– توحيد التخصصات على مستوى الجامعات الوطنية – الوزارة تشجع التخصصات المهنية على حساب الأكاديمية تواصل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي منذ فترة مراجعة اختلالات نظام "ليسانس- ماستر- دكتوراه" للخروج بنظام متزن يوافق البيئة الجزائرية، لكن الناظر إلى حال الجامعات الجزائرية اليوم يتأكد من وجود فوضى كبيرة جعلت الوصاية تبقى عاجزة بعد أزيد من 12 سنة من تبنيه على تفصيل نظام بمواصفات جزائرية محضة معدل بيداغوجيا، أو التخلي عنه نهائيا، وهو ما أكده أساتذة ودكاترة تحدثت إليهم "الحوار".
ميلاط: التسرع في فتح مئات التخصصات الجديدة عجّل بفشل نظام "أل أم دي" أكد عبد الحفيظ ميلاط الأمين العام للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي بأن نظام "أل أم دي" قد وصل حد الفشل بالجامعات الجزائرية إلى نسبة 80 بالمئة، مرجعا السبب في ذلك إلى تطبيق نظام جديد بعقلية النظام الكلاسيكي أو بمكانيزمات النظام الكلاسيكي، بحيث تم تطبيقه بدون تكييف القوانين التي تضبطه مع البيئة الجامعية الجزائرية. وقال ميلاط في تصريح ل "الحوار" بأن نظام "أل أم دي" الذي يقوم على التوأمة بين الجامعة والاقتصاد هو عبارة عن تحضير الطالب للوسط الاقتصادي والجانب المهني، وبالتالي كان الأولى قبل استيراده النظر إلى خصائص البيئة الاقتصادية في الجزائر، مشيرا إلى النتائج المترتبة عن فشل تطبيق النظام الجديد كالتسرع في فتح العديد من التخصصات التي يفترض أنها تتماشى ومتطلبات سوق العمل، حيث توجهت الوزارة الوصية آنذاك لمنح المجالس البيداغوجية حرية فتح التخصصات الجديدة على مستوى الجامعات الوطنية، مما أنتج المئات منها دون جدوى وخلق بالضرورة نوعا من الخلل، مؤكدا على ضرورة أن تتحكم الوزارة في التخصصات وليس المجالس البيداغوجية وجعلها تعود مؤخرا إلى توحيدها على المستوى الوطني بعد تفطنها للفوضى الموجودة. وشدد الأستاذ ميلاط على أن وزارة التعليم العالي ومنذ تبني نظام "أل أم دي" لم تتحكم في الإيجابيات التي يحملها النظام الجديد ولا تحكمت في إيجابيات النظام القديم واحتفظت بدل ذلك بسلبيات النظامين معا، مما جعل المستوى في تدهور كامل الذي لا يلام عليه الطالب، داعيا من هذا الباب إلى إعادة النظر بشمولية في النظام الحالي بمعية الشركاء الاجتماعيين من نقابات وطلبة عن طريق لجان مختلطة تعمل على تحديد الاختلالات والسلبيات بدقة ومحاولة إيجاد حلول عملية لها، لتتوج بندوة وطنية تأخذ الأفضل. راجعي: وزارة التعليم العالي عادت للعمل بالنظام الكلاسيكي واحتفظت بتسمية نظام "أل أم دي". من جانبه قال الأستاذ بجامعة مستغانم مصطفى راجعي بأنه ورغم الجلسات التي عقدتها الوزارة الوصية لتقييم اختلالات نظام "أل أم دي" إلا أن النتائج كانت تصب دائما في خانة التراجع عنه، لاسيما بكثرة عروض التكوين التي كانت متنوعة جدا ومتناثرة مع بداية تطبيقه مما سمح بخلق فوضى كبيرة أجبرت الوصاية اليوم على العودة إلى توحيدها وبالتالي إلباس النظام الجديد حلة النظام الكلاسيكي. وأوضح الأستاذ راجعي في تصريح ل "الحوار" بأن وزارة التعليم العالي وجدت نفسها تعود مجبرة إلى توحيد التخصصات عبر جامعات الوطن وبالتالي التوجه نحو النظام الكلاسيكي تدريجيا دون الاعتراف بذلك، خاصة ما يتعلق بالمحتوى الذي يقدم للطلبة عدا بعض التسميات التقنية التي أتى بها نظام "أل أم دي"، مسجلا وجود فوضى كبيرة بسبب فتح التخصصات لمن هب ودب مما خلق مشاكل كبرى أيضا مع المديرية العام للوظيفة العمومية بكل الشهادات الموجودة، مشددا على أن الوضع كارثي بكل المقاييس وليم يستفد من الوضع سوى بعض الأطراف التي روجت لتخصصاتها واستفادت من الوضع. نسرين مومن