يعتبر عميد الأغنية الشعبية الحاج مريزق الذي كرم امس من قبل الجمعية الثقافية ''أصدقاء منحدر لوني أرزقي'' احياء للذكرى ال55 لوفاته فنانا مجددا للأغنية الحوزية ومطربا عرف كيف يحافظ على أصالة هذا الطبع الموسيقي. وقال في هذا الشأن عبد القادر بن دعماش الباحث في الموسيقى ومحافظ مهرجان الأغنية الشعبية الذي كرم هذا الفنان خلال طبعته الأخيرة، إن الحاج مريزق ''أظفى لمسة جديدة على اغنية الحوزي وانفرد بأداء خاص به مع الحفاظ على أصالة هذا الطابع الموسيقي''. وأوضح السيد بن دعماش أن ''مازاد أعمال الحاج مريزق قيمة هو فصاحة التعبير وتحكمه الفطري في الايقاع''. مشيرا إلى ''التراث الثري والزاخر الذي خلفه هذا الفنان والذي بات مهددا اليوم بالاندثار بسبب نقص التسجيل''. من جهته اعتبر الباحث في الموسيقى نصر الدين بغدادي أن ''الحاج مريزق كان يؤدي شعبي +الصنعة+ (الكلاسيكي) حيث كانت أصالته كامنة في أدائه البسيط والأنيق في ذات الوقت ولم يكن '' تقنيا'' وذلك سر نجاحه كما كانت طريقة أدائه تعكس طبعه البشوش وحسه الاجتماعي''. كما أكد رئيس جميعة اصدقاء منحدر لوني ارزقي السيد لوناس آيت عودية أن ''الحاج مريزق كان شخصية قوية كما كان لاعماله بعد وأصالة''، مذكرا بشعبية هذا الفنان الأنيق الذي كان مطلوبا جدا لاحياء الحفلات التي كانت تنظمها العائلات بحي القصبة العتيق''. و قال السيد آيت عودية بشأن هذا الفنان الذي لايزال في ذاكرة ممن عايشوه إن ''الحاج مريزق الذي اختطفته المنية وعمره 43 عاما كان فنانا فريد الموهبة وعنصرا من ذاكرتنا الثقافية التي يتعين علينا الحفاظ عليها لفائدة الأجيال القادمة''. ولد الحاج مريزق واسمه الحقيقي شايب ارزقي بالقصبة سنة 1912 من عائلة قدمت من منطقة قانيس بأزفون (و. تيزي وزو)، حيث دخل عالم الموسيقى على يد أخيه غير الشقيق محمد خيوجي الذي اصبح مسيره. وبدأ بالعزف على آلة الطار ثم الدربوكة قبل تفرغه لأداء الأغنية ثم الطابع الحوزي الذي يمزج بين الاغنية الشعبية والموسيقى الكلاسيكية. بعد ذلك كون الفنان مجموعته وشرع في تسجيل أول البوماته (78 دورة) التي ضمت أغاني ''ناوي نشا الله نتوب'' و ''ياربي سهلي مرة'' و ''على الرسول الهادي'' و ''قم يا الساقي'' تلتها تسجيلات عديدة من بينها ''يا طه الأمين'' و''يا القاضي'' و''البلا في الخلطة''. وعلى غرار باقي مطربي الشعبي الآخرين كانت اجواء رمضان مصدر الهام بالنسبة للفنان لاحياء العديد من السهرات وسط عطور الياسمين وأزهار البرتقال على سطوح ''دويرات'' القصبة أو ب''مقهى مالاكوف'' العريق الذي بقي اسمه مرتبطا بالأغنية الشعبية بالقصبة السفلى.