”: لم يحن بعد وقت فتح المساجد * منحنا الملايير من المساعدات للمستشفيات في هذا الظرف. * تقديم الزكاة خلال شهر رمضان قرار صائب * الرئيس أنصف التاريخ برسالته في يوم العلم * المساجد العتيقة كانت مهملة وقرار الرئيس سيعيد بريقها * الحجر الصحي ليس سجنا بل حماية للمواطن والوطن حاوره: عبد الرؤوف يسلط رئيس جمعية العلماء المسلمين عبد الرزاق قسوم الضوء على نشاط الجمعية في ظل جائحة كورونا، كاشفا أنهم قدموا إعانات ومساعدات تقدر بالملايير لعدد من المستشفيات. ويظن قسوم في هذا الحوار الذي أجريناه معه أن الوقت لم يحن بعد لفتح المساجد، كون المسجد لا يمكن التحكم فيه ولا يمكن منع المواطن من دخوله لأداء الصلاة، ثم إن الاحتكاك الذي يقع والتقارب الكبير بين المصلين يجعلهم عرضة للإصابة بالفيروس، كما تحدث رئيس الجمعية عن موقفهم من تقديم الزكاة من بداية رمضان ورسالته الاخيرة لرئيس الجمهورية وكذا قرار الرئيس إعادة الاعتبار للمساجد العتيقة الذي أكد أنه قرار صائب. ما هو الدور الذي تقوم به جمعيتكم في ظل انتشار وباء كورونا؟ نحن في جمعية علماء المسلمين نقوم بدورنا كباقي جمعيات المجتمع المدني، فبعد انتشار وباء كورونا في البلد سخرت الجمعية أعضاءها للعمل الخيري والتوعوي وما يمكن أن نؤكده أن علاقة جمعيتنا بهذا الوباء أكبر وأوسع بكثير من أن نتناوله في بضع أسطر، لكن هناك نوعا من التعتيم على نشاطنا، ففي الوقت الذي أكلمك هناك أعضاء من الجمعية يحملون مساعدات يتوجهون بها إلى مدينتي عين الدفلى وشلف، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد قدمنا مساعدات تقدر بالملايير لعدد من المستشفيات، على غرار مستشفى سطيف، مستشفى “فرانتس فانون” بالبليدة، بالإضافة إلى مساعدات للمعوزين بولاية برج بوعريريج وغيرها من الولايات. تساءل الكثير من المواطنين عن عدم فتح المساجد بالموازاة مع الترخيص لمهن مختلفة للعودة للنشاط التجاري، ماهي قراءتكم لهذه النقطة ؟ المساجد ليس لها علاقة مع النشاطات الاقتصادية، من حيث أن المحلات وجميع الأنشطة متحكم فيها وكذا توفير جميع شروط الوقاية من تعقيم واحترام المسافة الاجتماعية وغيرها، لكن المساجد لا يمكن منع المواطنين من الولوج إليها والتحكم في العدد الذي يدخلها من أجل الصلاة، ثم إن بيوت الوضوء وقاعات الصلاة يقع فيها تقارب واحتكاك كبير ما يزيد أكثر من خطورة الوضع، وبالتالي أرى أن وقت فتح المساجد لم يحن بعد، لكن من جهة كان يمكن تعويض هذا الغلق بإقامة على الأقل صلاة جمعة في ولاية من الولايات التي لا تحوي الفيروس يحضرها مواطنون مع توفير كافة الشروط الضرورية، تبث خطبتها على المباشر بموضوع توعوي ورسائل يستفيد منها المواطن في ظل هذه الجائحة. ما هو موقفكم من قرار لجنة الفتوى التابعة للوزارة بجواز إخراج الزكاة طوال شهر رمضان في ظل الظروف الصعبة الذي يمر بها المواطنون بسبب كورونا؟ أعتبر القرار صائبا ومنطقيا خصوصا وأن الأمر يتعلق بقيمة مالية يمكن أن تساعد المواطنين خصوصا منهم العائلات المعوزة وأصحاب الدخل اليومي الذين توقفوا عن العمل بسبب جائحة “كورونا ” هذا من جهة، ومن جهة أخرى أرى أن المواطنين أدرى بأهل حيهم، يعرفون من المحتاج والفقير والمعوز ويسلمونه الزكاة مباشرة، عامل الوقت الذي كانت تحتاجه مؤسسة المسجد للقيام بالعملية يمكن تقليصه بسبب الجائحة وهذا يخدم العائلات المحتاجة خصوصا خلال هذا الشهر الفضيل. ماذا عن رسالة الشكر التي وجهتموها لرئيس الجمهورية بعد ثنائه على الشيخ عبد الحميد بن باديس بمناسبة يوم العلم ؟ نعم أرسلنا رسالة لرئيس الجمهورية بهذه المناسبة، كونه أول مرة يوجه رئيس للجمهورية خطابا بهذا المستوى وهذا الحجم، رسالة الرئيس أنصف بها التاريخ وصحح بموقفه الخالد للأجيال وللمؤرخين ولكامل الشعب دور ابن باديس والعلماء الذي ظل مطموسا، حتى أعاد الرئيس الأمور إلى نصابها، وهو موقف سيخلده التاريخ ويذكره له المنصفون. ماذا عن قرار ترميم المساجد العتيقة الذي أمر به رئيس الجمهورية ؟ القرار جاء بعد طول انتظار، الرئيس أراد من خلاله الحفاظ على الهوية الدينية الإسلامية للبلد، فهذه المساجد التي كان لها إشعاع كبير كانت مهملة منذ سنوات وقرر الرئيس أن ينفض عنها الغبار وأن تسترجع بريقها وتعود معلما شامخا وهو موقف يحسب له أيضا. ما تعليقكم حول قرار وزارة الشؤون الدينية إطلاق خدمة “الفتوى الإلكترونية“؟ أنا مع جعل التكونولوجيا في خدمة المواطن بجميع مستوياته وفي أي مجال، فالتطور العلمي والتكنولوجي له الأثر الكبير على الحياة اليومية للمواطن، وهذه الخدمة سيستفيد منها الجميع، وستكون فرصة أيضا لللستفادة من العلماء والمشايخ الكبار الذين تزخر بهم الجزائر. رسالة أخيرة ممكن توجيهها للمواطنين في ظل هذا الوباء ؟ أدعو المواطنين إلى البقاء في منازلهم، فالحجر الصحي ليس سجنا أو قيدا بل إنه الحل الإيجابي الذي يمكننا من تجاوز هذه المحنة والتغلب عليها، ثم إن بامكاننا أن نحول بيوتنا إلى مسجد وغيره من الأمكنة، ثم إن البقاء في البيت في هذا الظرف هو حماية للمواطن والوطن، وبدورنا ندعو الله أن يرفع عنا هذا البلاء ونخرج منه سالمين.