نشرت مجلة أمريكية مختصة في البحوث الطبية دراسة جديدة تقول فيها إن الأطفال الذين هم في مرحلة ما قبل سن الدراسة لا يلبون مطالب أهاليهم لأنهم يكونون بصدد الإصغاء إليهم لتخزين المعلومات واستخدامها فيما بعد. وقد أجريت بحوث عديدة حول النمو الإدراكي للأطفال التي ركزت على إظهارهم كنسخ صغيرة للبالغين إلا أن الدراسة التي أجراها مختصون في علم النفس بجامعة كولورادو الأميركية أظهرت أمورا جديدة ومختلفة، حيث أظهر قياس قطر بؤبؤ العين أن الأطفال الأصغر سنا لا يخططون للمستقبل كما أنهم لا يعيشون كليا في الحاضر وأنهم بدلا من ذلك يسترجعون أحداث الماضي عندما يحتاجون إليها. واعتمد الباحثون في دراسة تتعلق بالقدرات الإدراكية لدى الأطفال الذين يبلغون من العمر ثلاث سنوات ونصف والأولاد في عمر الثمانية، على لعبة كومبيوتر وجهاز خاص لقياس قطر بؤبؤ العين هدفه تحديد الجهد العقلي لدى الطفل وتتعلق اللعبة بتعليم الأولاد قواعد بسيطة عن اثنين من شخصيات الرسوم المتحركة والأشياء التي يفضلونها وكلف الأطفال بأن يضغطوا على زر الوجه السعيد على شاشة الكومبيوتر فقط عندما يرون صورة الكلب تتبعها صورة للبطيخ، أما عندما تظهر صورة الشخصية الثانية فيتوجب عليهم الضغط على وجه حزين، وتمكن الأطفال الأكبر عمرا من العثور على ذلك التسلسل كونهم يستطيعون توقع الرد قبل ظهور الأشياء في حين فشل الأطفال الذين هم في مرحلة ما قبل سن التمدرس في توقع الأحداث بهذا التسلسل، كما أنهم تباطأوا في الإجابة وبذلوا جهدا عقليا بعدما شاهدوا صورة البطيخ كما لو أنهم كانوا يفكرون بالشخصية الكارتونية التي شاهدوها من قبل لربطها مع صورة البطيخ. من هذه الدراسة الصغيرة تبين أن إدراك الأطفال الصغار بطيء جدا بمقارنته مع أولئك الذين هم في مراحل دراسية متقدمة، وهو الأمر الذي يؤكد نظرية التخزين التي ستمكن الأولياء من تفهم ردود أفعال أبنائهم.