لم تكن ليلة الخامس والعشرين إلى السادس والعشرين من شهر جويلية 2021 ليلة صيف عادية في تونس، بل كانت ليلة مميزة وتاريخية، إذ خرج الرئيس قيس سعيد وعلى غير عادته "غاضبا" في اجتماع مع قيادات عسكرية وأمنية، ليعلن عن حزمة من القرارات التي جاءت صادمة للبعض .. قرارات ملخصها أن الرئيس التونسي استأثر لنفسه بكل السلطات .. التنفيذية بإقالة رئيس حكومته المشيشي، تشريعية بعد أن قام بتجميد البرلمان و رفع الحصانة على جيمع نوابه، و قضائية بأن أعطى لنفسه صلاحيى النائب العام لمتابعة ملفات الفساد .. رأى جزء من الشعب التونسي بأن ما قام به الرئيس هو العمل الصائب في ظل الظروف الراهنة، فالشعب التونسي مهدد أكثر من أي وقت مضى في صحته وأمنه، خاصة أن الجائحة قد أسقطت المنظومة الصحية التونسية التي تعيش على المساعدات الدولية… خرج تونسيون للاحتفال بينما تباينت ردود أفعال السياسيين بين مرحب بالقرارات ..و بين حانق وغاضب وهو حال راشد الغنوسي الذي رأى بأن تونس تعيش انقلابا، و بأن البرلمان مؤسسة قائمة لا يحق لقيس سعيد أن يدوس عليها. نزل الجيش التونسي لتطويق مبنى البرلمان، ومنع الغنوشي ونوابه من الدخول. التونسيون نسوا كورونا تماما في ظل هذه الأحداث ..فمن قال بأن "كورونا" أخطر من السياسة !.