في الجزائر تجد التصريح تلو الآخر من المهتمين بأمور ديننا عن المرجعية الدينية الوطنية، لكن حينما تبحث عنها تجدها كلام جرائد واستوديوهات تلفزيونية، لو تبحث عنها في كتاب لن تجدها أبدا، في رسالة قصيرة أو مطوية مطبوعة من طرف وزارة الشؤون الدينية لن تجدها، معارك طاحنة قادها معالي وزير الشؤون الدينية "محمد عيسى" وبعض الأئمة على غرار الإمام "علي عية" أو رئيس نقابة الأئمة "جلول حجيمي" أو الباحث والمستشار السابق في وزارة الشؤون الدينية "عدة فلاحي".. حينما ترى كل شخصية فيهم تدافع عن مرجعية دينية تقول "الحمد الله" الذي سخر لنا رجالا للدفاع عن ميولنا الديني، لكن لو تسأل سؤالا عاديا ما هي المرجعية الدينية الوطنية؟ لن تجد إلا تصريحا واحدا متفقا عليه من طرفهم [المرجعية الدينية الوطنية في خطر]. معالي الوزير "محمد عيسى" كنت أتمنى أن تكون لك القدرة على جمع كل الأطراف في الوزارة، وكتابة ولو مختصر عنها وتوزيعها مجانا على الناس، كنت أرغب أن توزع الرسائل على الأئمة، وأن نسمعها على المنابر، وأن يفهمها الناس بطريقة حتى ولو كانت عامية لا يهم، أرى مشاكل المرجعية الدينية الوطنية التي لم نعرفها لحد الساعة، هي الفيصل الوحيد لقضايا وزارة الشؤون الدينية، تظهر الطائفة تلو الطائفة وتحدث الخلاف بيننا، ومع ذلك الجميع يدافع باسم المرجعية الدينية الوطنية، التي لا نعرفها ولا يوجد حتى كتاب لعلماء الجزائر يعود إليه الباحث ليعرف ما هي المرجعية الدينية الوطنية؟ معالي الوزير أظنه حان الوقت لتغيير الخطاب المعروف وإدراج لغة العمل والتطبيق فيه، إذ فعلا يوجد لهذا الوطن مرجعية دينية وطنية متفق عليها، أخبروني عنها. الشيخ "علي عية" رجل مجتهد وحريص على تقديم الفتوى باسم الدين لخدمة هذا الوطن، والعديد يراه مؤهلا أن يكون مفتيا للجمهورية، لكن للأسف هو يخوض أيضا معارك شبيهة لوزير الشؤون الدينية "محمد عيسى" قرع طبول للحرب مزيفة تدعي "المرجعية الوطنية الدينية" سامحوني، لكن هذه الحقيقة، الكل في وزارة الشؤون الدينية ينادي بدلا من "وطني، وطني" يردد "فكري، فكري" يا شيخ "علي عية ‘ أنت لم تستطع أن تشرح للناس ما هي المرجعية الدينية الوطنية، لكنك في النفس الوقت نجحت في أن تشرح للرأي العام معاناة الإمام وما يحدث له، ألا تستحق المرجعية الدينية الوطنية أن تتنازلوا قليلا عن أفكاركم وتجلسوا في طاولة حوار واحدة، بدلا من التصريحات اليومية للجرائد والتلفزيون عن خطر لمرجعية مجهولة لا يعلم أحد فصولها وأبوابها. يدهشني الإمام "جلول حجيمي" فارس يرفع كل مرة سيف "الحجاج" في من يفكر للوصول إلى الإمام، وشهادة أشهدها في حقه أنه "الرجل المناسب في المكان المناسب" لكن حتى الرجل وقع في المحظور، ينادي كل مرة من الجرائد الوطنية، أنتم تبالغون في الخطر على المرجعية الدينية الوطنية، مع أنه في آخر تصريح له في جريدة "الخبر" تمنيت لو قال في نهاية اللقاء [انتم لو توضحوا للناس حتى ما هي المرجعية الوطنية فكيف يكون الخطر عليها]. هناك تناقض واضح في تصريحات كل موظفي وزارة الشؤون الدينية، تركيزهم لتسهيل حياتهم وعملهم هذا يعتبر من حقهم، لكن في نفس الوقت تجد تصريحات لهم خطيرة وعميقة للرأي العام الجزائري، من جهة يحاولون رفع الغبن والهم عليهم كونهم أئمة وهم يعتبرون جنود حماية الدين من التطرف وتعليمه للناس، ومن جهة أخرى تجد "علي عية" يصرح بشيء، و"الوزير "محمد عيسى" في شيء آخر، والمستشار عدة فلاحي معاكس لهم ويصرح في شيء أخر لا علاقة له بتصريحاتهما، فمتى نرى اجتماعكم حول مشروع واحد يفيد الأمة؟ بدلا من ترديد اللحن المعروف "فكري، فكري". لهذا سامحوني أيها السادة، المرجعية الدينية الوطنية التي تتكلمون عنها في كل مكان "مجرد كلام" وأنا أتحدى كل واحد منكم أن يرد على رسالتي ويخبرني عكس ما قدمت، ويقدم لي جزئيات عن المرجعية الدينية الوطنية.