مستشفى وادي سوف يتحول إلى محرقة أطفال * بن صالح: يجب فتح تحقيق سريع ومرافقة عائلات الضحايا * ميراوي: البعض غير مؤهلين للمسؤولية ووجب إقالتهم * الحماية المدنية: جثث الأطفال مفحمة يستحيل تمييز نسبها * النيابة العامة: الوفاة حرقا و اختناقا و التشريح سيوضح أكثر * مصطفى خياطي: كوارث قطاع الصحة سببها تسييس قرارات الوزارة الوصية * الياس مرابط: أين أجهزة الإنذار ولماذا غابت إجراءات الوقاية * الشارع السوفي: توقيف الطاقم الطبي لا يكفي واستقالة ميراوي لازمة. * الشارع السوفي: أمهات يصرخن “أحرقتم اكبادنا” * الشارع السوفي: هربنا بأبنائنا من المرض إلى المحرقة أفاقت ولاية وادي سوف فجر الثلاثاء على فاجعة كبرى التي ألمت بمستشفى بشير بالناصر، إذ شب حريق مهول في جناح الأم و الطفل، مما أدى إلى اختناق واحتراق من كانوا بالداخل في حصيلة تعتبر كارثية في كون كل الضحايا الذي توفوا كانوا رضع حديثي الولادة، وقع الحريق ما بين الساعة الثالثة و الرابعة فجرا، نساء ثكلى على أبنائهن، رجال يصرخون صرخات اشد لهيبا من النيران التي التهمت جدران ذلك القسم …يجدر بالذكر ان نفس الجناح، في ذات المستشفى قد شهد حريقا مشابها في ماي 2018 ولنفس السبب المذكور ألا وهو شرارة كهربائية طائشة،مما دفع بوزير الصحة محمد ميراوي إلى إقالة كل طاقم الصحة من مدير ولائي إلى مدير المستشفى إلى الطاقم المناوب في وادي سوف، ويذكر انه منذ أشهر تعرض مستشفى بارني بالعاصمة إلى حريق أيضا، وكذا عاش جناح مرضى السرطان للأطفال حالة غرق منذ أيام قلائل، مما دفع البعض يطالبون برحيل وزير الصحة ميراوي محمد … فهل سيصمد أمام هذه الدعاوي؟ سماتي آمنة رئيس الدولة عبد القادر بن صالح: يجب مرافقة عائلات الضحايا وفتح تحقيق سريع وعلى اثر هذا الحدث الجلل أمر رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، الوزير الأول نور الدين بدوي، بمتابعة التحقيق حول حادثة الحريق عند استقباله صبيحة الثلاثاء، أين أسدى له تعليمات بضرورة متابعة التحقيق حول ما جرى، وتحديد المسؤوليات، كما شدد على وجوب مرافقة العائلات ضحايا هذا الحادث الأليم، التي قدم لها خالص تعازيه، كما عزى رئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنبن عائلات الضحايا مبديا اسفه لما وقع مؤكدا انه لن يدخر جهدا في التسريع في التحقيقات، وعلى خطاه حذت حركة مجتمع السلم واصدرت رسالة تعزية، وكذا حزب التجمع الوطني الديمقراطي… بدوي غاضب وميراوي يقيل كل من كان في الخدمة وعلى اثر هذا الحدث عبر الوزير الأول نور الدين بدوي عن غضبه، آمرا وزير الصحة ميراوي محمد التوجه مباشرة إلى مكان الحادث بولاية وادي سوف وفتح تحقيق مستعجل عن أسباب الحادث، والذي بدور ألغى مراسيم تسلم الجزائر شهادة القضاء على الملاريا، وتوجه إلى المستشفى للوقوف على حجم الكارثة، وعند وصوله أمر مباشرة بتوقيف مدير الصحة لولاية وادي سوف، ومدير المؤسسة الإستشفائية الأم والطفل، والفريق المناوب، كما أمر بفتح تحقيق مستعجل لكشف ملابسات الواقعة وتحديد المسؤوليات، هذا وصرح وزير الصحة محمد ميراوي أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الجهاز الكهربائي الطارد للبعوض سبب أولي لنشوب الحريق في مصلحة الرضع الجدد، وأكد ميراوي، أنه قرّر الوقوف شخصيا على مخلفات الحادثة من أجل تحديد المسؤوليات، وستكون الوزارة طرفا مدنيا في القضية، وتابع يقول، أنه تم إسداء تعليمات بضرورة إتباع الطرق السليمة للوقاية بالمستشفيات شهري أوت وسبتمبر، متأسفا من تصرفات بعض المسؤولين واعتبرهم غير أهل لتولي المسؤولية بسبب عدم تطبيق التعليمات، كما أشار إلى أن قرار إنهاء مدير الصحة ومدير المستشفى جاء على خلفية معايشتهم السنة الفارطة حريقا في نفس المستشفى. الحماية المدنية: إطفاء الحريق في دقائق والجثث مفحمة يصعب تحديد نسبها هذا وأصدرت المديرية العامة للحماية المدنية بخصوص الحادثة وجاء فيه أن حصيلة حريق مستشفى الأم والطفل بولاية الوادي، على الساعة 03h52 صباحا وقد تم إنقاذ 76 شخص منهم 11رضيع، 37 امرأة و28 عامل وعاملة بالمستشفى،وأضاف البيان "وفاة 08 أطفال رضع ( 3 بحروق و 5 مختنقين)، في حين تم منع انتشار الحريق للاماكن الأخرى بالمستشفى ووقوع ضحايا آخرين، وتضيف مصادر أخرى ان الأطفال حديثي الولادة قد تفحمت جثثهم تماما، لدرجة يصعب معرفتهم، ولا تحديد نسبهم، كما أفادت مصالح الحماية المدنية، أن عملية إطفاء حريق بمستشفى استغرقت 10 دقائق، وأوضحت أنه تم تخصيص وسائل ومعدات تتمثل في 8 سيارات إسعاف و6 شاحنات إطفاء، بالإضافة إلى تعداد بشري يقدر ب40 عون للحماية المدنية، و3 ضباط من نفس الهيئة. النيابة العامة: تشريح الجثث سيؤكد سبب الوفاة كما أصدرت النيابة العامة لمجلس قضاء وادي سوف، بيانا رسميا بخصوص الكارثة، حيث أمر وكيل الجمهورية بإجراء تشريح للتأكد من سبب الوفاة والتحري قصد تحديد المسؤوليات، وذلك بعدما تنقل إلى عين المكان رفقة الضبطية القضائية والطبيب الشرعي والشرطة التقنية قصد القيام بالمعاينات اللازمة، وقال النائب العام “إن الحادث يعود إلى اندلاع حريق على مستوى دار الولادة بحي 17 أكتوبر بالوادي على الساعة الرابعة صباحا، من نهار اليوم، تسبب في وفاة ثمانية أطفال حديثي الولادة، كانوا بالغرفة المخصصة للعناية المركزة للأطفال غير مكتملي النمو المولودين قبل تسعى أشهر”.وأوضح البيان نفسه بأن “المعلومات الأولية تؤكد أن الحريق نشب بسبب شرارة كهربائية، وأن الوفاة حصلت أساسا بسبب الاختناق غاز أول أكسيد الكربون والدخان الناتج عن الحريق حسب ما تؤكده المعاينات الطبية الأولية”.. مصطفى خياطي: سلسلة الأحداث لا توحي بنية المسؤولين لإصلاح قطاع الصحة وفي تصريح لرئيس الهيئة الوطنية لحماية الصحة وتطوير البحث مصطفى خياطي، أكد أن عدم مراعاة الإجراءات المتخذة مسبقا في مستشفيات الولادة يكون في غالب الأحيان سببا في وقوع حوادث مميتة، وأضاف خياطي شارحا الأمر أن فصل الأطفال حديثي الولادة عن أمهاتهم كان سبب تسجيل ولاية الوادي للحصيلة المأساوية اليوم والتي أسفرت عن وفاة 8 أطفال حديثي الولادة، وأوضح ذات المتحدث أنه لا يجب في كل حال من الأحوال وضع الأطفال حديثي الولادة في غرف مغايرة لتلك التي تتواجد