أكدت صحيفة أمريكية أن الأموال المنفقة على حرب العراق ستتجاوز تكلفة حرب فيتنام بنهاية العام الحالي، ما يجعلها ثاني اكبر صراع عسكري من حيث التكلفة المالية في التاريخ الأمريكي، بعد الحرب العالمية الثانية طبقا لأرقام أطلقتها البنتاغون. وأضافت صحيفة ''لوس انجلوس تايمز'' في تقريرها '' إذا صدّق الكونغرس هذا الأسبوع على التمويل الإضافي الذي طلبته إدارة اوباما، سترتفع تكاليف الحرب إلى حوالي 87 مليار دولار في العام ,2009 من بينها الإضافة المالية السابقة التي جرى تصديقها خلال إدارة بوش '' . وأضافت وطبقا لدراسة صدرت عن خدمة أبحاث الكونغرس، فإن أي إضافة إلى المبلغ المنفق في العام ,2008 قد تعني أن حرب العراق سوف تكلف دافعي الضرائب ما مجموعه حوالي 694 مليار دولار، فيما كلفت حرب فيتنام 686 مليار دولار بحساب تضخم الدولار وتكلفة الحرب العالمية الثانية التي بلغت 4.1 ترليون دولار، وبينت الصحيفة أن القوات الأمريكية في وقت ذروتها في فيتنام وصلت إلى ما يزيد عن ثلاثة إضعاف القوات الأمريكية في العراق في أي وقت من الحرب، وقتل 58.000 عسكري، أي ما زيد عن 13 مرة عن عدد القتلى في العراق،وأوضحت أن هناك ''سببين كبيرين'' في هذه التكلفة المضافة لحرب العراق وهما الأشخاص والمعدات، ولفتت الصحيفة إلى أن حرب العراق تعد ثاني أطول حرب في العصر الحديث على الرغم من أن كل القوة الأمريكية تتكون من متطوعين. وتابعت ورفع تكاليف حرب العراق أيضا المعدات المستخدمة، فقنابل الطريق والعواصف الرملية في العراق خربت معدات مكلفة للغاية عالية التقنية بنسب أسرع مما كان الجيش يتوقع. فالقوات الأمريكية تستخدم بعضا من أفضل والمعدات وأكثرها تعقيدا من أي جيش، لكن كل هذه المعدات عالية التقنية أكثر تكلفا من الأجهزة التي استخدمت في صراعات سابقة، وإستطردت كما ارتفعت تكاليف الحرب لأن البنتاغون استخدمت تمويل ما بعد 11 سبتمبر لتحديث القوات الأمريكية. من جهة أخرى ذكرت صحيفة ''ديلي ميرور'' أمس الإثنين أن أكثر من 360 جندياً بريطانياً خدموا في العراق وأفغانستان تلقوا علاجاً جرّاء إصابتهم بمشاكل عقلية، بعد أن شهدوا وقائع لم يعرفها الجنود البريطانيون منذ الحرب العالمية الثانية.، وقالت الصحيفة إن هؤلاء الجنود اليافعين الذين مازال كثيرون منهم مراهقين، فقدوا بعض أطرافهم أو شهدوا مقتل زملائهم أو إصابتهم بجروح بليغة، لكن وزارة الدفاع البريطانية ما تزال تتستر على حجم هذه ''المأساة'' وترفض الكشف عن تفاصيل الإصابات الجسيمة التي لحقت بالجنود البريطانيين في العراق وأفغانستان، وأضافت أن المنظمة الخيرية التي توفّر الرعاية الصحية للجنود السابقين ''كومبات ستريس'' كشفت أن هناك 362 جندياً سابقاً يعانون من مشاكل نفسية وعقلية مسجّلين في سجلاتها، وأكدت أن معدّل الجنود البريطانيين الذين يعانون من هذه الأعراض يتزايد، وأشارت الصحيفة إلى أن وثيقة سرية مسرّبة أظهرت أن وزارة الدفاع البريطانية أرسلت خلال الفترة من أفريل 2008 إلى جانفي الماضي، 212 جندياً إلى عيادات خاصة لتلقي العلاج من مشاكل عقلية يعانون منها ونجمت غالبيتها عن العمليات القتالية في العراق وأفغانستان، من ناحية أخرى وبّخ وزير بريطاني في وزارة الدفاع زملاءه بوزراة الصحة بسبب فشلهم في تقديم الرعاية المطلوبة للجنود السابقين الذين يُعانون من مشاكل صحية جرّاء الحرب في العراق وأفغانستان. ونقلت ''الإندبندانت'' عن وزير الدولة لشؤون المحاربين القدامى كيفن جونز قوله، ''أثرت هذه القضية مع وزارة الصحة، وحقيقة أنها لا تستمع إلى المحاربين القدامى مرفوضة وسأقوم بإثارتها من جديد مع الوزير المسؤول". أوديرنو: القوات الأمريكية ستنسحب من العراق في 2011 أعلن قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ري أوديرنو أن قوات بلاده ستنهي انسحابها من العراق مع نهاية عام ,2011 وأضاف أوديرنو:'' أنا واثق مائة في المائة بأننا سنخرج في 2011 ، قد تحسنت بشكل كبير في العام الماضي وما تلاه''.، وأقر الجنرال الأمريكي باستمرار حدوث عمليات خطيرة، ولكنه يرى أن العراق بات ''أكثر أمناً من السابق'' ، مشيرًا إلى أن عدد قتلى القوات الأمريكية لم يتجاوز تسعة أفراد، في شهر مارس الماضي، وهو الأقل منذ بدء الحرب.وحول إذا ما كان بمقدور العراقيين الحفاظ على الأمن في العراق، قال: ''هذا ما نحن نعمل عليه الآن، وهو أن نمكن العراقيين من الإبقاء على الاستقرار بعد انسحابنا.''يُذكر أن أوباما أعلن في فيفري الماضي، أن الولاياتالمتحدة تخطط لسحب قواتها من العراق بحلول أوت ,2010 إلا أنه أشار إلى بقاء نحو 50 ألف جندي بالعراق حتى نهاية ,2011 بهدف الإشراف على إعداد وتدريب القوات العراقية.