أكد مدير المركز الإسلامي لولاية بومرداس، عبد الكريم ليشاني، أنه تم إعداد برنامج ديني واجتماعي وتضامني ثري ومكثف خلال شهر رمضان الفضيل، حيث تم وضع قوافل علمية ودروس وعمليات تضامنية ومسابقات لحفظ القرآن، كما استضاف المركز مشايخ وعلماء لتنشيط الدورات الفكرية والعلمية والثقافية، وزيارات تضامنية لكل من مستشفى الثنية لزيارة الأطفال المرضى، وكذا زيارة ميدانية إلى متحف المجاهد. –أولا، كيف تستقبلون شهر رمضان الكريم؟ رمضان له نفحاته الخاصة، ويجب أن يعلم الجميع بأن رمضان هو مدرسة بكل مقاييسها من حيث الصّبر وضبط النفس، فهو بريء من كل التهم اللّصيقة به، فكل إنسان يغضب يتهم رمضان، وهذا هو الخطأ الكبير، ويجب على الإنسان أن يكون سيد نفسه في المواقف، وذلك بالتسلح بالإيمان الروحي ونفحات القرآن الكريم، ومن هذا المنبر ندعو جميع المواطنين لاغتنام الشهر الفضيل الذي أكرمنا به الله عز وجل، والاجتهاد في إحيائه بالعبادة والعمل الصالح طمعا في العتق من النار ونيل الجنّة التي هي أعلى مقاصد المسلم.
–هل أعد المركز الإسلامي برنامجا ثريا خلال شهر رمضان؟ في إطار البرنامج الديني والفكري والاجتماعي المسطر للشهر الفضيل، استضاف المركز الإسلامي علماء دين لتنشيط ندوات دينية وإعطاء دروس وفق البرنامج المسطر، بحيث أعد المركز الإسلامي محاضرات ومسابقات ودروس في الفقه الإسلامي لمختلف شرائح المجتمع، وقدكيفناها تماشيا مع الشهر الكريم، وأول محاضرة انطلقنا فيها كانت حول فضل الصيام، وإرشادات حول ما يتضمنه الشهر الفضيل من وجبات وأصول المحبة والتراحم، بالإضافة إلى ما تعلق بالظواهر السلبية المصاحبة لشهر رمضان، والمحافظة على الصحة في رمضان، وعدم الإفراط في الأكل الذي يؤدي إلى نتائج سلبية. المحاضرة ينشطها أساتذة مختصون في الميدان، وبرامج دينية واجتماعية ومرافقة تنظيمية، وأيضا مسابقات في تجويد القرآن وأحكامه.
– ما هي أهم المحاضرات التي ستركزون عليها خلال الشهر؟ نحن قسمنا البرنامج على مدار أربعة أسابيع، كل أسبوع يتم فيه تناول مواضيع خاصة بالشهر الفضيل، وأهم هذه المحاضرات، محاضرة حول الصيام وكف الجوارح، وهي محاضرة قيمة، بحيث يجب على الصائم أن يطلع على معنى الصيام الحقيقي وليس الإمساك عن الأكل والشرب كما يظن الجميع، بحيث يجب أن ننبه الصائمين إلى أن هذا هو الشهر الذي تفتح فيه أبواب الخير وتغلق فيه أبواب الشر، وعلى الصائم استغلاله قبل انقضائه، أيضا محاضرة حول مزامير داود.
–هل للمرأة نصيب في هذه المحاضرات؟ بالطبع المرأة لها نصيب كبير من المحاضرات، باعتبارها نصف المجتمع، وقد انطلقنا في تقديم محاضرة بعنوان فقه النساء، أين يحضرن نساء من أجل التفقه في الدين، وهي على شكل أفواج ينشطها أساتذة مختصين في الفقه الإسلامي، وأيضا محاضرة حول اعتكاف المرأة في المساجد، إلى جانب ذلك خصصنا أيضا محاضرة حول دور المرأة الجزائرية إبان الثورة التحريرية.
–هل نظم المركز الإسلامي مسابقة لحفظ وترتيل القرآن الكريم؟ لا يمكن أن يحل علينا شهر رمضان، ولا نقوم بمسابقات في حفظ وتجويد القرآن الكريم، وحفظ الحديث الشريف والأحكام، وهي الصبغة الخاصة في هذا الشهر، بحيث يعكف المركز الإسلامي على تنظيم المسابقة الدينية في حفظ القرآن وتجويده بالنسبة لفئة الكبار والأطفال من الجنسين، زيادة على تنظيم مسابقة في حفظ الحديث الشريف للأربعين النووية، أين قمنا بتقسيم حفظة القرآن الكريم إلى أربع فئات، الفئة الأولى حفظ القرآن الكريم مع الأحكام، الفئة الثانية حفظ القرآن كله، والفئة الثالثة حفظ نصف القرآن، أي 30 حزبا، والفئة الرابعة حفظ 40 حديثا نبويا شريفا، وهذه الفئة تضم أطفالا صغار، ليتوج في آخر المطاف الفائزون بجوائز قيمة، وتوزيع شهادات تكريمية. –هل تستهدف هذه المسابقات فئة الأطفال؟ الهدف من هذه المسابقات هو ترسيخ في عقول الأطفال ثقافة حفظ القرآن ومدى أهميته في تهذيب النفس وترويضها على حفظ القرآن الكريم، ليكون اللسان رطبا بذكر الله، وهذا بالنظر لما تحمله من معالم في التسامح والمحبة والسلام وتقبل الآخر، والتعايش مع بعضهم البعض في كنف السلام.
