ينحدر ''الحاج محمد الطاهر فرقاني'' من أسرة فنية عريقة ، حيث كان والده الشيخ ''حمو'' مطربا معروفا وملحنا وعازفا في طبع الحوزي و قد كانت بدايات الشيخ الفرقاني الفنية بامتهان حرفة الطرز الذي كان فنا شائعا بمسقط رأسه قسنطينة، قبل أن يقتفي خطوات أبيه، بداية من سن الثامنة عشر، ليهب حياته للموسيقى. استهل الفنان مشواره بالعزف على الناي، قبل أن ينضم إلى جمعية ''طلوع الفجر''، ليتعلم فيها مبادئ الطرب الشرقي، فكان يؤدي بفضل صوته الدافئ والقوي قصائد ''أم كلثوم'' و''محمد عبد الوهاب'' ببراعة فائقة. وفي 1951 حاز على الجائزة الأولى في مسابقة موسيقية بعنابة ، ليسجل بعدها ألبومه الأول، فارضا نفسه به كمطرب شعبي وأستاذ في طابع المالوف. ويعترف اليوم بالحاج ''محمد الطاهر فرقاني'' كمعلم من معالم المالوف، بفضل أدائه الموسقي المتميز ، حيث استطاع التفوق على اقرانه من الفنانين بفضل صوته القوي وقدرته على أداء أغانيه على أربعة مجموعات من ثماني وحدات (أوكتاف) ، فضلا عن أدائه للأغاني التقليدية بطريقة متزنة، يسحر بها جمهوره الواسع والعريض. كما تميز الفنان عبر مسيرته الفنية بحسه الموسيقي المرهف وعبقريته الفريدة في الارتجال وثراء أسلوبه، وإبداعه في العزف على الكمان، مما نصبه مدرسة في فن المالوف لأكثر من نصف قرن. وقد حصد ''الحاج فرقاني'' العديد من الجوائز، وحظي بالتشريف على الصعيدين الوطني والدولي، ويبقى الفنان يمثل إحدى أعظم مرجعيات الموسيقى الجزائرية الأصيلة و من بين اغانيه : أنا المدلل والهوى سيدي و مال حبيبي مالو..