بث تنظيم "داعش" الإرهابي، مقطع فيديو على شبكة الانترنت، يظهر علمية انتشار ودوريات لعدد من عناصره في منطقة أبوقرين (شمال غرب/ على الطريق بين مدينتي مصراتة وسرت)، ومحافظة الجفرة وسط ليبيا، بحسب التسجيل. ويأتي هذا التسجيل بعد خمسة أيام من إعلان التنظيم، مسؤوليته عن الهجوم المسلح على حاجز أمني ببلدة الفقهاء (تقع في محافظة الجفرة، وتبعد 350 كلم جنوب مدينة سرت) وأدى إلى مقتل 14 عسكريًا من قوات حفتر. وبين الفيديو، الذي نشرته وكالة أعماق (الذراع الإعلامية لداعش)، وتابعه مراسل الأناضول، عناصر ملثمة تستوقف السيارات وتقيم حواجز ليلية ودوريات صحراوية. وظهر خلال التسجيل موطنين معتقلين؛ الأول يسمى الصغير مصباح، أما الآخر فيدعى محمد بوبكر محمد، يعمل في حرس المنشآت النفطية فرع مدينة أوباري (جنوب غرب) بحسب شهادتهم في التسجيل. وبعد هزيمته في معقله الرئيسي في سرت (450 كلم شرق طرابلس)، في ديسمبر/كانون الأول 2016، حاول التنظيم تجميع عناصره في وديان تقع جنوب غرب سرت، وقريبة من بلدة بني وليد (180 كلم جنوب شرق)، لكنه تعرض لقصف جوي أمريكي أفقده العشرات من عناصره. أطلقت حكومة الوفاق، عملية عسكرية تحت اسم "البنيان المرصوص" لاستعادة سرت، التي كان يتمركز فيها مسلحو "داعش" منذ 2015، مستغلين حالة الفوضى الأمنية والسياسية التي تعانيها البلاد منذ سنوات. وتمكنت قوات البنيان المرصوص، التي يتحدر معظم عناصرها من مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، من طرد التنظيم قبيل انقضاء 2016، من جميع المناطق التي سيطر عليها التنظيم في سرت ومحيطها، على امتداد 250 كلم من خليج سرت. ومع حلول سبتمبر/أيلول 2016، تمكنت تلك القوات من استعادة معظم مناطق وأحياء سرت بينما انحصر تواجد المسلحين في "حي الجيزة البحرية"، وهو رقعة صغيرة من الأرض قرب واجهة سرت على البحر المتوسط، قبل أن يتم الإعلان رسمياً، عن طرد التنظيم الإرهابي منه. كما تم طرد التنظيم من عدة مدن ليبية في الفترة ما بين 2015-2017، بكل من: درنة (1350 كلم شرق طرابلس)، صبراتة (70 كلم غرب طرابلس)، بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس). ومنذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في انتفاضة شعبية عام 2011، تشهد ليبيا صراعًا على الحكم، إلى جانب فوضى أمنية.