الجزائر تستنكر الدعوة الفرنسية إلى تحريف كتاب اللّه وتؤكد: ** أئمة فرنسا يردّون على عصابة ساركوزي : القرآن لا يدعو للقتل ف. هند استنكر وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى دعوة عدد من الشخصيات السياسية والثقافية في فرنسا لإلغاء آيات قرآنية وقال أنه ليست فرنسا من تطلب ذلك بل النخبة المثقفة التي تدفع لهذا الطرح مشددا على أنه لا خوف على القرآن فاللّه يحفظه وهو غير قابل للتحريف وجاء تصريح عيسى ليثلج صدور كثير من المتتبعين الذين آلمتهم الدعوة الفرنسية إلى تحريف كتاب الله. وفي أول رد جزائري رسمي على وقاحة عصابة ساركوزي قال الوزير عيسى في تصريحات نقلتها قناة الشروق نيوز الفضائية الخاصة أن هذه النخبة لها من يناصرها في العالم العربي والإسلامي ومن جملتها الجزائر مؤكدا أنها هذه النخبة تدفع إلى خلق إسلام حداثي يريدون له قرآنا حداثيا ولذلك يفكرون في حذف تلك الآيات التي تمس مشاعرهم والتي تتعلق عموما بنظام الدفاع في المنظومة الدينية الإسلامية وفي منظومة العقوبات في المنهج القرآني. وطمأن الوزير عيسى المتخوفين قائلا: سوف يرتطم ذلك على جدران أصالة علماء الإسلام وعلى امتناع نخبته المثقفة وعلى حقيقة أن القرآن يحفظه الله ولا يمكن أن يغيره أحد. للإشارة فقد ندّد رئيس المرصد الفرنسي لمكافحة الإسلاموفوبيا عبد الله زكري بالإعلان الذي وقعته مجموعة من الشخصيات السياسية والثقافية الفرنسية يتقدمها سيء الذكر نيكولا ساركوزي للمطالبة بمراجعة بعض الآيات القرآنية. وقال زكري في تصريح لموقع كل شيء عن الجزائر : هؤلاء المسؤولين السابقين وجدوا للأسف من عرب المصالح من يسايرهم ويؤيد أفكارهم لذلك أقحموا أنفسهم في هذا الموضوع. وأضاف عبد الله زكري نحن وقفنا ضد الإرهاب وشاركنا في مظاهرات ضد الارهاب لكن ليس ليأتونا اليوم بمطلب تغيير القرآن. سنحارب أي مسؤول سياسي سواء كان في الحكم أو خارج الحكم يطلب منا هذا الشيئ. قبل أن يدعو أصحاب الإعلان إلى إعادة النظر في نظرتهم إلى القرآن قائلا هم يخرجون آيات من القرآن عن سياقها ثم يفسرونها على أنها تحرض على كراهية اليهود... لقد قلت لصحفي فرنسي نشيدكم الوطني فيه تحريض على العنف أكنسوا أمام بابكم أولا... ولم يكتف عبد الله زكري بتحميل المسؤولية لمن وصفه بles arabes de services بل إنتقد أيضا وزير الشؤون الدينية محمد عيسى الذي قال عنه طلبت لقاء معه منذ أيام حيث كنت في زيارة للجزائر ولم يرد علي حتى بالسلب وكنت أريد أن أناقش معه عدة مواضيع منها قضية الأئمة الذين سيرسلهم إلى فرنسا وهم محل سخرية من قبل السياسيين والإعلاميين هنا قبل مجيئهم ... لو كان الأمر بيدي لما جاء إمام واحد إلى فرنسا. يذكر أن النداء الذي نشرته الصحافة الفرنسية تحت عنوان ضد المعاداة الجديدة للسامية طالبت في شخصيات فرنسية من علماء الإسلام بإعلان الآيات المحرضة على كراهية اليهود والمسيحيين... ملغاة مثلما فعل الفاتيكان مع الكراهية الكاتوليكية للسامية... ودعا النداء أئمة فرنسا بالتحديد لإنارة الطريق. ومن بين الموقعين على النداء الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي والوزيران الأولان جون بيير رافاران ومانويل فالس ورئيس بلدية باريس سابقا بيرتراند دولانوي والفنان شال أزنافور والممثل جيرا ردي بارديو... وحملت قأئمة الموقعين 250 شخصية. أئمة فرنسا ساخطون رفض ثلاثون إماما في فرنسا التصريحات التي تزعم أن القرآن يدعو إلى القتل كما ورد في بيان ضد معاداة السامية وتعهدوا في الوقت نفسه مكافحة تطرف شباب يرغبون في ارتكاب جرائم باسم الإسلام . وكتب الأئمة في مقال نشرته صحيفة لوموند أمس الثلاثاء ندعو بقية مواطنينا وخصوصا المثقفين والسياسيين إلى البرهنة على حكمة أكبر . وأضافوا أن فكرة القرآن بحد ذاته يدعو إلى القتل تتسم بعنف غير معقول مشيرين إلى زنها توحي بأن المسلمين لا يمكنهم أن يكونوا مسالمين ما لم يبتعدوا عن ديانتهم مدينين جهلا مضرا وغير مثمر . ويأتي المقال ردا على بيان وقعته 300 شخصية في فرنسا نشرته صحيفة لو باريزيان الأحد ضد معاداة السامية الجديدة التي يغلب عليها التطرف الإسلامي . ووقعت البيان شخصيات سياسية يمينية ويسارية بينها الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي وزعيم اليمين لوران فوكييه ورئيس الوزراء الاشتراكي الاسبق مانويل فالس ورئيس بلدية باريس الاشتراكي السابق برتران دولانو وفنانون بينهم المغني شارل ازنافور والممثل جيرار ديبارديو ومثقفون ومسؤولون دينيون يهود ومسلمون وكاثوليك. واشار البيان إلى ان التطرف الإسلامي -ومعاداة السامية التي ينشرها - يعتبر من قبل جزء من النخب الفرنسية حصرا تعبيرا عن تمرد اجتماعي . وتابع ان معاداة السامية القديمة لليمين المتطرف تضاف إلى معاداة السامية لجزء من اليسار الراديكالي الذي وجد في معاداة الصهيونية ذريعة لتحويل قتلة اليهود إلى ضحايا للمجتمع . وأشار الموقعون إلى معاداة السامية الجديدة هذه التي تنتشر في الأحياء الشعبية تحت تأثير إسلام مرتبط بالهوية ومتطرف. لذلك طلبوا أن تعلن السلطات الدينية أن آيات القرآن التي تدعو إلى قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والكفار باطلة كما حدث في عدم التجانس في الكتاب المقدس ومعاداة السامية الكاثوليكية التي ألغاها (مجلس) الفاتيكان الثاني حتى لا يتمكن أي شخص من الاعتماد على نص مقدس لارتكاب جريمة . وقال الأئمة: نشعر بالاستياء كفرنسيين طالنا هذا الإرهاب الدنيء الذي يهددنا جميعا بينما تشهد فرنسا موجة من الهجمات منذ 2015. وكتب الأئمة: نحن أيضا كمسلمين مثل أتباع كل الديانات الأخرى مسالمون نعاني من مصادرة ديانتنا من قبل مجرمين معبرين عن تخوفهم من ألا تكون فرنسا في منأى من جرائم اخرى باسم الإسلام .