بعشرات الآلاف انطلقت الجماهير الفلسطينية في مسيرات عفوية فجر الجمعة بقطاع غزة، بعد 11 يومًا من العدوان لتحتفل بانتصار المقاومة ولتبايعها من جديد سيفًا للقدس ودرعًا للوطن. واطلقت المقاومة الفلسطينية أكثر من 4 آلاف و300 صاروخ خلال 11 يومًا وصلت حتى جنوبفلسطينالمحتلة بصاروخ يبلغ مداه 250 كيلو متر، مقابل 4 آلاف و594 صاروخًا في عدوان 2014 الذي استمر 51 يومًا. هتافات تصدح ورايات تلوح، وحماس كبير من الشباب والأطفال والشيوخ، ورسالة الجميع ما لانت منا العزائم، وباقون بالمرصاد لك أيها العدو الغاصب. ووضعت معركة سيف القدس، أوزارها الساعة الثانية فجر الجمعة بتوقيت القدسالمحتلة، برضوخ الاحتلال بعد تعنت واستكبار كسرته المقاومة الباسلة برشقاتها الصاروخية التي عانقت سماء الوطن المحتل لتضرب عمق الكيان برشقات ثقال مرات ومرات. وبدأت هذه المعركة، بعد تصاعد اعتداءات الاحتلال ومحاولته الاستفراد بالمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح خلال شهر رمضان، تهويدا وفرضًا للأمر الواقع وهو ما جابهه المقدسيون بانتفاضة باسلة، ونداءات بالنصرة للمقاومة وقيادتها في غزة.
رسالة كتائب القسام صرخات المقدسيين "منشان الله يا ضيف يلا" لباها قائد أركان المقاومة، فوجه رسالة نادرة له جاء فيها: "يتوجه قائد هيئة الأركان في كتائب القسام أبو خالد محمد الضيف بالتحية إلى أهلنا الصامدين في حي الشيخ جراح في القدسالمحتلة، ويؤكد بأن قيادة المقاومة والقسام ترقب ما يجرى عن كثب، ويوجه قائد الأركان تحذيراً واضحاً وأخيراً للاحتلال ومغتصبيه بأنه إن لم يتوقف العدوان على أهلنا في حي الشيخ جراح في الحال فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي، وسيدفع العدو الثمن غالياً.. التحذير الأخير". وعندما أطلّ قائد أركان المقاومة بهذه الكلمات القوية بعد سنوات من العمل ومقاومة الاحتلال في الخفاء، ليخرج مدافعاً عن أهل القدس، كانت الرسالة واضحة أن معركة سيف القدس قادمة.
فجر انتصار القدس وأدى آلاف المواطنين اليوم الجمعة صلاة الفجر العظيم في المسجد الأقصى المبارك ومساجد الضفة والقدس، تحت شعار "فجر انتصار القدس". وخرج المواطنون في مسيرات جماهيرية في المسجد الأقصى المبارك وانطلاقاً من مسجد عمر بن الخطاب في مدينة طولكرم ومسجد النصر في نابلس وسط هتافات للمقاومة وكتائب القسام ومطالبة بتصعيد المواجهة مع الاحتلال في الضفة. وجابت المسيرات شوارع البلدة القديمة في مدينة نابلس، بعد أداء صلاة الفجر احتفاء بانتصار المقاومة وإعلان الاحتلال هزيمته. وابتهجت الجموع بما حققته المقاومة من انتصار خلال معركة "سيف القدس" التي خاضتها دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى وشعبنا الفلسطيني.