ينتظر أن تحتضن مدينة ران الفرنسية الأحد المقبل المصادق ل26 افريل الجاري ندوة فكرية تحت عنوان '' التجارب النووية الفرنسية.. صمت الدولة، وشهادات الضحايا ''، والتي ستسلط الضوء على التجارب النووية التي قامت بها فرنسا الاستعمارية في الصحراء الجزائرية والتي استعملت سكان المنطقة كفئران تجارب. وستتميز هذه الندوة التي تعقد بمناسبة ذكرى حادثة الانفجار النووي الذي حدث بمدينة تشيرنوبيل الأوكرانية، بعرض فيلم للمخرج جمال وهاب المعنون باسم ''اليربوع الأزرق''، وهو الاسم الذي أطلقته فرنسا على تجاربها النووية في منطقة رقان بولاية ادرار، ويتناول هذا الفيلم قصة الجزائريين الذين أحرقتهم فرنسا خلال إجرائها هذه التجارب رفقة مجموعة من المحاربين القدامى لجيش الاحتلال الفرنسي المنحدرين في غالبيتهم من أصول غير فرنسية، ومعلوم أن هؤلاء الأشخاص هم الضحايا الأوائل للتجارب الفرنسية في العالم . وسيتبع هذا الفيلم بمناقشات وموائد مستديرة ستناقش موضوع التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية ، يتم التطرق فيه إلى كيفية تعامل فرنسا طيلة عقود الزمن الماضية مع هذا الملف ، إضافة إلى أن هذا النقاش سيكون في حضور بعض ضحايا هذه التفجيرات الذين لازالوا على قيد الحياة ، أو أفراد عائلاتهم . وتعقد هذه الندوة وسط تغييرات جديدة في الموقف الرسمي الفرنسي المتعلق بهذا الخصوص، حيث أعلنت باريس أخيرا اعتزامها تقديم تعويضات لضحايا تجاربها النووية ال210 التي أجرتها فرنسا بين العامين 1960 و1996 في الصحراء الجزائرية وبولينيزيا، والتي رصد لأجلها غلاف مالي يقدر ب 10 مليون يورو حيث أعلن في هذا الشأن وزير الدفاع هرفي موران تخصيص عشرة ملايين يورو لضحايا هذه التجارب، مشيرا إلى اعتماد لجنة مؤلفة من أطباء في كل ملف على حدة، وستعمل على التأكد من أن عوارض المدعين تتناسب والأمراض الثمانية عشر المرتبطة بالإشعاعات التي حددتها لجنة علمية تابعة للأمم المتحدة ، ومتوقعا أن قائمة الأمراض قد تطول في حال كشف الطب عن أمراض أخرى ذات صلة بالتجارب النووية، كما بين أن هذه التعويضات تخص العسكريين الفرنسيين ومدنيين كانوا يعملون لصالح شركات على علاقة بالتجارب كما السكان الذين كانوا يقطنون المناطق المجاورة لمسرح التجارب في الصحراء الجزائرية كما في بولينيزيا الفرنسية.