* دبش: عناصر في المخزن توظف مصالحها لضرب الجزائر * مجاهد: عصابات المخدرات مكونة حتى من عناصر القصر الملكي * كروش: النظام المغربي يبرر فشله بسبب الجزائر يبدو أن وزير الخارجية عبد القادر مساهل يدرك حجم كل لفظة تلفظ بها حول موضوع غسل أموال الحشيش والمخدرات في الاستثمارات المغربية، حيث جدد موقفه، أمس، خلال افتتاح أشغال الاجتماع العلني الأول لمجموعة عمل المنتدى العالمي لمكافحة الارهاب حول منطقة غرب إفريقيا برئاسة مشتركة بين الجزائر وكندا، بهدف بحث السبل الكفيلة بتعزيز التعاون في المجالات التي تكتسي أولوية في مخطط عمل المجموعة. وإدراكا منه للروابط الوثيقة بين شبكات الاتجار بالمخدرات، وتلك المتعلقة بالإرهاب العاملة في منطقة غرب أفريقيا، أرسل مساهل رسالة واضحة ومباشرة لتوعية الزعماء الأفارقة والمجتمع الدولي "يجب على المغرب الامتثال للشرعية الدولية في مكافحة المخدرات وغسل الأموال وتمويل الإرهاب العابر للدول" والدبلوماسية الجزائرية تكلمت بناء على تقارير للأمم المتحدة وشهادات لمسؤولين دول افريقية. وهو ما اجمع عليه أهل الاختصاص في حديثهم ل "الحوار"، كما أن المناورات تتعدى حدود العلاقات الدبلوماسية، بل تريد ضرب حتى المصالح الاقتصادية الجزائرية بالقارة السمراء، خاصة بعد التقدم الملحوظ في انجاز الطريق العابر للقارة بحسب تصريحات الاقتصاديين. * المجتمع الدولي على علم بأن نظام المخزن يقوم بغسل أموال المخدرات أكد اللواء المتقاعد والخبير الأمني عبد العزيز مجاهد، تصريحات وزير الخارجية عبد القادر مساهل على المملكة المغربية انها حقيقة. وقال ذات المتحدث في تصريحه ل "الحوار"، أن تصريحات مساهل كلها حقيقية، والمجتمع الدولي على علم بأن نظام المخزن يقوم بغسل أموال المخدرات، وحتى الهيئات الدولية على علم بهذا، بدليل أن الأممالمتحدة وضعت المغرب في لائحة الدول المنتجة والمتاجرة للمخدرات، مضيفا بالقول: من لا يعلم أن عصابات المتاجرة بالمخدرات انهمكونة من أفراد الدرك والجمارك وحتى عناصر من القصر الملكي؟! وهذا استنادا إلى تلك الاعتقالات التي قامت بها دول غربية، في العديد من المرات، مؤكدا أن قضية غسل أموال المخدرات هي حقيقة مرة، وهي معاملات مخالفة للقوانين والأعراف الدولية، مثمنا في السياق موقف الدبلوماسية الجزائرية إزاء القضية التي يسعى من ورائها نظام المخزن التشويش على الجزائر وخلق بؤر التوتر في المنطقة لضرب مصالح الجزائر. من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، دبش اسماعيل، إن الخارجية الجزائرية لم تقل الشيء الجديد فيما يخص إنتاج وتصدير المخدرات والحشيش من طرف المملكة المغربية وتبييضها في الاستثمار، مؤكدا أن الدبلوماسية الجزائرية لا تصرح من العدم، بل أنها تصرح من حقائق واقعية، بدليل أن المجتمع الدولي على علم بأن المغرب من بين الدول المنتجة والمصدرة للمخدرات، مضيفا في السياق أن التصعيد والهجوم الإعلامي المغربي على الجزائر ليس أيضا بالجديد، بحيث كم من مرة مسؤولون مغاربة في أعلى المستوى يتهجمون على الجزائر بدون سبب بتورط الإعلام، يقول المتحدث في حديثه مع "الحوار". ولهذا، على النظام المغربي والشعب المغربي وكذا الإعلام أن يدركوا أن مصلحة المغرب وشعبه في احترام الدولة الجزائرية وشعبها، مؤكدا في المقابل أن الشعب المغربي راح ضحية عناصر في المخزن توظف مصالحها المادية الشخصية لضرب الجزائر وتتهجم عليها في كل مرة. هذا، وأكد المتحدث أن الدبلوماسية الجزائرية دبلوماسية مرنة ومحترمة ومسؤولة في آن واحد، ولكن عندما يتجاوز النظام المغربي الخطوط الحمراء فعلى الجميع أن يصحح الوضع، لأن الجزائر دائما تحافظ على العلاقات الثنائية في مختلف المستويات والقطاعات، وعلى المغرب أن يتعامل مع الجزائر بالمثل، داعيا المغرب الكف عن التهجم عليها، كون هذا يمس مصلحة المغرب أكثر من الجزائر، يضيف المتحدث. ولم يكن رأي الخبير الأمني والمحلل السياسي احمد كروش، مختلفا عن سابقه، حيث تصريحات وزير الخارجية عبد القادر مساهل جاءت في المرة الأولى في سياق غير رسمي، اذ جاءت ردا على سؤال احد رجال الأعمال خلال فعاليات جامعة منتدى "الافسيو"، حيث وضح الوزير الفرق الموجود بين طريقة الاستثمار الجزائرية والمغربية، غير أن هذه التصريحات المتبوعة بالحملة الإعلامية الشرسة التي شنتها وسائل الإعلام المغربية على الجزائر، والتي وصل بها الحد الى المساس بكرامة الجزائريين، زادت من حدة القضية، مؤكدا في الوقت نفسه أن تصريحات مساهل هي الفعل الصحيح للعمل المغاربي في إفريقيا. وأوضح المتحدث في حديثه مع "الحوار "، أن المملكة المغربية التي تريد تبرئة نفسها من كونها من بين الدول المصدرة والمنتجة للمخدرات، تعتبر مصدرا لها حيث أنها قننت حتى زراعة الحشيش، وبالتالي تسويقه بطريقة مخططة إلى دول الجوار على غرار الجزائر، وقال كروش أيضا إن النظام المغربي يبرر فشله بسبب الجزائر، خاصة بعد أن أدركت مدى التعاون الفعلي للجزائر في القارة السمراء، وهذا ما يثير غضب النظام المغربي. جمال مناس