"اليربوع الأزرق" هو عنوان الفيلم الوثائقي التاريخي الجديد للمخرج والمؤلف وهاب جمال الذي سيعرض ابتداء من 11 فيفري الجاري بالقاعات الفرنسية ويعتبر الفيلم الوثائقي وهو إنتاج مشترك بين الجزائروفرنسا الذي سيتناول لأول مرة وعلى مدار 90 دقيقة من الزمن السينمائي ، وبعد 49 عاما أسرار التاريخ لأول التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية "13 فيفري 1960" ويتضمن الوثائقي الذي تنتجه "كلام فيلم" "بلادي فيلم " وبدعم من المركز الوطني للسينما التابع لوزارة الثقافة وتوزيع شركة "شيلاك" شهادات نادرة لنخبة من الأحياء من ضحايا هذه التفجيرات التي تكشف تفاصيل وترتيبات أول عملية تفجير نووي ، حيث حول أهالي الصحراء الجزائرية وأبناء الطوارق إلى فئران بشرية لتجارب فرنسا النووية ، ويعتبر عرض الفيلم الوثائقي "اليربوع الأزرق" بالقاعات الفرنسية يومين قبل الذكرى ال49 لهذه التجارب تحية إجلال لأرواح شهداء المخبر النووي الفرنسي الإسرائيلي المشترك التي بدأت في 1960 وانتهت عام 1966 . وسيكشف الشهود معاناتهم مع المرض جراء حجم التفجير النووي الذي يعادل أربع مرات القنبلة الذرية التي قذفت على مدينة هيروشيما اليابانية حيث تشير بعض الإحصائيات أنه منذ 1960 إلى غاية 1978 تعرض أكثر من 30 ألف جزائري للإشعاع النووي الذي مازال ينبعث من محيط المنطقة ويطرح ملف التفجيرات النووية في الجزائر العديد من الأسئلة حول الأرشيف النووي الذي أخذه الفرنسيون في صيف 1967، مسألة التعويضات والإعتراف الفرنسي بمماراساته رغم تعالي بعض أصوات الأسرة الثورية التي نادت بضرورة حماية ذاكرة ضحايا التجارب النووية الفرنسية في الجزائروتجديدها دعوةالسلطات الفرنسية فتح أرشيف ملف التجارب النووية التي شهدتها الصحراء الجزائرية حتى يتسنى فتح تحقيق دولي تحت عباءة وكالة الطاقة الذرية الدولية لإيجاد الصيغ الكفيلة للتكفل بضحايا هذه التجارب والدفاع عن حقوقهم المشروعة شهدت منطقة رڤان يوم 13 فيفري من عام 1960 بداية سلسلة تجارب الإبادة التي استعمل فيها سكان المنطقة كفئران تجارب، أمام أعين خبراء إسرائيليين• بدأت فرنسا في إنجاز مشروعها النووي بإنشاء محافظة الطاقة النووية بموجب مرسوم 8 أكتوبر 1945 وتم بذلك إعداد البرنامج النووي الفرنسي عام .1955 وقد تكفل بالمشروع الجنرال بوشالي بمنطقة برويار لوشاتيل• وفي نهاية 1958 ظهرت مديرية التطبيقات العسكرية التي وضعت رزنامة التفجيرات الأولى• وفي 13 فيفري 1960، كانت أول تجربة نووية فرنسية تحت اسم ''اليربوع الأزرق''، بمشاركة خبراء من إسرائيل في منطقة حمودية برفان، وكانت طاقته تعادل ثلاثة أضعاف قنبلة هيروشيما اليابان عام .1945 ورغم تجارب فرنسا النووية الكثيرة إلا أنها لم تصرح رسميا إلا بتفجير أربعة قنابل نووية• وقد جرت التجارب سطحيا ووصلت طاقة كل قنبلة ما بين 10 إلى 70 كيلوطن• وأتبع ''اليربوع الأزرق'' تفجير ''اليربوع الأبيض'' في 1 أفريل 1960، ثم ''اليربوع الأحمر'' في نفس السنة، ف''اليربوع الأخضر'' في 25 أفريل .1961 أما التجارب النووية الباطنية فقد وقعت في منطقة جبل ''إينكر'' بالهفار، وقد بلغ عددها ثلاثة عشر• يضاف إليها التفجير الرابع عشر الفاشل الذي تم في 22 مارس 1965، وكلها وقعت في أنفاق حفرها جزائريون معتقلون داخل جبل ''إينكر''، وقد شرع في إنجازها عام .1961 ومن أبرز هذه التفجيرات الباطنية ذلك الذي أطلق عليه اسم ''مونيك'' في 18 مارس 1963، والذي بلغت طاقة تفجيره 120 كيلوطن• ويحكي سكان المنطقة كيف أن المكلفين بالتجارب كانوا يميزون السكان الذين استعملوهم كفئران تجارب بقلادات معدنية تحمل أرقاما تسلسلية لمعرفة تأثير الإشعاعات عليهم• كما أصيبت الصحراء جراء تلك التفجيرات بأنواع غير مسبوقة من الأوبئة والأمراض، حتى أصبح السكان يؤرخون بها فيقولون ''عام الموت'' و''عام السعال'' و''عام الجدري''• وكشف الباحث الفرنسي المتخصص في التجارب النووية الفرنسية برينو باريلو، أخيرا، أن سلطات الاستعمار الفرنسية استخدمت 42 ألف جزائري ك ''فئران تجارب'' في تفجيرها أولى قنابلها النووية في صحراء الجزائر• وعرض باريلو صوراً لمجاهدين جزائريين مصلوبين يلبسون أزياء عسكرية مختلفة، وصوراً أخرى عن حجم الدمار الذي أحدثته القنبلة على بيئة المكان، وما آلت إليه معدات عسكرية (طائرات ومدرّعات) كانت رابضة على بعد كيلومتر من مركز التفجير• وأوضح أنّ الفرنسيين تعمّدوا الإكثار من ضحايا التجريب وتنويع الألبسة، للوقوف على مستوى مقاومة البشر للإشعاعات النووية على مسافات مختلفة• معتبرا أنّ فرنسا مَدينة للجزائر بسبب التجارب النووية التي أجرتها على أراضيها بين 1961 و.1966