-حجيمي: الوزير هو من وعدنا وتراجع -قسول: مطالب الأئمة منطقية، لكن.. تتواصل القبضة الحديدية بين وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والأئمة، حيث قطعت الوزارة آمال الأئمة في رفع أجورهم –حاليا- مطالبة إياهم بالصبر لغاية تحسن الأوضاع الاقتصادية للبلد، في حين ترى نقابات الأئمة أن مطالبهم مشروعة، منتقدة ما وصفتها بوعود الوزارة في وقت سابق وتراجعها عن ذلك، كما أكدت أنها لن تتوقف حتى تتجسد مطالبها ميدانيا. عيسى.. رواتبكم من صلاحيات الحكومة.. وتوقفوا عن المساومة وفي السياق، رد وزير الشؤون الدينية والاوقاف محمد عيسى على مطالب الأئمة بخصوص رفع رواتبهم الشهرية، مؤكدا أن القرار تملكه الحكومة، في حين وصف رسالتهم للرئاسة أنها تحمل نوعا من المساومة والابتزاز، على حد تعبيره.. وفي ظل تواصل القبضة الحديدية بين وزارة الشؤون الدينية والأئمة، خرج الوزير عن صمته حيث نشر على صفحته الرسمية ب فيسبوك، أمس، أن: “رفع رواتب الأئمة يقتضي مراجعة القانون الأساسي الذي صدر في سنة 2008، ولم تأذن الحكومة بمراجعة أي قانون أساسي منذ مصادقتها عليه، لا في قطاع الشؤون الدينية والأوقاف ولا في غيره، ويعرف النقابيون أن الاستثناء الذي وقع غير قابل للتعميم”. وأضاف عيسى في رده قائلا: “كنتُ طلبت من السادة الأئمة أن يتحلوا بالصبر، بالنظر إلى أن الظروف الاقتصادية والمالية التي تعيشها الجزائر لا تسمح في الوقت الحالي لا بمراجعة القانون الأساسي للوظيفة العمومية ولا بمراجعة النظام التعويضي”. كما انتقد وزير الشؤون الدينية والأوقاف رسالة الأئمة للرئاسة بخصوص مطالبهم، حيث أوضح يقول: “أبتهج عندما يرفع السادة الأئمة خطابهم المطلبي الاجتماعي إلى مؤسسة الرئاسة، لكنني أشعر بالحرج عندما تكون لغة الخطاب غريبة عن أدب الإمام وسمة المشايخ، ويكون فيها منطق الابتزاز والمساومة”. الأئمة سيواصلون التحرك لغاية تجسيد مطالبهم في هذا الصدد، أكد رئيس نقابة الأئمة الجزائريين، جلول حجيمي، أن القطاع مصدوم من تصريحات وزير الشؤون الدينية الأخيرة، مؤكدا أن الأئمة سيواصلون التحرك لغاية تجسيد مطالبهم المرفوعة والشرعية. وأوضح حجيمي في اتصال بيومية “الحوار”، أمس: “إذا كان أمر رفع رواتب الأئمة وتعديل القانون الأساسي الخاص بهم من صلاحيات الحكومة، فلماذا يقدم الوزير وعودا بالتكفل بهذه الانشغالات ويمنح الأئمة أملا في تحسين أوضاعهم؟ ألم يتحدث من قبل عن مراجعة القانون الأساسي ومنه رفع الرواتب من 40 إلى 60 بالمائة؟”. وانتقد بدوره إمام مسجد الفضيل الورثلاني بالعاصمة ربط الوزير رفع رواتب الأئمة بالوضع الاقتصادي الحالي، حيث قال: “لماذا تم خلق آلاف مناصب الشغل في قطاع التربية، ثم ماذا عن ترميم تمثال بالملايين، أليس هذا مرتبطا بسياسة التقشف، أو أنه عندما يتعلق الأمر بالأئمة تغلق الأبواب في وجوههم، وبالتالي فنحن نرى أن تبريرات الوزير غير عقلانية”. وتابع ذات المتحدث قائلا: “من حقنا المطالبة برفع رواتبنا، كما أنه من المفترض أن يكون الوزير سندنا لنا عوض تهميشنا بهذه الطريقة”. أما عن الخطوات المقبلة للأئمة، فقد أفاد حجيمي: “سنواصل التنسيق في كافة ولايات الوطن، وسنتحرك على ضوء ما يمليه القانون وسندرس كيفية إقامة الوقفات الاحتجاجية وموعدها في لقاءات عبر مختلف ولايات الوطن”. تريثوا واصبروا قليلا بدوره، وصف إمام مسجد حيدرة، جلول قسول، تبريرات الوزير بالمعقولة، مطالبا الأئمة بالتريث لغاية انفراج الأزمة. ويبدو أن قسول، وفي اتصاله بيومية “الحوار”، أمس، يدعو إلى تهدئة الأوضاع وتفادي التصعيد أكثر من طرف الأئمة، حيث اوضح قائلا: “ما قاله الوزير يعتبر في نظري كلاما معقولا بالنظر إلى الواقع، حيث نلاحظ أن التوظيف والمشاريع مجمدة في عدد من القطاعات، وبالتالي نفس الشيء ينطبق على قطاع الشؤون الدينية”. وأضاف قائلا: “يبدو من كلام الوزير انه يقول إن مطالبهم قد تم رفعها للحكومة، وسيتم التكفل بها في وقتها، وعلى الأئمة أن يتريثوا قليلا ويصبروا”. من جهة اخرى، يرى قسول أن: “مطالب الأئمة مشروعة ومنطقة، بغرض تحسين أوضاعهم، لكن على هؤلاء أن يتريثوا ويصبروا لأن الواقع يفرض ذلك”. رؤوف حرشاوي