–وماذا عن الدورات التدريبية لتفقيه وترويض النفس في شهر رمضان؟ الدورات التدريبية من أساسيات البرنامج، وهي عديدة ومتعددة، دورة تحت عنوان فقه الصيام، بمعنى نقول للصائم تفقه في دينك، وأيضا دورة في التنمية البشري، لأن الإنسان الصائم عندما يصوم تصوم معه كل جوارحه وجسمه الذي يتوقف عن الأكل والإفرازات، وهذا طيلة شهر رمضان من تنشيط أساتذة محاضرون ومختصون في التنمية البشرية، وهذا لكون المواطن مرتبط خلال رمضان بصفات قد لا تكون في سائر الشهور، وأيضا الصفات التي يجب أن يكون عليها أثناء تأدية صلاة التراويح.
–الكثير منا يجهل فضل الدعاء في هذا الشهر الكريم، ماذا أعددتم لهذا الغرض؟ أعددنا محاضرة قيمة حول فضل الدعاء في ليالي رمضان، وكيف يكون العبد بين يدي ربه طالبا منه العفو والمغفرة والرجاء، وكلما كان الصدق والإيمان كلما كان الصائم قريبا من ربه، ولا يوجد وقت يكون العبد قريبا من ربه سوى وهو ساجد، داعيا ربه في هذا الشهر الكريم الذي فيه تغلق أبواب جهنم وتفتح فيه أبواب الجنة، بحيث يقوم عدد من أساتذة وأئمة بتنشيط ندوات ومحاضرات حول الصيام وأحكامه، وجوانب مهمة من شهر رمضان.
–وهل برمجتم أشرطة وأفلام دينية لما لها من تأثير قوي في نفوس الصائمين؟ حتى هذا لم نغفل عليه، حيث سنعرض أفلام وأشرطة فقد أعددنا فيلما حول كيف تفرح الأمم بشهر رمضان، الذي لا يأتي إلا ومعه الخيرات والمحبة والمغفرة والثواب، وأيضا عرض فيلم بعنوان نهاية الكون، وهو فيلم يبرز آيات الله في خلقه وعظمته على البشرية، وحكمة الله التي تسير في الكون وأن للكون نهاية لا يعلمها إلا خالقه، وهي كلها للموعظة والذكر. –هل هناك برامج تضامنية تناسب هذا الشهر؟ شهر رمضان معروف بالعمل التضامني، وللتضامن معان كثيرة ومتعددة، فالمركز أعد برامج تضامنية، تمثلت في الزيارة الميدانية إلى مركز الطفولة بمستشفى الثنية، أما فيما يخص عملية التبرع بالدم فقال فإنها تتم من خلال تحسيس الأئمة للمواطنين والمصلين بضرورة عملية التبرع بالدم ومكانتها من الناحية الدينية والإنسانية، مضيفا أن الوزارة ستعمل بالتنسيق مع مديريات الصحة على توفير شاحنات التبرع بالدم في ساحات المساجد الكبرى طوال شهر رمضان الكريم، خاصة بعد صلاة التراويح، وسنأخذ على عاتقنا العمل على حث المواطنين على التبرع أكثر بدمهم الذي قد ينقذ العديد من المرضى خلال هذا الشهر، لأن هذه العملية تأتي نظرا للنقص الذي تشهده المستشفيات خلال الشهر الكريم بناء على تصريحات مديريات الصحة التي أكدت أن المواطن يعتقد أن تبرعه بالدم خلال شهر الصوم سيؤثر على صحته، ودورنا أن الوصاية تعمل جاهدة على حث الأئمة على تناول مواضيع تتعلق بأهمية وضرورة التكافل والتراحم والتعاون بين أفراد المجتمع خلال الشهر الفضيل.
–وماذا عن المسابقات الفكرية التي برمجها المركز الإسلامي في هذا الشهر؟ بالطبع تمت برمجة أمسيات شعرية، فالشعر له بصمته الخاصة في إطلاق حناجر المنشدين، والشعراء في مدح الإسلام ومشايخ الإسلام والعلماء، ومسابقات فكرية متبوعة بمحاضرة بعنوان "مكة"، وكيف تم فتحها من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم، دون إراقة الدماء من تنشيط مرشدة دنية. –وماذا أعددتم لليلة ال27 من شهر رمضان؟ تشهد هذه الليلة العظيمة حفلا دينيا كبيرا يليق بالمناسبة العظيمة، وأيضا سيتم تكريم الفائزين والمتوجين في حفظ القرآن، وأيضا عرض أشرطة وأفلام دينية مثل غزوة بدر وأحد، وأيضا عرض فيلم الرسالة الذي لا يمل منه أحد، فهو فيلم يبقى خالدا في تاريخ الأمة الإسلامية، وأيضا تنظيم محاضرة بعنوان، لماذا ليلة القدر خير من الدهر كله، وأخرى بعنوان ليلة القدر بين طمع المؤمنين ورحمة رب العالمين، وكذا فضل العشر الأواخر وأهميتها، وزكاة الفطر، وحكمتها وحكمها. حاورته: نصيرة/ ح