ولد عبد العزيز بوتفليقة بمدينة وجدة المغربية بتاريخ 2 مارس ,1937 تربى وترعرع وحفظ القرآن بكتاتيب وجدة، وتابع دراسته الثانوية بثانوية عبد المومن بنفس المدينة، إلى أن انظم إلى صفوف جيش التحرير الوطني وهو في سنة ,19 كلف في إطارها بمهمتين، خلال سنتي 1957 و 1958 حيث عين مراقبا عاما للولاية الخامسة، ومن مراقب عام ارتقى إلى رتبة ضابط بالولاية الخامسة وبالضبط بالمنطقتين الرابعة السابعة وبعدها التحق بمركز قيادة الولاية السابقة الذكر ثم انتدب على التوالي لدى هيئة قيادة العمليات العسكرية بالغرب، وبعد ذلك لدى هيئة قيادة الأركان بالغرب، ولدى قيادة الأركان العامة. وفي سنة 1960 توجه بوتفليقة إلى حدود البلاد الجنوبية لقيادة ''جبهة المالي'' التي جاء إنشاؤها لإحباط مساعي النظام الاستعماري الذي كان يهدف أن يسوم البلاد بالتقسيم. ومن ثمة أصبح الرائد عبد العزيز بوتفليقة يعرف باسم ''عبد القادر المالي''، أما في سنة 1961 انتقل سريا إلى فرنسا في إطار مهمة الاتصال بالزعماء التاريخيين المعتقلين بمدينة أولنوا. وبالولاية الخامسة، وعند تقلده منصب مراقب عام، تعرف بوتفليقة على الرئيس الراحل هواري بومدين، وأعجب كل منهما بالآخر، فتكونت بينهما صداقة دامت إلى غاية استقلال الجزائر، ثم بعدها إلى غاية وفاة الرئيس هواري بومدين. في ,1962 تقلد عبد العزيز بوتفليقة منصب نائب في أول مجلس تأسيسي وطني، ثم ولي، وهو في 25 من عمره، منصب وزير الشباب والسياحة في أول حكومة جزائرية بعد الاستقلال. أما في سنة ,1963 تقلد العضوية في المجلس التشريعي قبل أن يعين وزيرا للشؤون الخارجية في نفس السنة، وفي سنة ,1964 انتخب عبد العزيز بوتفليقة من طرف مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني، عضوا للجنة المركزية والمكتب السياسي، شارك بصفة فعالة في التصحيح الثوري لجوان 1965 ثم أصبح عضوا في مجلس الثورة تحت رئاسة هواري بومدين. انتخب عبد العزيز بوتفليقة بالإجماع رئيسا للدورة التاسعة والعشرين لجمعية الأممالمتحدة سنة 1974 ونجح خلال عهدته في إقصاء إفريقيا الجنوبية بسبب سياسة التمييز العنصري التي كان ينتهجها النظام آنذاك، كما ترأس بوتفليقة الدورة الاستثنائية السادسة لهيئة الأممالمتحدة المخصصة للطاقة والموارد الأولية التي كانت الجزائر من بين البلدان التي نادت إلى عقدها. بعد وفاة الرئيس هواري بومدين في ,1978 وبحكم التقارب الشديد الذي كان يربطهما، ألقى كلمة وداع بقيت راسخة في الأذهان، لكنه أصبح في ذات السنة الهدف الرئيسي لسياسة ''محو آثار الرئيس هواري بومدين'' حيث أرغم على الابتعاد عن الجزائر لمدة ست سنوات، ليعود في جانفي 1987 وإثر أحداث أكتوبر 1988 كان واحدا من موقعي لائحة ال ,18 استدعي للمؤتمر الاستثنائي لجبهة التحرير سنة 1989 وانتخب في أعقاب انعقاده عضوا في اللجنة المركزية للحزب. عرض عليه منصب وزير مستشار لدى المجلس الأعلى للدولة، ثم منصب ممثل دائم لدى الأممالمتحدة لكنه اعتذر، وبعد ذلك، وبالضبط في سنة 1994 اعتذر بوتفليقة عن عرض يخص تعيينه رئيسا للدولة في إطار الفترة الانتقالية، ليعلن سنة 1998 عن نيته لدخول المنافسة الانتخابية مرشحا حرا للانتخابات الرئاسية المسبقة المحدد إجراؤها خلال شهر أفريل 1999 ليتسلم مقاليد الحكم من الرئيس ليامين زروال في27 أفريل 1999 ليصبح بصفة رسمية رئيسا للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية. وفي 22 فبراير ,2004 أعلن عبد العزيز بوتفليقة عن ترشحه لعهدة ثانية، فقاد حملته الانتخابية مشجعا بالنتائج الايجابية التي حققتها عهدته الأولى ومدافعا عن أفكاره وآرائه التي طرحها خلال مدة حكمه، أعيد انتخاب الرئيس بوتفليقة يوم 8 أفريل 2004 بما يقارب 85 بالمئة من الأصوات. بعد تعديل دستوري قدم بوتفليقة ترشحه لعهدة رئاسية ثالثة، فاز بها أمس بأغلبية ساحقة فاقت 90 بالمئة، ليستكمل مسيرة كانت قد انطلقت قبل 10 سنوات من أجل إخماد نار الفتنة وإعادة الآمن والسلم والاستقرار، وكذا استكمال كل الانجازات المحققة وإيصال الجزائر إلى المكانة التي تستحقها بين الأمم.