مرّ اليوم الثالث والأخير لامتحان شهادة التعليم المتوسط بردا وسلاما على المترشحين في مادتي اللغة الفرنسية والعلوم الطبيعية، ولكنه لم كن كذلك بالنسبة لوزارة التربية الوطنية التي تترقب في كل يوم مدى تسريب المواضيع عبر شبكة التواصل الاجتماعي، ليتواصل بذلك مسلسل تداول الأسئلة للسنة الثانية على التوالي دون أن تنجح ترسانة الإجراءات المتخذة في كل مرة للحد من تفشيها، وسط دعوات جادة لإعادة النظر في شكل ومضمون الامتحانات الرسمية. وأكد عدد من المترشحين الذين تحدثت إليهم "الحوار" في اليوم الأخير من امتحانات شهادة التعليم المتوسط "البيام" سهولة أسئلة مواضيع مادتي العلوم الطبيعية واللغة الفرنسية، حيث أفاد المترشحون الممتحنون بمركز الإجراء ثانوية بابا عروج بربورس ببلدية الجزائر الوسطى أن أسئلة العلوم الطبيعية سهلة جدا ومفهومة وفي متناول التلميذ المتوسط، لا سيما أن الموضوع تضمن ثلاثة تمارين، التمرين الأول والوضعية الإدماجية كانا من الفصل الأول من المقرر الدراسي في حين كان التمرين الثاني من الفصل الثالث من البرنامج الدراسي، وبخصوص موضوع اللغة الفرنسية الذي رفع هو الآخر من منعويات الممتحنين الذين أجمعوا بأنه كان سهلا ومتناول الجميع، خاصة أنه يندرج ضمن الثقافة العامة وبإمكان أي تلميذ الإجابة عليه. وفي تقييم له حول الأجواء التي طبعت امتحان "البيام" ومحتوى المواضيع، دعا بوعلام عمورة الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين الوزارة الوصية لإعادة النظر في مضمون المواضيع المقترحة في الامتحانات الرسمية للحد من ظاهرة الغش عبر الفايسبوك، مشيرا إلى وجود تحكم جيد في الامتحان من الجانب التقني رغم الثغرات التي تحسب على وزارة التربية الوطنية في ظل وجود إجراءات، مشددا على ضرورة فرض مبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ بقطاع التربية. وقال عمورة في تصريح ل "الحوار" بأن التدبير التقنية التي اتخذتها الوصاية كانت تقنية محضة ولم تتوسع إلى الجانب البيداغوجي، وهو ما انعكس على مصداقية الامتحان من خلال التسريبات التي وقعت مباشرة بعد توزيع المواضيع، داعيا الوصاية إلى التوجه استعجالا لتغيير المواضيع والاعتماد على أسلوب التفكير والتحليل التي لا يمكن الغش فيها ولو بتسريب المواضيع عبر النت، فيما لم يخف تخوفه من التسريبات التي ستطبع امتحان البكالوريا هذه الدورة بالنظر إلى ما وقع في امتحان "البيام". نسرين مومن