" المراة والتحديات الراهنة في ظل الأزمة الاجتماعية و انعكاسات الأخيرة على الأسرة"، عنوان الندوة التي نظمها الدكتور أحمد قوراية رئيس جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة، بمقر حزبه اليوم بعين تيموشنت في إطار النشاط الجواري للحزب. وسلط أحمد قوراية رئيس جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة، الضوء على المرأة التي قال بشأنها أنها تمثل نصف المجتمع الحساس والمحور الأساس الذي تدوره حوله كل الأطر الإجتماعية بمكوناتها النفسية والفكرية وفعالياتها في المجتمع، كونها الحاضن الأول لأفراد الأسرة والمعلم الأول قبل المدرسة يضيف المتحدث ذاته. هذا وتوقف قوراية خلال الندوة إلى جملة من العراقيل التي تحد من ممارسة المرأة حقها في المجتمع، وعلى سبيل المثال لا الحصر يقول قوراية، نظرة المجتمع إليها ويحملها المسؤولية وتبعة كل شيء، كما تم هضم حقوقها من خلال حرمانها من الاستفادة من حصتها من الميراث كما أوصى به الشرع الحكيم، في العديد من الأيات القرآنية، و قال :" للأسف أضحى الناس يتقيدون بالعرف ولا يبالون بتعاليم الشرع الكريم الذي فصل في قضية الميراث وكيفية تقسيم الإرث على الأبناء ذكورا كانوا او إناثا ، ويأتي حرمان المرأة من أموال وممتلكات والديها تحت طائلة " مالنا يبقى في دارنا وميروحش للبراني" وهذه القاعدة مخالفة للشرع الإسلامي وتدخل ضمن أكل مال السحت ولعياذ بالله"، كما تتعرض بناتنا وأمهاتنا إلى التحرش الجنسي في الشارع وفي أوساط العمل ومساومتها. وحول تحرر المرأة أكد قوراية أن مسألة التحرر لا تعني بالضرورة تفسخ الشخصية وخروجها عن أعراف المجتمع، ما لم تضر بقواعد الدين الإسلامي وما لم تخترق أصول التربية التي تلقتها في أسرتها ، كما أنه لا يجب إلزام المرأة بتقيد بالعادات البالية يضيف المتحدث نفسه كأن تحرم من مواصلة تعليمها أو العمل خارج البيت مدام لم تقصر من أداء رسالتها الأسرية، ولا يجب أن يستغلها صاحب العمل ويشغلها بأدنى أجر أو يستغلها زوجها ويطالبها براتبها الشهري عنوة، بل حتى وإن كانت عاملة فالواجب يحتم على الأب أو الزوج أو من يقوم مقامهما الانفاق عليها، بل تركها لحريتها الشخصية والمرأة بطبيعتها نبع من الحنان وربة ممتازة. وحول الطرق التي أوصى بها ديننا الحنيف أن نعامل بها المرأة قال قوراية إن المرأة مخلوقة من ضلع أعوج لا يصح أن تقوم بشكل عنيف فتكسر، كما لا يمكن أن تترك على أعوجاجها، لكن طريقة التقويم تكون برفق وبسلاسة وبحكمة أما العنف الجسدي أو اللفظي لن يجدي نفعا، بل لابد من أن تعامل بطرق لينة عند تربيتها، كلنا يعلم أنه لا تكتمل الحياة دون إمرأة لأنها طرف قوي فيها فهي سندنا ونحن صغارا وموجها في ممارسة الحياة ونحن كبارا. وفي حديثه حول ظاهرة العنوسة وانعكساتها الوخيمة على نفسية المرأة والأسرة، قال قوراية إن تأخر سن الزواج لدى المرأة والرجل معا، أضحى ظاهرة ملفتة للنظر، في الأونة الأخيرة، حيث تفاقمت الظاهرة وألقت بظلالها الموحشة على الأسرة، حيث تعدت نسبة النساء بدون زواج 11 مليون إمرأة وهو رقم مزعج جدا، وانعكس سلبا على نفسية المرأة، حيث تلجأ الكثيرات منهن إلى رمي أنفسهن في زواج لا يرغبن فيه المهم عندهن الحصول على زوج وبيت وكفى وشراء لقب متزوجة، بينما ذهبت الأخريات العاملات إلى شراء شقق بمختلف الصيغ حتى تظهر حسن نيتها في مساعدة زوجها المستقبلي وتعفيه من قضية البحث عن السكن العائلي، وبالمقابل يوضح المسؤول الأول على حزب جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة أن هناك من يستغل وضعها ويقوم باستحواذ على راتبها الشهري تحت مسميات عدة، بل من الرجال من يشترط على المرأة كشرط للتقدم إليها وهذا أيضا ليست من شيم الرجولة، وختم قوراية بقوله إن المرأة مخلوق ناعم وشقيقة الرجل وشريك فعال في دورة الحياة كلها مشيرا إلى أن المرأة الجزائرية كاملة الحقوق الشرعية والدستورية. ن_ س