* الإسلام بريء..وأوروبا مفرخة الإرهاب * لا حاجة لنا بالأئمة المتسولين على أبواب الجاليات الإسلامية بفرنسا * سلسلة الاغتيالات في مارسيليا لاعلاقة لها بقضية الإسلاموفوبيا * ماكرون ينوي تغيير قانون 1905 * تنظيم ميزابيي أوروبا جاء لإحباط نوايا حكومة الدمية التي يقودها فرحات مهني * فرنسا ليست جنة والذي لا يعمل مآله الهلاك الحتمي تطرق الأستاذ عبد الله زكري رئيس مرصد الإسلاموفوبيا بفرنسا ومستشار دليل بوبكر عميد مسجد باريس إلى عديد القضايا التي تخص الجالية الإسلامية بفرنسا، كما تحدث ضيف "الحوار" عن الكثير من الملفات التي تهم الإسلام والمسلمين والمهاجرين غير الشرعيين.
* هل مسجد باريس لا يملك أدوات ووسائل تمكنه من الدفاع عن المسلمين بفرنسا ؟ – هناك فيدراليات تابعة لمسجد باريس على غرار الجزائر، المغرب، تركيا، اندونيسيا، وأخرى حرة تعمل بشكل فردي، لكن هذه الفيدراليات التابعة للمسجد الكبير تبذل قصارى جهدها من أجل العمل الجماعي وتشكل وحدة عضوية لمواجهة ما يحدث للمساجد والأفراد بهذه الدولة، وفي حال حدوث قضية عنف تناقش المسألة مع المجلس الفرنسي للديانات، وكممثل رئيسي في هذا المجلس، صرحت أن المسلم ليس مسؤولا ولا مدانا في كل ما يحدث من عنف، والمسجد يصدر أوامر بالخروج إلى الشارع بديار الغربة ويرفع لافتات حتى يبين أنه ليس إرهابيا، والمسجد كلما حلت حالة طارئة يقوم بإصدار بيانات ترفع إلى السلطات العليا بفرنسا نبين لها أن ما حدث لا علاقة له بالإسلام، وأننا أمة حضارة وسلم وأمان، ففي جنازة المغني جوني هاليداي علق البعض أن المسلمين لم يحضروا مراسيم تشييعه إلى مثواه الأخير، أولا لا يعنينا الأمر حتى نمشي في جنازته، قلت لهم كفوا عن اقحام المسلمين في كل شيء، فمثلا حين اغتيل بابا "برامال" الذي ذبح وسط كاتدرائيته، أرسلنا إلى المساجد وطلبنا منهم تعزية أهله، وحضرت شخصيا صلاة المسيح "لماس" رفقة دليل بوبكر عميد مسجد باريس حضورا فقط، حتى نبين لهم أن الإسلام دين يدعو إلى الأخوة والتسامح، فلهم دينهم ولنا دين، كما أدنا الجريمة واعتبرناها كمن ذبح إمام وسط المسجد.
* وماذا عن سلسلة الاغتيالات التي تعرض لها شباب جزائريون في مارسيليا، هل هي مرتبطة بقضية الإسلاموفوبيا؟ – أبدا القضية ليست كذلك، أقولها صراحة إن مدينة مارسيليا مرتع لجماعات احترفت نشاط المتاجرة بالمخدرات، فالمسألة إذن هي تندرج ضمن تصفية حسابات وليست مرتبطة بقضية الإسلامو فوبيا كما روج له.
– هل التمثيليات الموجودة بفرنسا أدت دورها الذي وجدت لأجله ؟ – هناك الكثير من التنظيمات تمثل الجالية، والجالية الآن تطورت لم تعد مثل السابق فهي يقودها دكاترة ومختصون في علم الاجتماع، القانون، نواب البرلمان، مفكرون، باحثون، كتاب، لكن أحيانا تجدهم غير مبالين بما يقوله المفكرون الفرنسيون الذين يسبون الإسلام والمسلمين ومنهم من يستهدف الجزائر وهم مكتوفو الأيدي، ولم أسمع أن مفكرا جزائريا رد عليهم، قد لا يعجبني شيء في الجزائر ولا أتقاطع مع أفكار البعض لكن ذلك لا يعطيني الحق أن أسب بلدي وأترك وطني تنهش فيه الكلاب المسعورة وفمي مكموم، وأعلم أنه لحد الآن هناك بعض الفرنسيين الذين لم يستطيعوا هضم فكرة استقلال الجزائر، في السابق كانت الودادية الجزائرية بأوروبا هي التي ترعى شؤون الجالية، وبعد التعددية الحزبية في الجزائر، لم تعد الودادية تابعة للجزائر وانقسمت على نفسها ولم تعد تعمل وفق الأوامر التي تأتيها من الجزائر كالسابق.
