أكد رئيس أركان الجيش الوطني بالنيابة، السعيد شنقريحة، على ضرورة تحويل أزمة كورونا إلى فرصة حقيقية من خلال إعادة النظر في العديد من المجالات، لاسيما معالجة منظومة الصحة الوطنية و عصرنتها، مع إتخاذ إجراءات عملية للتعجيل بإعمال نموذج اقتصادي جديد. وقال اللواء السعيد شنقريحة، اليوم الأربعاء، خلال إشرافه على مراسم افتتاح فعاليات ندوة بعنوان “الصمود في مواجهة جائحة كوفيد 19، إن الجيش الوطني الشعبي لبى نداء الواجب كعادته مجندا كل طاقاته البشرية والمادية لمواجهة هذه الجائحة الخطيرة، وقام بتسخير طائرات الشحن العسكرية لجلب معدات طبية، من جمهورية الصين الشعبية، كما تمت تعبئة كافة الهياكل الصحية العسكرية للتكفل بالمرضى، والوقوف على جاهزيتها للتدخل إذا تطلب الأمر ذلك، بما فيها نشر المستشفيات الميدانية بمختلف النواحي العسكرية، إلى جانب تخصيص مراكز الراحة العائلية والنوادي الجهوية والفنادق العسكرية لإيواء المصابين بالفيروس، فضلا عن المساهمة الفعالة في نشاطات اللجان على مستوى النواحي العسكرية والولايات، لاسيما من خلال السهر على التحيين المستمر لمخططات تنظيم الإغاثة. وأضاف اللواء شنقريحة ان الأزمة تلد الهمة ولذا سيكون علينا تحويل هذه الأزمة إلى فرصة حقيقية من خلال إعادة النظر في الكثير من الأمور وفي العديد من المجالات، كما أكد على ذلك رئيس الجمهورية، لاسيما فيما يتعلق بمراجعة المنظومة الصحية الوطنية، وبناء منظومة صحية عصرية تستجيب لاحتياجات المواطن وتضمن له العلاج اللائق، فضلا عن اتخاذ إجراءات عملية للتعجيل بإعمال نموذج اقتصادي جديد، يقوم على تنويع الإيرادات واقتصاد المعرفة. وذكر اللواء إن السلطات العليا للبلاد إتخذت منذ بداية الأزمة حزمة من التدابير الاستثنائية، وضعتها حيز التنفيذ بالتدريج، لمواجهة تفشي هذا الوباء لاسيما فيما يتعلق بالعزل الصحي المبكر للمناطق المتضررة، والسهر على إجلاء الرعايا الجزائريين، من مختلف بلدان العالم، وكذا القيام بحملات تحسيسية مستمرة، لفائدة المواطنين، وتوعيتهم بخطورة الوباء وضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية المعمول بها، علاوة على تعويض المتضررين وتخفيف التبعات الاقتصادية للجائحة على المواطنين، لاسيما الطبقات الهشة من المجتمع، وهو الأمر الذي لم يكن ليتحقق دون تضافر الجهود المبذولة، وتبادل الخبرات والتنسيق بين مختلف القطاعات الوزارية. كما أشار رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني بالنيابة إلى أن هذه الجائحة كانت بحق مناسبة لاستحضار المخزون القيمي وتقاليد شعبنا في مجال التضامن الاجتماعي، تجسدت في مبادرات المجتمع المدني ، لمد يد العون وتقديم المساعدة اللازمة للولايات المتضررة، لاسيما خلال شهر رمضان الفضيل، تحت إشراف السلطات العمومية المعنية، مما برهن مرة أخرى على المعدن الخالص للجزائريين. وتابع السعيد شنقريحة، بان مؤشرات توطيد العلاقة بين المجتمع ومؤسسات الدولة برزت في أرقى صورها، علاوة على رص الصفوف ،وتلاحم كافة شرائح الشعب الجزائري الأبي، الذي وقف وقفة رجل واحد في مواجهة الوباء، وأكد مرة أخرى على وحدته الأبدية وتلاحمه، ومدى تحمله وصموده عند الأزمات والمحن، مما يجعلنا نكون على يقين تام بأن الجزائر ستظل بخير، مهما كانت الظروف والأحوال، ما دامت حافظة لأمانة الشهداء ومنتهجة دربهم ومجسدة لأمانيهم، بفضل سواعد أبنائها الأوفياء المخلصين.