فيه أمهاتهم، إلا في حالة الولادة القيصرية، مشيرا في السياق ذاته أن مبادرة اليونيسيف "مستشفى صديق الأطفال" تنص على ذلك والجزائر اتخذت موقف المؤيد وصرحت بإتباعها منذ 10 سنوات كما أشار مصطفى خياطي أن مبادرة اليونيسيف هذه كانت بهدف المباشرة في عملية إرضاع الأمهات لأولادهن مباشرة بعد الولادة، هذا وأضاف مصطفى خياطي متأسفا ان سلسلة المشاكل في المنظومة الصحية بالجزائر توحي بعدم وجود أي نية من قبل السلطة ومسئوليها لإيجاد حل فعلي لتواصل سلسة المشاكل في المنظومة الصحية بالجزائر، وعدم وجود أي نية من قبل المسؤولين في إيجاد حلول لها، هذا ويرى خياطي ان هذه الحوادث المميتة والتي تحصد كل يوم أرواح جزائرية بريئة سببها قرارات وزارة الصحة التي تكون في غالب الأحيان سياسية أكثر منها خاضعة للمعاير الحاجة الصحية للمناطق حسب الخرائط الطبية، داعيا إلى الاستعجال في اخذ قرار المنع النهائي للسماح باللجوء للعلاج في الخارج وضرورة الالتفات إلى إعادة تنظيم المستشفيات المحلية. الياس مرابط: توقيف الطاقم المناوب إجراء عادي في انتظار التحقيق كما تحدث الياس مرابط رئيس نقابة مستخدمي الصحة العمومية مبديا أسفه الشديد لما وقع مبلغا تعازيه أصالة عن نفسه و نيابة عن كل منخرطي نقابته لعائلات الضحايا، خاصة و ان الحادثة هي الثانية من نوعها في نفس المكان، ويرى ان إجراءات التوقيف كانت إجراءات عادية في انتظار نتائج التحقيق الدقيقة التي من شانها ان توضح من المسؤول الأسباب، والى حين ظهور النتائج يرى مرابط انه الأجدر والأحرى طرح سؤال مهم ، ألا وهو أين هي إجراءات الوقاية و نظام الإنذار الذي يجب توفيره في أي مستشفى، لماذا ليس هناك مياه مخزنة في الأسقف التي تساهم في إطفاء الحريق بسرعة كبيرة، يرى مرابط ان هذه هي الأسئلة التي يتوجب طرحها و إيجاد الإجابة عنها. الشارع السوفي: يجب على وزير الصحة الاستقالة ومنذ ذلك الحين، والشارع السوفي يشهد غليانا كبيرا خاصة أمام المستشفى لم يهدأ، إذ توافد عشرات المواطنين، ومنهم عائلات الضحايا، مطالبين القائمين على الصحة بفتح تحقيق مستعجل حول أسباب الحريق، والعمل بشكل جدي على تغيير واقع الصحة بالوادي، ومن جهته، تقدم نائب رئيس أمن الولاية، إلى المحتجين، الذي أراد امتصاص غضب المحتجين بالقول ان من توفوا هم أولاده مثلما هم أولادهم، لكن هذا لم يخفف من الحالات الهستيرية التي كانت تظهر على المتوافدين على المستشفى إذ كانت هناك أمهات يصرخن أنهن خفن على أبنائهن من المرض، فأحضروهم إلى مكان من المفروض هو أمان وعلاج لهم، وإذا به محرقة، حتى انه وجدت صرخة مدوية تكررت “شويتولي كبدتي”، ومن بين الضحايا الذين توفوا توأم حديثي الولادة، كانا لزوجين انتظرا قدومهما لمدة سبع سنوات، وبعد عملية تلقيح اصطناعي رزقا بهما أمس، وتوفيا للأسف في الحريق، الشارع السوفي بعدما عرفوا بقرارات وزير الصحة محمد ميراوي والتي تخص إيقاف الطاقم الطبي المناوب، ومدير المستشفى، والمدير الولائي للصحة طالبوه هو أيضا بالاستقالة كونه المسؤول الأول على ما حدث حسبهم… فهل سيصمد ميراوي أمام هذا الغليان؟