* إلى أين وصل المجلس الوطني للجالية الجزائرية؟ – المجلس الوطني للجالية الجزائريةبفرنسا، هو فكرة أتى بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لما وصل إلى الحكم سنة 1999، وأصدر مرسوما رئاسيا بذلك، إلا أنه لم يعرف النور لحد الساعة، وفي زيارة الوزير الأول أحمد أويحيى الأخيرة إلى باريس رفقة وفد وزاري متكون من خمسة وزراء، دعا إلى اجتماع بمقر سفارة الجزائربباريس وألقى خطابا تطرق فيه إلى هذا المجلس وقال بالحرف الواحد "الجزائر أسست لكم مجلسا وقوبل بالرفض من طرفكم"، وحين أنهى كلمته توجهت إليه وقلت له لسنا من رفضه، بل الوزراء آنذاك لم يكونوا في المستوى، الذين أرادوا تنصيب أصدقائهم على رأسه، من المفروض تنظيم اجتماع ل 18 قنصلا في فرنسا وتسأله من ترى فيه الكفاءة وحب الوطن والدفاع عن الجالية وعن دينها وحقوقها حتى نسلم له هذا المجلس لأنهم أدرى بحياة الجالية الجزائريةبفرنسا.
* وماذا عن المؤسسة الوطنية للمنشآت الوقفية التابعة لمساجد بفرنسا ؟ – هناك بعض المساجد شاركت الجزائر في تأسيسها، وأغلبها ضاعت، وأردنا تأسيس مؤسسة وطنية مقرها في الجزائر تعنى بالمساجد الموجودة هنا على مستوى فرنسا وتدخلها ضمن بنايات الوقف، في حال موت القائم عليها وحتى نحفظها من الضياع، مثل ما حدث من قبل، حيث ضاع منها حوالي 30 مسجدا، لكن اتضح فيما بعد أن هناك بعض المشاكل على مستوى قوانين البلدين، طرحنا الموضوع على الوزير الأسبق عبد الله غلام الله، وكذا مع الوزير الحالي محمد عيسى لكن المسألة لم تتضح بعد.
* هل مسألة الهوية مازالت مطروحة حتى بعد وصول ماكرون إلى عرش فرنسا ؟ – قضية الإسلام في فرنسا، أوكلت إلى وزير الداخلية الفرنسي، وأكثر رؤساء فرنسا تدخلا في شؤون الإسلام، نجد ساركوزي، كما يعد وزير الداخلية الفرنسي الأسبق برنار كازنوف أكثر وزراء الداخلية ال 15 الذين مروا على فرنسا، أكثر حرصا على الدين الإسلامي، حيث كان يتصل بمسجد باريس، ويحترم الإسلام والمسلمين، في حين الوزير الحالي كولومب، باعتباره رجلا مسنا، ونظرا لكثرة المشاكل التي يواجهها جعلته يتقاعس ولا يهتم بالمسلمين، أما فيما يخص الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل وماكرون طلب من التنظيمات والجالية المسلمة إيجاد حل لتنظيمهم، وإلا لديه تصرف آخر معهم، كما كثر الحديث الآن بفرنسا حول اللائكية والتي تمنع فصل الدين عن الدولة، إلا أنه في الاجتماع الأخير لماكرون مع الكاثوليكيين أين كنت حاضرا وحسب ما تتبعته عبر وسائل الإعلام، أنه يفكر في تغيير قانون 1905 الذي يدعو إلى فصل الدين عن الدولة، ويوحي بضرورة عودة رجال الدين مجددا إلى الحياة السياسية.
