بقلم: د/ بن جدو محمد الشريف: تعيش ليبيا حربا أهلية ليس بسبب سقوط القذافي، لكن نتيجة انقسام جيشها، فالجيوش هي العمود الفقري للدولة (هذه أحد أبجديات العلوم السياسية). تدور الحرب الأهلية بين حفتر (لواء متقاعد) وحكومة التوافق الليبي، وحين يكون السجال بين الطرفين متساويا، يصبح اللاعبون الدوليون والاقليميون أهم من في اللعبة، وكل طرف يبحث عن مصالحه، لتتحول الرقعة الجغرافية إلى صراع بيادق بالوكالة، وهذا نفس ما يحدث في سوريا. 1.فرنسا: تدعم خليفة حفتر بوسائل الاتصال والخبراء (القيادات التي تهندس)، ونذكر قبل أشهر هروب 13 فرنسيا عسكريا إلى تونس قبض عليهم الجيش ويعتقد أنه تم اخراجهم … 2.مصر: وهي الحدود الشرقية لليبيا، حيث يدعم السيسي حفتر بالمرتزقة الذين تم تجنسيهم، وهناك وحدات من الجيش المصري تقاتل وتدرب ميليشيات حفتر في أفريل 2017، وجعل الأراضي المصرية نقطة انطلاق للطائرات الإماراتية والسعودية، وهي الضريبة التي يدفعها السيسي لدول كبرى من أجل ابقاءه في سدة الحكم. والصور تبين وثائق مسربة للجيش المصري عن تدخله الرسمي. 3. روسيا: تتدخل عن طريق مجموعة الفاغنر، وهي وحدات شبه عسكرية تابعة للكرملين، تستخدم في الصراعات التي تكون فيها روسيا بحاجة لإنكار التورط. تدعم حفتر لدخول طرابلس، وهذا يعني أن اهتمامها جيوسياسي بالدرجة الأولى بحثا عن مصادر طاقة بديلة عن أوروبا وهذا ما جعل حفتر يسيطر على أغلب آبار النفط.يقود المنظمة رجل الأعمال (الضابط) يفغيني بريغوجين. 4. ألمانيا: تريد وقف إطلاق النار وهذا يعني أنها تمارس الحل الدبلوماسي عن طريق مؤتمر برلين بدل العسكري، وذلك لأنها لا تملك جيشا حقيقيا، والتفكير بطريقة الاستثمار في محروقات ليبيا. 5. تركيا: تتدخل لصالح حكومة التوافق وتحاول اتخاذ الاراضي التونسية كمركز عمليات لكن تونس رفضت ورغم ذاك تركيا تبحث عن مكان لها في شمال إفريقيا لحماية استثماراتها. وستبني قاعدة عسكرية بعد ابرام اتفاقية لجسر بحري بين البلدين والتنقيب في البحر المتوسط مما جعل اليونان تطرد سفير ليبيا. 6.الجزائر: تعمدت العصابة ايقاف دور الدبلوماسية والأمن منذ 6 سنوات، وغيبت هندسة المواقف والتوازنات، مما جعلنا ندخل اللعبة في الشوط الثاني من المباراة وعلى أراضينا(لنعرف حجم خيانة العصابة)، فأين الجزائر من كل هذه الخلطة اليوم ؟ إن المقاربة الأمنية والدبلوماسية فقط لن تفي بالغرض ويجب أن تكون فيها مقاربات اقتصادية وثقافية ايضا، ترتبط بقدرة 1 مهندسوا الدبلوماسية الخارجية. 2 جاهزية المؤسسة العسكرية والمؤسسات الأمنية. 3 فعالية النخب السياسية. 4 تنظير النخب الثقافية والاكاديمية. 5 البراغماتية الشديدة ودقة التوزانات.