القرآن وإدارة الوقت بقلم:شدري معمر علي عندما نقرأ القرآن الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نجد أن الإسلام حثنا على الاهتمام بالوقت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نِعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفراغُ)){صحيح البخاري: 6412} فهذا قول سيد وأفضل البشر، مَن لديه الوقت والصحة، فهما أعظمُ النِّعم المحسودِ عليها صاحبُها، وقد أقسَم الله عز وجل على الأوقات – وهو الخالق سبحانه وتعالى – في كتابه، فقال تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ {الفجر: 1، 2}، وقال سبحانه: ﴿وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾ {الضحى: 1،2} وقال تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ {العصر: 1، 2} وقال عز جل: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾ {الليل: 1، 2} فقد نزَل القرآن الكريم وفيه كثيرٌ من الشرائع المرتبطة بوقت معينٍ، فيستطيع من خلالها المسلمُ التعوُّدَ على إدارة وقته من خلالها، ومن هذه الشرائع التي وضحها لنا الأستاذ محمد بن فوزي الغامدي ما يلي: أ – الصلاة : قال سبحانه: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ {الإسراء:78} وقال سبحانه: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾ {هود: 114} ب – الصيام: قال تعالى عن الصيام: ﴿أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ﴾ [البقرة: 184]، وقال عز وجل: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185]. ج-الحج قال تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ {البقرة: 197} د – التسبيح والاستغفار: أخبرنا الله تعالى عن أفضل أوقات التسبيح والاستغفار، فقال تعالى: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾ [ق: 39]، ويقول سبحانه: ﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾ {آل عمران: 17} فنلاحظ أن العبادات الإسلامية مرتبطة بوقت معين وهذا لأهمية الوقت الذي أولاه القرآن الكريم ورب عليه أتباعه لأن الحياة على وجه هذه الأرض قصير وعلى المؤمن أن يستغل كل لحظة من لحظات عمره في العمل الصالح الذي يعود عليه وعلى أسرته وأمته بالفائدة. الكاتب والباحث في التنمية البشرية: شدري معمر علي