* المجلس الفرنسي للديانات على موعد انتخابي ماي المقبل، ماذا حضر المرصد لهذه العملية؟ – لقد أعددنا ورقة في الموضوع، وتم الاتفاق مع كل من تركيا والمغرب على تحديد فترة رئاسة كل دولة بعامين، وعن طريق التداول، لكن شخصيا ضد فكرة التداول هذه، لأنه بصراحة ممثلي الجالية الإسلامية من العالم العربي والإسلامي لا يحترمون الديمقراطية، وجرى العرف أن تشييد المبنى يبدأ من الأساس وليس من السقف، ذلك ينطبق على المجلس الفرنسي للديانات، فالذين يشكلون هرم السلطة ليسوا بمنتخبين وأبرموا صفقات مع الحكومة الفرنسية، في حين نجد الأشخاص الذين يشكلون القاعدة يعتلون مناصبهم عن طريق الانتخاب وهذا ليس عدلا، ومن المفروض أن الانتخابات تبدأ من الأعلى نحو الأسفل، والذي يتحصل على الأغلبية يفوز برئاسة المجلس، وحسابيا من المستحيل أن تحصل أي جهة كانت سواء فيدرالية مسجد باريس أو المغاربة على 50 بالمائة من الأصوات، وعليه وجب على التنظيمات الإسلامية فرض عمل جماعي ونؤسس مجلسا يتضمن منتخبين الذين يدركون معنى الإسلام، فالمكتب التنفيذي للمجلس الفرنسي للديانات مثلا، يتشكل من 14 عضوا، وأغلبهم لا يحضر الجلسات التي ينظمها المجلس سنويا، فكيف يكون هؤلاء ممثلين عن الجالية الإسلامية، آن الآوان لنسير هذا المجلس بأنفسنا ولا نترك غيرنا يسيره.
* هل المرصد راضٍ عن تولي جون بيار شوفانمو رئاسة مؤسسة إسلام فرنسا؟ – أبدا، وهل يقبل اليهودي أو الكاثوليكي أن ينصب على مؤسسته الدينية مسلما، شوفانمو، يتصرف كيف ما شاء، يحدث ذلك في ظل غياب روح تضامن المسلمين فيما بينهم وتركوا تنظيما إسلاميا بيد مسيحي، والشيء المضحك في القضية، أن الفرنسيين قالوا لنا إن شوفانمو صديق الجزائر، وأنه يشغل عضوية جمعية الجزائربفرنسا، وأنه ضد الأقدام السوداء، صراحة لا يهمني وقوفه مع الجزائر ولا أكترث لدفاعه، فذلك أمر وهذا أمر آخر لأن العلاقة مرتبطة بالدين، وهذا ما حز في نفسي، أن فرنسا فعلت ذلك لعلمها أن المسلمين ليسوا متحدين فيما بينهم، فإذا انصب الاختيار على جزائري فستطرح مسألة لماذا جزائري، قس على ذلك باقي دول العالم الإسلامي، لذلك اقترحت نسب رئاسته لفرنسي غير مسلم.
* ما تعليقك حول محاكمة طارق رمضان؟ – صراحة ليست لي علاقة مباشرة مع طارق رمضان، ولم يسبق له أن ألقى محاضرة في مسجد باريس، والمرأة التي اتهمته بأنه قدم لها مبلغا ماليا قدره 29 ألف أورو مقابل عدم رفع شكاية ضده تحوم حولها شكوك، لأنها راشدة، كما أن طارق رمضان صناعة الإعلام الغربي، ولما أحسستم أنه لا يخدمكم ولا يخدم اللوبيات نسبتم له فضيحة، لأنه مسلم، وعلى العدالة الفرنسية أن تطبق حكما عادلا تجاهه.
* تشغل منصب رئيس تنظيم ميزابيي أوروبا حدثنا حول مرجعية تأسيسه؟ – هذا التنظيم جاء إبان المناوشات التي عرفتها ولاية غرداية سنة 2012، قمنا بتنظيم اجتماع في باريس مع الإخوة الإباضيين، وتباحثنا حول القضية، وقلنا إن أتباع المذهب المالكي لم تكن لنا معهم مشاكل طيلة القرون التي جمعتنا بهم، والتنظيم جاء لسببين أولهما أنه من الأولوية التدخل لفك النزاع القائم، ثانيا ردا على تصريحات الانفصالي فرحات مهني زعيم "الماك" الذي طالب بانفصال منطقة واد ميزاب والمدعم من برنار هنري ليفي والذي يدعم في حكومة الدمية التي يقودها فرحات مهني.
– تنوي وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إرسال بعثات إلى فرنسا، ما تعليقك حول مستوى الأئمة الموفدين؟ – نريد أئمة أصحاب مستوى علمي وفكر ديني ومتمرسين في أصول الشريعة، ولسنا بحاجة لهؤلاء الذين يتسولون عبر ردهات مساجد فرنسا وعلى أبواب الجاليات الإسلامية بفرنسا على اختلاف جنسياتهم مطالبين إياهم بدفع مستحقات نظير إمامتهم إياهم في صلاة التراويح خلال رمضان، وهذا الأمر أزعج الجالية لأن المتعارف على الشعب الجزائري أنه كريم ولا يقبل على نفسه المذلة، وبالمناسبة أعاتب وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى لعدم استدعائي إلى مكتبه علما أنه يعلم بزيارتي إلى الجزائر، وسبق لي أن أعلمته بذلك قبل قدومي إلى أرض الوطن.
