استقبل اليوم الأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري بلقاسم ساحلي، فرنسوا قويات ، سفير فرنسابالجزائر. اللقاء جاء في إطار لقاءات الحوار و التبادل مع التمثيليات الدبلوماسية المعتمدة في بلادنا حسب بيان للحزب، و قد كان اللقاء الذي حضره وفد عن قيادة الحزب و كذا رئيس ديوان السفير الفرنسي، فرصة للحوار و التبادل حول القضايا التي تهّم البلدين، و كذا مستجدات الوضع الإقليمي و الدولي. في البداية، استعرض الأمين العام للحزب الدكتور بلقاسم ساحلي، المسار النضالي للحزب منذ تأسيسه في 05 ماي 1995 و مختلف المواعيد السياسية و الوطنية التي شارك فيها، و كذا رؤيته الإصلاحية و تحليله للأوضاع الوطنية و الإقليمية غداة ما سمي بالربيع العربي، و هي الرؤية الإصلاحية التي أكّد الحزب مجددا انسجامها مع المطالب المشروعة و العقلانية و التوافقية التي عبّر عليها المجتمع منذ 2019، و التي وجد أهمها طريقه للتجسيد، و يستوجب استكمال ما تبقى منها، الحفاظ على سلمية و حضارية حراك الشعب و هو يحتفل بذكراه الثانية، و على تلاحمه مع مؤسسات الدولة و بصفة خاصة الجيش الوطني الشعبي، في إطار تعزيز الجبهة الداخلية و تقوية التماسك الاجتماعي. كما جدّد الحزب مقاربته للتجديد الجمهوري ضمن جملة من التحولات الدستورية و المؤسساتية و الاقتصادية و الاجتماعية-الثقافية و كذا ما تعلق بالسياسة الخارجية و منظومة الأمن و الدفاع الوطني، مع ما يتطلبه الأمر من حوار وطني شامل و غير إقصائي، و ما يرافقه من إجراءات المصالحة و التهدئة و الطمأنة، و الانفتاح السياسي و الإعلامي على الرأي و الرأي المخالف، و كذا التدابير ذات الطابع السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي، و التي من شأنها طمأنة الرأي العام و ترميم الثقة بين المواطن و مؤسسات الدولة، و كذا توفير الجو المناسب و الظروف المساعدة على تجسيد المكاسب الهامة للدستور الأخير، و إنجاح الإصلاحات السياسية و المؤسساتية المقبلة، و تحقيق التفاف أقوى لجميع شرائح المجتمع حولها. و على صعيد العلاقات الثنائية، فقد أعرب الحزب عن ارتياحه لمستوى العلاقات بين البلدين، مؤكدا بأن الإرادة و الرغبة المعبّر عنهما مؤخرا من طرف رئيسا البلدين عبد المجيد تبّون و إيمانويل ماكرون، من شأنهما الدفع نحو ترقية و تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بما يعود بالفائدة على الشعبين، من خلال ترقية التبادل الاقتصادي و نقل الخبرات و تحويل التكنولوجيا و تشجيع الاستثمار عوض التبادل التجاري، مع الدعوة إلى معالجة هادئة و متبصّرة للقضايا العالقة كالذاكرة، و ملفات الأرشيف، و استكمال استرجاع جماجم شهداء المقاومة الجزائرية، و تداعيات التجارب النووية في صحراء الجزائر، و كذا منح الأولوية للبعد الإنساني في العلاقات بين البلدين، مع ما يتطلبه الأمر من حرية تنقل الأشخاص (الحصول على التأشيرات)، و تسهيل اندماج الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا، و هي التدابير التي من شأنها أن ترتقي بمستوى العلاقات الثنائية إلى الشراكة الإستراتيجية التي يصبو لها البلدين، و التي تعكس بحق تطلّعات الشعبين و قدرات الدولتين باعتبارهما أكبر و أهّم دولتين في ضفتي المتوسط. و فيما يخص الوضع الإقليمي و الدولي، فقد أكّد الأمين العام للحزب الدكتور بلقاسم ساحلي، التزام ال حزب بالمواقف الرسمية للدولة الجزائرية، و بمبادئ سياستها الخارجية لا سيما ما تعلق بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول و احترام سيادتها و ووحدتها الترابية، و تغليب المقاربة السياسية و تفضيل الحلول السلمية و التفاوضية للنزاعات الداخلية و الإقليمية، لا سيما في سوريا و اليمن و ليبيا و مالي، و كذا المساهمة في مكافحة الإرهاب و تجفيف منابع تمويله، ضمن إستراتيجية أممية مندمجة تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاقتصادية و التنموية في مناطق التوتر و النزاعات، الأمر الذي يسمح كذلك بمعالجة شاملة لظاهرة الهجرة غير الشرعية، التي أصبحت تهدّد الأمن و الاستقرار الاجتماعي لشعوب المنطقة، بسبب ارتباطها المتزايد مع ظاهرة الإرهاب و الجريمة المنظمة، بالإضافة إلى الدعم الثابت و المبدئي للقضايا العادلة و على رأسها القضية الفلسطينية، مع الإشارة إلى الموقف الفرنسي الذي يتميز بالتوازن و الإيجابية في هذه القضية، و كذا قضية الصحراء الغربية، مع دعوة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن و من بينها فرنسا، إلى لعب دور أكثر إيجابي و مسؤول في القضية الصحراوية بهدف تمكين الشعب الصحراوي الشقيق من حقّه في تقرير المصير و نيل حريته و استقلاله، و كذا أهمية إصلاح آليات التسيير الديمقراطي للهيئات الإقليمية و الدولية و على رأسها مجلس الأمن الأممي. هذا و انتهز الأمين العام لل ANR هذه السانحة للإشادة بالدور الفرنسي الرائد في مجال التكفل بالتغيرات المناخية و حماية البيئة ضمن توصيات و قرارات قمة المناخ COP 21، و ما تبعها من لقاءات ذات الصلة. و من جهته سجّل السفير الفرنسي، باهتمام كبير المواقف و التصّورات المعبّر عنها من طرف الحزب، و أبدى استعداد بلاده لتجسيد الإرادة القوية و الرغبة الملحّة للرئيس ماكرون، في تعزيز سبل التعاون المثمر في إطار الاحترام المتبادل بين البلدين في مختلف المجالات السياسية و الاقتصادية و الثقافية، كما أكّد تطابق وجهات النظر في العديد من القضايا الجهوية و الإقليمية. مصطفى.ق