اتفاق فيينا نجاح باهر للدبلوماسية الطاقوية الجزائرية توقع وصول الأسعار إلى مستوى بين 55 إلى 60 دولارا للبرميل أكد الخبير في الشؤون الطاقوية الدكتور بوزيان مهماه، أمس، أن نجاح الأوبك في التوصل لاتفاق لتخفيض الإنتاج في اجتماعها، أمس، بفيينا سهرت عليه الجزائر انطلاقا من اللقاء الذي احتضنته في سبتمبر الماضي، مضيفا في السياق ذاته، أن هذه اللبنة تعتبر إنجازا باهرا وتاريخيا للدبلوماسية الطاقوية الجزائرية. وأشار إلى الديناميكية التي قامت بها الجزائر بهدف الوصول إلى حالة تعاف حقيقي لأسواق النفط، وتوقع الخبير انتعاش الأسعار إلى حدود 55 إلى 60 دولارا للبرميل . النصر : كيف تقيّمون الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس في فيينا بين دول أوبك ؟ بوزيان مهماه : كان هناك من يشكك على عدم قدرة أوبك على تخفيض 650 ألف برميل لكن الآن نصل إلى تخفيض ضعف ما كان متوافقا عليه في لقاء الجزائر، أعتقد أن هذا نجاح يفوق الطموح، وحتى خارج أوبك كان الحديث على أن المنظمة تجاوزتها الأحداث والآن النتيجة التي رفعت سقف التخفيض داخل المنظمة سوف ترفع أيضا من سقف التخفيض خارج الأوبك وينبغي أن نتوقع تخفيضا في حدود 800 ألف برميل يوميا خارج منظمة أوبك و سوف تكون الرهانات المستقبلية مرتفعة و تفتح شهية دول خارج المنظمة لإسناد هذا الاتفاق التاريخي، و مع ترسيم تخفيض الإنتاج داخل المنظمة وخارجها معنى ذلك أن مجموع التخفيض سيكون في حدود 2 مليون برميل وبذلك سنقترب من سحب الكمية الفائضة والعائمة في الأسواق النفطية العالمية . النصر : ماذا تقولون عن الدور الذي لعبته الجزائر للوصول إلى اتفاق أوبك ؟ بوزيان مهماه: حقيقة لعل هذا من دواعي الاعتزاز والفخر لما تمكنت الجزائر من الوصول إليه وقيادة قاطرة الأوبك إلى بر الأمان، وقد جاء الوقت الذي قامت فيه الجزائر حقيقة بتفعيل الدبلوماسية الطاقوية ، وذلك لضرورة تجاوز النماذج التقليدية في أعمال وفي تحليل أسواق الطاقة وإدخال عوامل جديدة ومن بين هذه العوامل هو العمل على مستوى الدبلوماسية الطاقوية والانتقال بعدها إلى الدبلوماسية الاقتصادية، اعتقد أن الجزائر أخذت ضمن هذا المنظور استغلال أرصدة القوة لديها. وينبغي التذكير أن الجزائر تمتلك أرصدة قوة في الجانب الدبلوماسية على الخصوص والتي انعكست على الدبلوماسية الطاقوية و الرجل الأول على رأس المؤسسات الجزائرية وهو فخامة رئيس الجمهورية ، عبد العزيز بوتفليقة هو من الشخصيات المحنكة دبلوماسيا والتي تحظى باحترام القادة والساسة على مستوى العالم وكذلك ينبغي التذكير بأنه حتى على مستوى مؤسسة الرئاسة لدينا خبراء محنكون، بالإضافة إلى المستشارين الطاقويين. وينبغي أن نشيد بمجهودات الوزارة الأولى والتي عملت من خلال إشراف مؤسسة الرئاسة على إنجاح لقاء الجزائر وكذلك يجب التنويه بمجهودات الخبراء الجزائريين الذين ساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر خاصة على مستوى الفضاءات الإعلامية المسموعة والمرئية والرقمية والآن يمكننا أن نفتخر أننا نمتلك تجربة في مجال الدبلوماسية الطاقوية، لأن هناك من كان يشكك كيف للجزائر التي تنتج عشر ما تنتجه السعودية أن تستطيع أن تؤثر وأن تكون عنصرا فاعلا ضمن منظومة كبار المنتجين ولكن كان العمل الذي قامت به الجزائر في العمق من خلال الدبلوماسية الطاقوية التي قادها وزير الطاقة ، و يمكن أن نقول أن لقاء الجزائر هو لقاء تاريخي وقد أسس لما يسمى بمسار الجزائر وهذا النجاح الذي حقق اليوم في فيينا سهرت عليه الجزائر انطلاقا من لقاء الجزائر الأخير. و هذه اللبنة تعتبر انجازا باهرا وتاريخيا للدبلوماسية الطاقوية الجزائرية ولعل الدلائل واضحة لأن أول شيء وصلنا إليه تخفيض الإنتاج ب 1.2 مليون برميل يوميا وهذا يصب ضمن مسار كانت قد بادرت به الجزائر . النصر: ماهي توقعاتكم للأسعار بعد هذا الاتفاق ؟ بوزيان مهماه : في اللحظة الحالية التي نتحدث معكم أسعار البرميل قد ارتفعت وذلك قبل الإعلان عن الاتفاق ومعنى ذلك أننا نتحدث عن سعر بترول أعلى من 50 دولارا وتوقعاتنا حين ترسيم الاتفاق سوف نتجه نحو سقف 55 دولارا للبرميل ونستطيع أن نتوقع أن يكون السعر في الأشهر المقبلة، خاصة مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ بين 55 و60 دولارا للبرميل .