في هذه المقابلة الصحفية التي أجرتها معها ''الحوار'' في مخيم الداخلة الصحراوي البعيد عن مدينة تندوف ب 140 كلم، تعلن الوزيرة الإيطالية ''مرغريتا كوغو'' من مقاطعة ''ترينتو دي التو ادجي'' المتواجدة بين إيطاليا والنمسا والتي تتمتع بحكم شبه مستقل عن الحكومة المركزية في روما - وهي تمثل الأقلية الجرمانوإيطالية-، تعلن استعدادها لدعم الحكومة والشعب الصحراويين بمشاريع عدة في الأراضي المحررة، لاسيما التنقيب عن المياه الصالحة للشرب، الصحة التعليم وغيرها. كما تكشف أنها ستساهم في دفع عدالة وحقيقة القضية الصحراوية في وسائل الإعلام الإيطالية والمجتمع والبرلمان الإيطالي، سيما وبعد الدفعة والإسهام الكبير الذي أصبح يقوم به هذا الأخير لفائدة شعب الساقية الحمراء ووادي الذهب.. معالي الوزيرة السيدة كوغو، عايشتم على مدار أسبوع كامل احتفالات الشعب الصحراوي بمناسبة الذكرى ال 33 للإعلان الجمهورية الصحراوية، كيف تقيمون هذه الزيارة للمخيمات الصحراوية؟ أولا أود القول إني قادمة من منطقة تتشابه في نضالها مع قضية الشعب الصحراوي، رغم تمتعها اليوم بحكم ذاتي قوي، وأنا كنت حاكمة هذه المنطقة وأعي جيدا ماذا يعني الحديث عن حق تقرير المصير الذي يطالب به الشعب الصحراوي ولم يتحقق له لا مع المستعمر الإسباني ولا مع الاحتلال المغربي. ومنطقتنا وهي ''ترينتو دي التو ادجي'' فيها أقلية خاصة، وهذه الأخيرة تنحدر من أصول ألمانية وعدد سكانها يفوق المليون نسمة، واستطاعوا أن يحظوا بحقوقهم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، والحصول على حكم ذاتي قوي ومؤسسات تشريعية قوية، وتمتعها بإمكانيات اقتصادية كبيرة، وهذه الامتيازات حافظت على خاصيتهم اللغوية والثقافية، ولذلك تجد الرأي العام عندنا يتعاطف جدا مع حالة الشعب الصحراوي وقضيته العادلة. ونحن نرى أن الأممالمتحدة عليها، بل من واجبها أن تساعد الشعوب للحياة في كنف الحرية والعدالة، ولذلك نؤكد أننا لن نضحك على هذا الشعب. أما عن زيارتي إلى مخيمات اللاجئين فقد زادت من قناعتي بضرورة التحرك أكثر للمساعدة، ومنح ما يحتاجه هؤلاء وفي أسرع الظروف، لأن الحالة الإنسانية جد مؤسفة للجميع ولاسيما الأطفال والنساء، نحن شاهدنا نقصا فادحا في الغذاء وأمراضا كثيرة ومعاناة في ظروف الإقامة ولذلك يجب التحرك، رغم أني أحيي كثيرا صمودهم وشجاعتهم وصبرهم الكبير. لو سألناكم معالي الوزيرة مرغريتا كمسؤولة سياسية وكمواطنة إيطالية حول التغطية الإعلامية للقضية الصحراوية، بصراحة كيف تتلقون الأخبار، وكيف تنظرون لمعالجة وسائل الإعلام الإيطالية للقضية الصحراوية؟ ؟كانت قليلة..لكي لا أقول غير موجودة، لكن أود التأكيد أن هناك تغييرا كبيرا قد حصل منذ سنوات قليلة، حيث أصبحت الوفود الإيطالية تشارك بقوة ما دعا كل قنوات ''الراي اونو ودوي وغيرها'' من متابعة الأخبار، وبما أن الصحراويين اختاروا طريق السلم والسلام منذ العام ,1991 فنحن نساعدهم وندعمهم في الحصول على حقوقهم، لكن ربما من المؤسف أن هذه الطريقة هي التي أنست العالم فيهم، وهو ما يجعلها لا تأخذ صدارة أحداث العالم. لكن ما أريد أن أشدد عليه هو أن الصحراويين مطالبون بالعمل أكثر والتحرك أكثر من ذي قبل، عبر القنوات الدبلوماسية والبحث على من يضغط أكثر لكي نتجنب العودة للحرب التي ستأخذ أحسن الرجال والأطفال، وسيكون لها تأثيرا كبيرا على النساء والعجزة، ولهذا فأنا أرى أن عمل الصحراويين عمل ممتاز باللجوء للحلول السلمية، ولكنه يحتاج إلى تحسين أكثر خصوصا في داخل المجتمعات الأوروبية. سيدتي الوزيرة، رغم اعتدال موقف الحكومة الإيطالية التي تحتفظ بعلاقات سياسية جيدة مع المملكة المغربية، وتكفلها في الكثير من المرات بمنح مساعدات إنسانية للصحراويين، هل هناك مساع أو موقف جديد من الحكومة الإيطالية لفائدة دعم حل يصب في جانب تقرير مصير الشعب الصحراوي؟ ؟في الحقيقة أنا فيما يخصني كوزيرة في مقاطعتي التي تقع في الشمال، أعمل الكثير في هذا الجانب، لاسيما في تشجيع ومحاولة دفع القوى الأكبر من أجل تبني آخر فرص السلام لكي لا تعود الحرب التي لا يعرف قيمتها إلا من سيكتوي بنارها، لذلك أنا أؤكد أني سأعمل ما في وسعي للدفع ضمن هذا الإطار في مقاطعتي، وفي كل إيطاليا وحتى على المستوى الأوروبي والدولي، في إطار المشاركات في الفعاليات المقامة عالميا. لو سألناكم عن المساعدات الموجهة مستقبلا، هل ثمة مساع لدعم اللاجئين الصحراويين وإعمار مناطقهم المحررة من مقاطعتكم، لاسيما بعد إعلان الرئيس الصحراوي عن بدء أشغال البناء داخل المناطق المحررة؟ ؟نحن مستعدون لذلك.. ففي الماضي ساندنا ودعمنا في مجال التنقيب عن المياه الجوفية، وهناك مشاريع مستقبلية جديدة في هذا القطاع في الأراضي المحررة الصحراوية، ونحن تحت تصرف الجهات المسؤولة الصحراوية. ونحن مستعدون أيضا لتلبية مطالبهم لإنشاء أي برامج في أية أماكن، وفي أي توقيت ومتى شاءوا عليهم طلب المساعدة وفقط، وبدورنا سنعود لإيطاليا لتباحث ودراسة عديد مشاريع الدعم لهذه السنة والسنة القادمة ,2010 لبناء مدارس ومستشفيات ومكتبات، وورشات للحرف الصناعية لفائدة المرأة الصحراوية، بالإضافة إلى مشاريع في ما يخص رعاية الشباب والرياضة وغيرها من المشاريع التي لمسنا احتياج الصحراويين لها.