يتهافت عدد هام من الشباب العربي هذه الأيام، بما فيهم الجزائريون على تحميل مسلسل كرتوني جديد يعرضه موقع ''اليوتيوب'' بعنوان ''أحمد وسليم''، يؤكّد أكثر من مرة أنّ الصهاينة باتوا أكثر حرصاً وتصميماً على استخدام الآلة الإعلامية للإمعان في تشويه صورة العرب، فصنّاع هذا المسلسل هم من الجيل الإسرائيلي الشاب، يعتمدون وسائل الاتصال الحديثة لترويج عنصريّتهم، إذا علمنا أن هذا المسلسل الكوميدي يصوّر العرب ك ''إرهابيين'' يريدون قتل الإسرائيليين والأميركيين.. لكنّهم كما تظهرهم الحلقات مجرد أغبياء يخطئون دوماً، فيوجّهون نار الإرهاب على أنفسهم لأنّهم يفشلون دوماً في استهداف الإسرائيليين والأميركيين. المسلسل الذي عُرضت منه أربع حلقات حتى الآن، حصدت الحلقة الأولى منه فقط نسبة مشاهدة قياسية بلغت نصف مليون على ''يوتيوب''، إلا أنّ الحلقات الثلاثة الباقية كانت أخطر بكثير، إذ أكّدت تصميم صانعي المسلسل على إيصال رسالة مفادها أنّ العرب مجرّد ''حمقى'' لن يتمكّنوا من إقناع أبنائهم بمشروعيّة قضيّتهم، وأنّ المقاومة لن تُفضي سوى إلى طريق مسدود. الحلقات التي جاءت في قالب سخري تهكمي، بدأ تحميلها على ''يوتيوب'' قبل شهر واحد تقريباً، وهو ما جعل بعضهم يربط بينها وبين العدوان الأخير على غزّة ورغبة الدولة العبريّة في الردّ على مقاومة الفصائل الفلسطينية بالسخرية، ورغم أنّ تقارير إعلامية أكّدت وجود مطالب من دول عربية بحجب موقع ''يوتيوب'' لهذا المسلسل، إلا أنّ الحلقات تضرب عصافير عدّة بحجر واحد. فالحلقات الأربع التي عُرضت حتى الآن باللغة العبرية ومترجمة للغات الفرنسية، الانجليزية والاسبانية، تسخر من الدول العربية قاطبة، وغير موجهة للجمهور العربي في المقام الأول، كما لم يتم التركيز فيه على دولة محدّدة بل يبدو أن هدفها هو تشويه المقاومة والعرب عموماً.