار استخدام أوسع للغاز الطبيعي وتوسيع استخدام الطاقات المتجددة والنظيفة، والتكنولوجيات الطاقوية الذكية، وكذا الصناعات البيتروكيماوية، وغيرها. وفيما يخص توسيع عضوية الأوبك، قال الخبير الاقتصادي، إن الجزائر تعمل على تحويل النقاش داخل المنظمة، من صراع الحصص بين أعضائها، إلى ربح حصص جديدة على مستوى الأسواق النفطية، من خلال توسيع عضوية المنظمة واكتساب أعضاء جدد. وفي هذا الصدد، صرح مهماه أن صدور تقرير وكالة الطاقة الأمريكية الذي أقر بتراجع مخزون النفط الأمريكي بأكثر من 5 ملايين برميل، من بين الأسباب التي ساهمت بشكل كبير في ارتفاع أسعار النفط، مضيفا أن هذه المخزونات الاستراتيجية تشكل ضغطا كبيرا على أسعار برميل النفط في الأسواق العالمية. وتوقع خبير الطاقة بوزيان مهماه استقرار سعر البرميل الواحد بحدود 55 دولارا للبرميل في بورصة النفط الدولية، خلال الثلاثي الثاني من السنة الجارية، مؤكدا أن أفضل خيار في الوقت الراهن للأوبك هو العمل على استحداث آليات جديدة، يتقاسم من خلالها كل الفاعلين في الساحة الطاقوية جزء من التخفيضات الجديدة خلال اجتماعها المرتقب في فينيا، وهذا ضمن العمل على منظور إعادة بعث استثمارات جديدة في حقول التنقيب على المستوى العالمي، مؤكدا أن قبول تخفيضات جديدة سيسمح باستقرار سعر البرميل الواحد في حدود 60 دولارا. سمية شبيطة