كشف البروفيسور ''سليم نافثي'' رئيس مصلحة الأمراض التنفسية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي أن مصلحته تستقبل هذه الأيام أكثر من 40 حالة في اليوم الواحد بنسبة جاوزت الضعف مقارنة بالأيام العادية، حيث كان عدد المرضى الوافدين على المصلحة يتراوح بين 15 إلى 20 حالة يوميا وأرجع المتحدث سبب ذلك إلى الارتفاع الشديد في درجات الحرارة التي تعرفها البلاد هذه الأيام. ذكر البروفيسور نافثي أن فئة الأطفال والمسنين وأصحاب الأمراض المزمنة هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض التي تزداد حدتها مع ارتفاع درجات الحرارة مثل أمراض الجهاز التنفسي، مرض الربو والحساسية الصدرية والزكام، وهذه الأمراض تزداد في فصل الصيف نتيجة الحرارة الشديدة والرطوبة العالية ممّا يؤدي إلى أزمة ربو حادّة أو إلى الحساسية الصدرية، وأعراضها ضيق في التنفس والسعال المستمر. أما بالنسبة للزكام فقد يحدث نتيجة كثرة التعرض للمكيفات الهوائية والانتقال من الجو الحار إلى الجو البارد بطريقة مفاجئة. وقد يؤدّي ذلك إلى التهاب الجيوب الأنفية أو التهاب الشعبي الحاد أو التهاب الأذن الوسطى. كما اعتبر أن الحرارة المرتفعة تساعد على زيادة حدة الأمراض المزمنة مثل الربو والحساسية وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. وأوضح البروفيسور ''نافتي'' أن ارتفاع درجة الحرارة يساهم في انخفاض الرطوبة، وبالتالي يؤدي إلى جفاف الهواء وانتشار الغبار ودخان السيارات الذي يستنشقه الإنسان ويؤدي إلى ظهور أعراض مرضية عليه، مثل شعوره بالاختناق وعدم قدرته على التنفس.ونتيجة الغبار الكثير وارتفاع درجات الحرارة، تكثر الإصابة بالأمراض التنفسية في فصل الصيف، الأمر الذي يؤثر على أجهزة التنفس العليا. وقد يؤدي هذا إلى الإصابة بعدة أمراض كحساسية الأغشية المخاطية الأنفية وحساسية القصبات الهوائية أو التهاب الجيوب الأنفية. بالإضافة إلى أن اختلاف درجات الحرارة داخل المنزل وخارجه يكون كبيراً، مما يؤدي إلى ضعف درجة مقاومة الجسم ويجعله مهيئاً للإصابة بأمراض والتهابات مختلفة في الجهاز التنفسي، خاصة مع وجود أجهزة التبريد والتكييف لأن هذه الأجهزة تساعد على مضاعفة نسبة الإصابة بالحساسية بسبب وجود الفطريات في هذه الأجهزة، وبسبب انحباس الهواء داخل المنزل، ليصبح من الضروري تبديل فلتر جهاز التبريد وتنظيفه من مدة لأخرى خلال فصل الصيف للتقليل من احتمال الإصابة بالأمراض.ونبه البروفيسور نافثي إلى أن الاحتياط من ارتفاع درجات الحرارة لا يشمل فقط المرضى والأطفال وكبار السن فقط، بل يخص أيضا الناس العاديين فهم أيضا معرضون إلى خطر ارتفاع درجات الحرارة وما يصاحبها من مضاعفات صحية خطيرة خاصة ضربات الشمس التي لا تستثني أحدا. وفي الغالب لا يعير المواطنون أدنى اهتمام لخطورة ذلك خاصة الأصحاء منهم الذين لا يتوانون عن المشي والعمل تحت أشعة الشمس، وهو ما يعرض حياتهم الى خطر كبير خاصة في الأيام القليلة الماضية التي عرفت ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة، والأمر نفسه ينطبق على المصطافين الذين يبقى عدد كبير منهم تحت أشعة الشمس ولفترات طويلة من النهار. تجنب الخروج بين العاشرة صباحا والخامسة مساء حذر البروفيسور سليم نافثي من خطورة التعرض للشمس لجميع الفئات والأعمار دون استثناء، خاصة هذه الأيام التي تعرف ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة. ونصح البروفيسور المواطنين بضرورة تجنب المشي والوقوف لمدة طويلة تحت أشعة الشمس خاصة في الفترة الممتدة بين العاشرة صباحا إلى غاية الخامسة مساء، وهي الفترة التي تعرف ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة. كما دعا المواطنين الى تجنب الحركة الكبيرة والتنقل من مكان الى آخر وعدم الذهاب الى البحر بشكل مكثف. ونصح البروفيسور المواطنين، خاصة كبار السن والأطفال، بضرورة تناول المياه بكثرة لتفادي الجفاف، واعتبر أن شرب كميات من الماء يعتبر مهما جدا خاصة للأطفال وتحديدا للرضع. كما نصح المواطنين بالاستعمال العقلاني لمكيفات التبريد التي لا يجب أن تتجاوز حسب رأيه 20 و22 درجة مئوية. وبصفة عامة هناك وسائل عديدة تساعد على الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي في فصل الصيف، حسب البروفيسور نافثي، أهمها عدم الخروج في الأوقات التي يكون فيها الجو مغبراً وعدم استخدام التبريد المفرط سواء في المنزل أو السيارة، مع عدم إهمال تناول أدوية الحساسية.وبما أن الأطفال معرضون أكثر من الكبار لهذه الحالات المرضية في فصل الصيف نتيجة عدم اكتمال الجهاز المناعي في أجسامهم، فمن الأفضل عدم السماح لهم بتناول المثلجات والمياه المثلجة أو العصير، الأمر الذي قد يسبب لهم حدوث التهاب في اللوزتين. وعدم تركهم يلعبون لفترة طويلة تحت أشعة الشمس خاصة على شاطئ البحر لتجنب ضربات الشمس الخطيرة.