تعرف السوق القطرية منذ فترة على إثر الحصار المفروض عليها من دول الجوار الخليجي استبدالا للعديد من المواد الغذائية ممثلة أساسا في الخضر والفواكه والعصائر والحليب والألبان والأجبان الواردة أساسا من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قامت السلطات القطرية بإجراء سريع وتعويضها بالمنتجات الورادة من أوروبا عموما وتركيا على وجه الخصوص، وهذا ما سمح باستحداث حصص سوقية كبيرة لعديد الجهات والدول المصدرة للسوق القطري، الذي عرف منذ فترة بداية دخول المنتجات الجزائرية إليه، ممثلة أساسا في الخضروات والفواكه والتي تعرف إقبالا مميزا خاصة من طرف الجالية الجزائرية المقيمة بقطر، وبغية تسهيل دخول هذه المنتجات وغيرها إلى السوق القطري تعكف رابطة الجالية الجزائريةبقطر (المنتخبة حديثا بعد فراغ في التمثيل الرسمي للجالية دام سبع سنوات وهي جمعية رسمية معتمدة لدى السلطات القطرية تعمل بصفة طوعية تحت إشراف السفارة الجزائرية بالدوحة) على قيادة مبادرة لتسريع وتسهيل دخول أكبر عدد ممكن من المنتجات الجزائرية إلى السوق القطري، وفي هذا الإطار صرح رئيس اللجنة الاقتصادية وتشجيع الاستثمار برابطة الجالية الجزائريةبقطر، مراد ملاح أنه قد تم التواصل رسميا مع أكبر المساحات التجارية بدولة قطر لهذا الغرض والتي رحبت وأبدت استعداداها الكامل لتقديم كل التسهيلات الممكنة، إذ تهدف هذه المبادرة أيضا لاستيضاح شروط تسجيل المنتجات والتحكم أكثر في متطلبات التوريد وفق القانون القطري كالتغليف ومدة الصلاحية ولغة كتابة البيانات على المنتجات وغيرها من التفاصيل، والتي تسببت في مناسبات سابقة في تعطيل دخول بضائعنا- يقول – إلى السوق القطري، حيث وفي إحدى عمليات التصدير من الجزائر واجه أحد المتعاملين الاقتصاديين- يشدد ملاح – صعوبة بالغة في إدخال التمر الجزائري ذائع الصيت والذي يعرف إقبالا كبيرا جدا، بسبب كتابة بيانات المنتج وتاريخ الصلاحية باللغة الفرنسية بدل اللغة العربية أو الانجليزية ما اضطره إلى الاستعانة بمترجم معتمد والدخول في سلسلة من الإجراءات قبل السماح بإدخاله من طرف الجمارك القطرية. وفي هذا الإطار يؤكد ذات المتحدث أن هذه الجهود تنبع من قناعة الجالية الجزائريةبقطر ببذل كل ما تستطيعه لخدمة المهتمين والفاعلين في هذا المجال بالجزائر، وهذا ما عبر عنه عديد أفراد الجزائرية عبر منصات التواصل الاجتماعي والذين يتداعون دائما إلى الإقبال على المنتج الجزائري ولا يدخرون جهدا في تقديم المعلومات الممكنة للمهتمين بهذا المجال وتقديم كل التسهيلات لهم بشكل طوعي تشجيعا للصادرات الجزائرية وتقديرا لجودتها في محاولة لإعطائها المكانة والسمعة التي تليق بها في الأسواق الدولية، وذلك نظرا لكون الجزائر بلدا له العديد من المقدرات الطبيعية والبشرية التي يمكنها أن تحدث فرقا في الاقتصاد الوطني، كما تهدف هذه المبادرة- يقول ملاح- لبث رسائل إيجابية خاصة لدى الشباب بأن الوطن بمقدراته كنز حقيقي خاصة القطاع الفلاحي الذي يستدعي بذل جهود أكبر لاستغلال هذه الإمكانات بما يطور وينمي اقتصادنا الوطني، وأكد ملاح أن اللجنة تضع تحت تصرف كل المهتمين بغية تقديم التوضيحات اللازمة لهم وكل المساعدات الممكنة في هذا السياق من البريد الإلكتروني المرفق[email protected] وأضاف المتحدث أن هذه الخطوة سيليها عقد ملتقى بين رجال الأعمال من البلدين يصاحبه معرض للمنتجات الجزائرية إذ يتم حاليا التشاور مع مختلف الجهات لتحديد التاريخ المناسب: "على أمل أن تسهم هذه المبادرات وغيرها في رفع التبادل التجاري بين البلدين". وجدير بالذكر أن الرابطة شرعت منذ أيامها الأولى في إنضاج مشاريع قطرية جزائرية مشتركة عبر تقديم المتعاملين الخواص الجزائريين الذين ندعوهم –يقول ملاح للتواصل معنا مباشرة لتقديم كل المعلومات والخدمات الممكنة، حيث تم في هذا الصدد إنشاء شركة قطرية جزائرية مختلطة يشرف على إدارتها الجانب الجزائري في قطر وستتولى هذه الشركة الاستيراد من الجزائر إلى السوق القطري، وذلك كأول كيان رسمي يعتني مباشرة بهذا الجانب بعد أن كانت البضاعة الجزائرية سابقا تمر عبر وسطاء في كلا البلدين ما يقلل هامش الربح ويضعف إمكانية إدخال السلع الجزائرية بأسعار تنافسية". سفيان.ب