يبدو أن الفيضانات الأخيرة التي أصابت عددا كبيرا من الولايات وخلفت عددا كبيرا من الخسائر المادية إضافة إلى وفيات كشفت المستور وحجم “البريكولاج” ونقص الإستراتيجية الاستشرافية من أجل مجابهة مثل هذه الكوارث، ضف إلى ذلك فقد جعل حجم الكارثة الوزارات المعنية تتقاذف المسؤولية من هنا وهناك وتؤكد أن كل واحدة منها قامت بما عليها ولا تتحمل نتيجة ما حصل، فيبقى السؤال الذي يطرح نفسه على من تقع المسؤولية في ظل كل ما حدث ؟ زرواطي: ما يخصص لجمع النفايات إهدار للمال العام في السياق كشفت وزيرة البيئة فاطمة الزهراء زرواطي أن الدولة الجزائرية تنفق ما يقارب 150 مليار سنتيم على جمع النفايات في الشوارع والرمي العشوائي وهو الأمر الذي يعتبر إهدارا للمال العام. وأكدت الوزيرة في تصريحات لها، أمس، خلال زيارتها لولاية البليدة أن هذه الأموال يمكن استغلالها في مشاريع أخرى لصالح المواطن، مشيرة أن هناك غيابا لدى بعض المواطنين لثقافة تطهير المحيط في بعض الولايات. كما حملت زروطي مسؤولية تدهور الوضع البيئي إلى بعض رؤساء البلديات عبر الوطن، وأن النظافة مسؤولية الجميع كإشارة لها أن وزارة البيئة ليست المسؤولة على الفيضانات الأخيرة التي أصابت عددا من الولايات. وزارة النقل: رمي القاذورات بالقنوات وراء الفيضانات ومن جهته أكد المدير العام للمنشآت بوزارة النقل والأشغال العمومية، بوعلام شطيبي، أنّ فيضانات تبسةوقسنطينة كان سببها خروج الوديان عن مسارها، نافيا أنّ تكون الوزارة سجلت سقوطا للجسور وانهيارا للطرقات. وفي السياق، أوضح ذات المتحدث خلال استضافته في إحدى الحصص التلفزيونية أن الأمطار التي سقطت في كل من ولاية تبسةوقسنطينة، تجاوزت 70 ملم في 30 دقيقة، مرجعا السبب في ذلك إلى انسداد البالوعات وقنوات الصرف الصحي، موضحا في هذا الشأن أن رمي القاذورات بالقنوات، يؤدي إلى انسدادها وتراكم المياه. وأشار شطيبي أن التغيرات المناخية تؤثر كثيرا ويجب مواجهتها بسياسة جديدة، مؤكدا أن الشمال الإفريقي معرض لهذه الظاهرة، وشهدت الأسبوع الماضي مدينة قسنطينة تساقط كميات كبيرة للأمطار مما تسبب في فيضانات بمخرج المدينة بمنطقة "كانطولي". وكشف المدير العام بذات الوزارة أنّ “هناك مناطق يمنع فيها البناء مثل بوزريعة بالعاصمة، التي شهدت فيضانات 2001، مضيفا بالقول “إن هناك حي في منطقة الحراش بني على حواف وادي الحراش”، موضحا في السياق أن في كل ولاية لا يتعدى عدد المناطق السوداء فيها 7 مناطق، ويتم معالجتها ظرفيا وبصفة نهائية، مؤكدا أن إصلاح الطرقات تكون بمقاييس عالمية. وفي ذات السياق قال بوعلام شطيبي، إن قبل كل عملية إصلاح للطرقات، تقوم المصالح بدراسة ومتابعة الأشغال، ولم ينكر شطيبي وجود مشاكل التي اعتبرها قليلة، قائلا "الكمال لله"، موضحا أن المؤسسات الوطنية تطمح من أجل كسب النوعية العالمية. وزارة الداخلية: البلديات لا تتحمل لوحدها مسؤولية الكوارث ومن جانب آخر وبخصوص ذات الموضوع أكد المندوب الوطني للمخاطر الكبرى بوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية الطاهر مليزي أن الجزائر تعد من البلدان الرائدة في تسيير الكوارث الكبرى وقد انتبهت لخطورتها عندما أسست منذ الثمانينات نصوصا تشريعية خاصة بهذا المجال، معلنا عن تنظيم ندوة وطنية أواخر أكتوبر الداخل لتقييم مدى نجاعة هذه التشريعات في ظل كثرة التغيرات المناخية. ولدى استضافته في “فوروم الإذاعة”، أمس، أفاد الطاهر مليزي أن النصوص التشريعية الخاصة بتسيير الكوارث في الجزائر والمتعلقة بقانون 1985 والذي أثري بقانون 04-20 الخاص بالوقاية من الأخطار الكبرى وتسيير الكوارث بحاجة إلى تحيين في ظل التغيرات المناخية الحالية والتي وصفها بالجديدة بالنسبة إلى بلادنا بالنظر إلى شدتها وحجم الأضرار التي تخلفها. عبد الرؤوف.ح