أكد البروفيسور سليم نافتي رئيس مصلحة الامراض التنفسية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي أن مصلحته تسجل يوميا مابين 25الى 30اصابة بحساسية الربيع يوميا حيث يشهد هذا الفصل من السنة تسجيل عدد كبير من أعراض الحساسية المختلفة وأضاف البروفيسور نافتي أن المواد التي نستعملها يوميا داخل البيت تعد عوامل إضافية للإصابة بحساسية الربيع المزعجة . يشعر بعض الأشخاص بأعراض الحساسية مثل زيادة إفراز الدموع والمخاط من الأنف ، حيث يرتبط ذلك بقدوم فصل الربيع، وازدياد كمية غبار الطلع في الجو وعن أعراض الحساسية أكد البروفيسور نافتي انها تتنوع وتشمل الحكة في الجلد والتهاب بالعين الذي يقد يصل الى التهاب الملتحمة الشديد غير أن أغلبها يتمثل في ما يسمى بسيلان الأنف التحسسي ويعاني العديد من المواطنين من هذه الحساسية في جميع أنحاء الوطن لكنها في الغالب تصيب المناطق الخصبة التي تكثر فيها أنواع الأزهار المختلفة والنباتات الربيعية حيث يتسبب غبار الطلع في إصابة العديد من المواطنين بحساسية الربيع التي يشكو منها العديد هذه الأيام كما تسمى هذه الحساسية أيضا بحمى القش وتتسبب في فيها مواد تسمى ''مثيرات الحساسية'' الموجودة عادة كما يقول البروفيسور نافتي في مواد البناء الحديثة الموجودة في بيوتنا مثل مواد الصباغة والخشب والصوف الموجود في الافرشة والأغطية وحتى الملابس المستعملة التي يعلم الكثيرون انها تسبب الحساسية لكنهم يستمرون في اقتناءها متجاهلين أضرارها على الجلد والجهاز التنفسي. 45 بالمائة من الإصابات تتحول الى التهابات حادة تحدث الدكتور نافتي عن الأسباب المؤدية لحساسية الربيع حيث أكد أن 45بالمائة من المرضى تبدأ عندهم الأعراض بالعطس وسيلان الأنف وتنتهي إذا لم تعالج تتحول الى التهاب حاد وأمراض صدرية مختلفة، وأكد أن وبر الحيوانات وريش الطيور وحشرة الفراش، تعتبر مصدراً للإصابة بالحساسية طوال العام في الجزائر ولا يقتصر حدوثها على فصل الربيع إلا ان هذا الفصل يتسبب في زيادة حدة الحساسية لدى بعض المرضى، بالإضافة لبعض المأكولات كاللبن والبيض المؤدية التي تؤدي الى نوع موسمي من الحساسية. وأشار البروفيسور نافتي الى أنه لا يوجد فرق بين الحساسية المستمرة والحساسية الموسمية سوي في الأسباب فقط، كما أوضح أن أعراض حساسية الأنف تتمثل في عطس مستمر وانسداد بالأنف، ونزول إفرازات مائية منها وفقدان حاسة الشم والتنفس عن طريق الفم والشعور برغبة في حك الأنف بصفة مستمرة، بالإضافة إلى الإصابة باحتقان والتهاب بالحلق. ويضيف أن الإهمال في علاج حساسية الأنف قد يؤدي إلى الإصابة بحساسية صدرية، ويتم تفادي مرض حساسية الأنف من خلال تجنب استعمال الوسائد المحشوة بالريش، واستخدام الستائر المعدنية بدلا من القماشية، والاستعانة بقماش مبللة في تنظيف الأثاث وتنظيف المنزل بصفة مستمرة، والقيام بغلق نوافذ المنزل والسيارة بإحكام، وتجنب زيارة الحدائق العامة لتلاشي أسباب الإصابة بالمرض. كما أوضح المتحدث أن التلوث المنتشر بالجو طوال فترات العام يؤدي إلى ظهور البرد المصاحب للحساسية ولكن إذا طالت مدة هذه الأعراض دون علاج من الممكن أن تتحول إلى ربو . الأطفال أكثر عرضة لحساسية الربيع يقول البروفيسور نافتي عن تأثير حساسية الربيع على الأطفال أن حساسية النبات تؤدي إلى إفراز الجسم لبعض المواد كمادة الهيستامين المؤدية لزيادة إفرازات الأنف، ولها أعراض التهاب الجيوب الأنفية والتي قد تؤدي إلى مضاعفات كانسداد الحلق وضيق الأحبال الصوتية عند الأطفال، وقد يمتد الالتهاب إلى الشعب الهوائية والحويصلات الهوائية والرئة محدثا صعوبة بالتنفس، لذلك ينصح الأهل بإبعاد الأطفال عن الأماكن المفتوحة وتهوية المنازل يومياً لمدة نصف ساعة ثم إغلاق النوافذ جيدا. ويوجه الدكتور نافتي سليم بعض النصائح الخاصة بكيفية العلاج من حساسية الربيع إذا ما كانت الإصابة أولية ولم تتطور، ومنها استخدام الأقراص المضادة للهيستامين المساعدة على منع انتشار المرض، واستخدام أدوية الجهاز المناعي لتخفيف حدة الحساسية وتقليل فرص العدوى منها, وعند حدوث احتقان بالأنف يتم استخدام قطرات مزيلة للاحتقان بشرط عدم استخدامها بصورة متكررة لأنها قد تؤدي إلى الإصابة بنتيجة عكسية وتتفاقم الأعراض. ويمكن الوقاية من الإصابة بحساسية الربيع بالأمصال الدوائية واستنشاق الماء الدافئ لطرد إفرازات الأنف.