* كلمة للشباب الجزائري الذي احترف الهجرة غير الشرعية ؟ – أقول لهم لا داعي أيها الشباب للمخاطرة بحياتكم في عرض البحر، إنه الموت الحتمي، فرنسا أقسم بالله ليست جنة، وليست كما تصفها وسائط التواصل الاجتماعي والقنوات الفرنسية، فالذي لا يعمل بأرض فرنسا مآله الهلاك الحتمي، ويمارس على الشباب المهاجر القمع والضرب الذي يفضي إلى الموت، يزجون بهم في غياهب السجون وتمارس عليهم كل أنواع العنف الجسدي، أرجو من أبنائنا الصلاح والبقاء في بلدهم عوض تعريض حياتهم إلى ما لا يحمد عقباه. * بوصفك رئيس مرصد ضد الإسلاموفوبيا، هلا أطلعتنا عن عمل هذه الهيئة؟ – المرصد الفرنسي ضد الإسلاموفوبيا تأسس سنة 2011 خلال انتخابات المجلس الفرنسي للديانات، وهي مؤسسة وجدت من أجل الدفاع عن الإسلام في بيئة تعرف بعدائها له، وتربطه علاقة عمل مباشرة مع مسؤولي 24 مقاطعة أو ناحية بفرنسا، والتي لها دراية بما يحدث للمساجد والمسلمين وكذا الأئمة الذين يتعرضون إلى مضايقات من طرف الخطابات المتطرفة التي تنشرها جماعات عنصرية معادية للاسلام والمسلمين، كما له اتصال دائم ومباشر مع مصالح وزارة الداخلية الفرنسية لاطلاعنا بعد كل 3 أشهر على حال المسلمين ومؤسساتهم الدينية، وعن عدد الأشخاص الذين يتعرضون للعنف من قبل العنصريين وعن عدد الشكاوي الرسمية التي تقدم بها المسلمون إلى المراكز الأمنية الفرنسية.
* لكن هل تؤخذ شكاوي هؤلاء بعين الاعتبار من قبل السلطات الأمنية الفرنسية؟ – للأسف ما يعادل 20 بالمائة من الأشخاص معرضون للعنف منهم أئمة وأفراد عاديون لا يقدمون بلاغات ضد الجناة، لعلمهم بتواطؤ الشرطة والقضاء الفرنسي مع هؤلاء الجناة، نظرا لعدم اكتراث الأمن الفرنسي لأمرهم، ولا يعاقب الجاني، وتم تسجيل سنة 2017 ما يربو عن 143 شكوى، منها 82 عملا متعلقا بتخريب المساجد والجوامع، تضمنت الشكاوي التبول في المساجد ورمي الفضلات، ورسائل تهديد للأئمة والقائمين على المسجد بالموت، والسب والشتم ونعت الإسلام بدين "الخنزير وأنه ضد الإنسانية، ويسفك الدماء، وربطه بالإرهاب.."، ففي سنة 2016، قدمنا بلاغا رسميا إلى السلطة الفرنسية ضد نائبة ببلدية منطقة "كومبيان" الفرنسية، حيث اتصلت محامية تابعة لمرصدنا بوكيل الدولة الفرنسي حتى تتابع هذه المسؤولة الفرنسية للحد من خطاباتها السياسية العنصرية ضد الإسلام والمسلمين، إلا أننا فوجئنا في بداية شهر أفريل 2018 برد مستفز من وكيل الدولة الفرنسي يؤكد فيها أن القضية مرفوضة لأنه مر عليه وقت طويل، وأعلمنا بإضاعة الملف، وهذا كله عبارة عن مسرحية من أجل حماية هذه المسؤولة السياسية، وحولنا القضية إلى مكتب وزارة العدل الفرنسية، متبوعة برسالة تظلم شرحنا لها فيها أنه إذا قام شاب مسلم بمناوشة مع يهودي أو نصراني تقومون بإجراءات ضده ويطبق عليه القانون، أما إذا كان نفس الشاب المسلم تعرض إلى ضغط وإلى ضرب أو حتى القتل لا يكترث به ولا ينظر في قضيته، ولا تتحرك العدالة الفرنسية، وهو ما جعل المسلمين بفرنسا خاصة منهم الشباب يأتون إلى مكتب المرصد ويطالبوننا بالتدخل الفوري كوننا في اتصال مباشر مع السلطات الفرنسية.
