"لست ضد الاعتذار ولكن أطراف تختبئ وراء هذه الكلمة لعدم معالجة المسائل بجدية" قدم المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا صاحب التقرير حول "ملف الذاكرة"، والذي تجاوز مطلب الطرف الجزائري في الاعتذار عن الماضي الاستعماري لفرنسا، جملة من التبريرات المرتكز عليها في تجاهل هذا المطلب. واعتبر بنجامين ستورا، أن مطلب الاعتذار الذي تقف وراءه منظمات وأشخاص في فرنساوالجزائر ليس سوى "شماعة" تستغل للهروب من حل مسائل الذاكرة الحقيقية ومن أجل عدم معالجة القضايا الجدية. وقال بنجامين ستورا، الذي أوصى في تقريره حول ملف الذاكرة ب22 خطوة لتجاوز العائق التاريخي لترقية العلاقات الفرنسية الجزائرية، أن "الحديث الكثير عن المسائل الايديولوجية يجعلنا نتجاهل المسائل الجوهرية". بنجامين ستورا، وفي حواره لقناة "العربية"، أكد أنه لا يعارض الاعتذار عن الماضي الاستعماري الذي كان فيه لاعدل ، ولكنه بالمقابل قلّل من أهمية المطلب الجزائري من أجل تجاوز أكبر عائق في ترقية العلاقات الثنائية، بالقول "لماذا تقديس كلمة الاعتذار؟ .. إذا أردنا اعتذارا لما لا.. أنا لا اهتم بذلك .. في فرنسا هي كلمة من بين كلمات أخرى لماذا لا يكون هناك اعتذار". وقال المؤرخ الفرنسي انه مستهدف من قبل اليمين المتطرف بسبب مواقفه حول مسائل الذاكرة ، مؤكدا بالمقابل أن أهمية منطقة المتوسط تحتاج إلى رفع تحدّيات وعلى رأسها مسألة الذاكرة ، مضيفا أنه اقترح في تقريره تجاوز الخطابات التي دأب عليها الرؤساء الفرنسيين من شيراك وهولاند وماكرون إلى الأفعال ، والعمل جديا على المدى الطويل لمعالجة ملفات بقيت عالقة لستة عقود ، باشراك خبراء ومؤرخين وممثلين عن الإدارات المعنية بملفات الذاكرة للتوصل إلى أمور اكثر أهمية على غرار ملف المفقودين والأرشيف ،وتحديد ماذا سيعاد إلى الجزائر وكيف تكون المفاوضات حول الأرشيف . وأكد بنجامين ستورا، على وجود إرادة للعمل والإصلاح والتقدم من أجل الشباب لأن التحديات كبيرة حسبه، مستدلا بمقترح اعتراف فرنسا باغتيال المحامي علي منجلي، وأشار إلى أن عمله لأربعين سنة حول مسألة الاستعمار والثورة الجزائرية، يؤكد وجود ملفات خلفت مأساة في البلدين ، وانه يجب معالجة هذه المسائل حتى لا تبقى الذاكرة عبئا على الطرفين . نسيمة عجاج