أصدر مرة الشيخ أو الداعية "شمس الدين بوروبي" كتابا له أطلق عليه "جذور البلاء" من مختصر هذا الكتاب أن السلفية عقيدة يهودية، الجميع فتحوا صفحاتهم في "الفيس بوك" وأعلنوا الحرب على الشيخ شمس الدين إلا أنا توقفت قليلا واتصلت به ليوضح ولو قليلا لهذا الضباب الذي حملته أودية جذور البلاء على السلفية، الشيخ وحينما بدأ الشرح في الهاتف بكل صراحة لم أفهم منه شيئا، ربما لقلة علمي، أو جهل مني، أو انعدام توجيهي في هذا الموضوع، فكان الوقت يقترب من صلاة العشاء ودعته ولكن لم أجد تفسيرا لما كتبه، بعدها بمدة صغيرة قامت جريدة "الحوار" باستقباله هو والأستاذ "بوزيد بومدين" وهم يحملون سيف الحجاج على ما يسمونه الوهابية، حينها الأمر أصبح واضحا للعامة، الشيخ شمس الدين يعلنها بصراحة السلفية عقيدة يهودية، لم يبقى لنا إلا الرد والتوضيح على ما نشره، لكن ليبقى الرد شرعيا لا يتخطى علماء السلف، اتصلت ببعض العلماء السلفيين في العالم العربي من بين الذين ردوا على اتصالي "الشيخ وصي الله عباس" من ليبيا، والعلامة "هشام البيلي" من مصر. كانت مدة الاتصال بيني وبين الشيخ وصي الله عباس أقل من دقيقة، قلت له حياك الله يا شيخنا ظهر لنا داعية في الجزائر يقول السلفية عقيدة يهودية، مباشرة قبل أن أكمل سؤالي فاجأني الشيخ برد غاضب وقال كلاما جارحا وقاسيا ضد الشيخ شمس الدين ثم قطع الهاتف، حينها أدركت أن الجانب النفسي يلعب دورا كبيرا في الرد على الأسئلة، الشيخ "وصي الله عباس" من ليبيا وأكيد هو يوميا متوتر مما يحدث في بلاده، وهذه الشدة ما هي إلا حصاد للفتنة المزروعة بين الليبيين الأشقاء، حملت الرقم الثاني وقد أخبروني الإخوة في مصر أن الشيخ "هشام البيلي" سيكون متفرغا بعد صلاة العشاء، وحدث ما أخبروني عليه بالضبط، السلام عليكم يا شيخ حياك الله هل لنا بسؤال، قال تفضل، يا شيخ ظهر لنا داعية في الجزائر يقول إن السلفية عقيدة يهودية، هنا توقفت قليلا ربما سيعيد نفس كلام الشيخ "وصي الله عباس" فرد الشيخ أي نعم أكمل لما توقفت، فطرحت عليه السؤال كاملا وحينما انتهيت أول كلمة قالها الشيخ هشام البيلي "الرجل على خطأ كبير" لم يصرخ، لم يتكلم بغضب، لم يقل أي كلمة جارحة كل ما فعله شرح خطأ الشيخ شمس الدين، بل تعلمت منه الرد الأخلاقي والمتواضع، وفي النهاية قال "على ردك أن يكون علميا شرعيا بدون أن تقترب من الشخص أو تقلل من احترامه" دامت المكالمة أكثر من 45 دقيقة والله كانت عقد ميلاد لحبي وتعلقي بما يقدمه الشيخ "هشام البيلي" منذ ذلك الوقت. وهذا ما يجعلني أقول السلفية معتدلة بأخلاقها ومنهاجها العقلي ونصوصها المنقولة بتحقيق علمائها، وما التشدد إلا صفة يحاربها علماء السلف المعتدلين، ما تحمله شوارع السلفية لا ينطبق على السلفية كلها، فقد أدخلوا السلفية الجهادية، والسلفية الحزبية، والسلفية السياسية، فأصبح كل طاعن للسلفية يجادل المعتدلين بحماقات السلفية الحزبية والجهادية. [email protected]