* وماذا عن عدد الملفات الخاصة بظاهرة العنف ضد المسلمين بفرنسا، في ظل صعود الجبهة الشعبية إلى الحكم؟ – شهد عدد الملفات المقدمة بين جانفي 2015 بعد حادثة شتم رسولنا الكريم محمد _ صلى الله عليه وسلم_ من قبل صحفية "شارلي إيبدو"، وسنة 2016، تناقصا بشكل طفيف، لكن المسألة تكمن في عدم إيلاء أهمية للمسلم المعنف، والأماكن المقدسة للمسلمين، حيث بلغ عدد القضايا المقدمة 1172 قضية في الشهر تخص مسألة العنف ضد المسلمين، والمساس بحرمة المسجد.
* وماذا عن الميزانية التي تضعها الحكومة الفرنسية الموجهة للديانات؟ – رصدت الحكومة الفرنسية سنة 2018 ميزانية 9 ملايين أورو، تهم كل المعابد الدينية، حيث خصص للمسلين مبلغ مالي قدره مليون و350 ألف أورو، سيتم توزيعها على المساجد لتزويدها بالكاميرات، وفيديوهات لرصد المعتدين، وتزويد الجوامع والمساجد بأبواب متينة، إلى جانب دوريات عسكرية تراقب أماكن تواجد المباني الدينية، بما فيها معابد اليهود والكاتدرائيات المسيحية، وهذا كما أشرت ينقص من وتيرة العنف بالمقدسات الإسلامية بفرنسا، لكن العنف على مستوى الأفراد متواصل، ومؤخرا حضرنا اجتماعا مع الوالي لتقييم وضعية مساجدنا، وكذا عن قضية عدم متابعة العنصريين ضد المسلمين قضائيا إلى نهايتها.
* ما تعليقك على مصطلح "الإسلام الفرنسي"؟ – هذا المصطلح ابتدعه نيكولا ساركوزي بعد اعتلائه سدة الحكم بفرنسا، فلماذا لا يقولون اليهودية الفرنسية، ولا المسيحية الفرنسية، إن عبارة "إسلام فرنسا" خاطئة، إذا سلمنا بالعبارة هل معنى ذلك أنني كلما دخلت دولة أوروبية أو حتى دولة مسلمة على بقاع الأرض، أجد إسلام تلك الدولة، أفهمتهم أن الإسلام عالمي، أنزله الله تعالى على سيدنا محمد _ صلى الله عليه وسلم_ فهو دين البشرية كلها ولا تختص به دولة معينة، وعند اجتماعنا بالكاردينال الفرنسي وطرحت عليه سؤالا: ما رأيك في طرح فرنسا لعبارة "إسلام فرنسا" وهل تقبل أن نربط المسيحية بدولة ما؟، طبعا الجواب كان "لا"، فكيف أقبله أنا كمسلم وأعتز بديني وأدافع عنه، وهل الإسلام الفرنسي يعني السلم، والتوافق، والإخاء؟، أما إسلامنا هو إسلام العنف والإرهاب؟، وبينت له أن الدين "الإسلام" يعني السلم والأمن والطمأنينة، ولا يوجد غير ذلك ولا يترجم إلى لغة أخرى، وكل الشعوب تنطق بكلمة "الإسلام"، دون أن تترجمه إلى لغتها الأم، وإذا سلمنا بهذا المصطلح، معنى ذلك أن 25 بالمائة من الشباب الفرنسي الذين انخرطوا في خلايا الإرهاب وقاموا بعمليات إرهابية على أراضيها وتضرر منها الكل، اعتنقوا الإسلام الفرنسي؟، ما يؤكد أن إسلام فرنسا على حد تعبيركم هو من خلق العنف وليس الإسلام الحقيقي الذي هو دين السلم، انطلاقا من اسمه.
* ما تعليقكم على محاكمة نيكولا ساركوزي؟ – نيكولا ساركوزي، حقيقة متابع في 11 قضية، وليس مدانا بقضية واحدة، منها انتحاله لشخصية صحفي حتى يتحصل على معلومات من وكيل الدولة الفرنسي، وحول قضيته مع الرئيس المخلوع الليبي معمر القدافي، هذا الأخير كان قد نصب خيمة في إليزي إبان حكم ساركوزي، ولا أتدخل هنا في القيمة المالية التي منحها لساركوزي لأن القضية على مستوى العدالة، وهذه الأخيرة لا أظن أنها تقوم ببحث معه حين كان رئيس دولة، لو لم تكن لديها الأدلة الكافية لإدانته.