وقعت فنزويلا والسلطة الفلسطينية اتفاقيات لإنشاء علاقات دبلوماسية بين البلدين؛ ما يمهد الطريق لافتتاح سفارة فلسطينية في العاصمة كراكاس، وذلك بعد مرور أشهر على قطع الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز العلاقات مع إسرائيل؛ احتجاجا على العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. وقع نيكولاس مادورو وزير خارجية فنزويلا، ووزير الإعلام والخارجية في السلطة الفلسطينية رياض المالكي، ، في العاصمة كراكاس، اتفاقا لإنشاء علاقات دبلوماسية بين البلدين، من المقرر أن يفتتحا في إطارها سفارة فلسطينية جديدة في كراكاس.كما أعرب الجانبان في بيان مشترك عن ''رغبتهما في إقامة علاقات ودية في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والتكنولوجيا والسياحة وغيرها من المجالات". وقال مادورو: ''شعب فلسطين يمكنه الاعتماد على تضامننا الأبدي والدائم مع قضيته العادلة والإنسانية''، مضيفا: ''إقامة علاقات دبلوماسية مع السلطة الفلسطينية هو عمل عادل، وفنزويلا تعتبر القضية الفلسطينية أولوية، كما تعتبرها قضيتها الخاصة". من جهتها، أعربت السلطة الفلسطينية التي لها ممثليات دبلوماسية في أمريكا اللاتينية من المكسيك إلى الأرجنتين، عن رغبتها في جعل فنزويلا ''قاعدتها في المنطقة". وأثنى وزير الخارجية الفلسطيني على الرئيس الفنزويلي شافيز، مؤكدا أنه أحد الداعمين للقضية الفلسطينية.وكانت فنزويلا قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في 15 جانفي الماضي كرد فعل على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 1400 فلسطيني وإصابة 5450 آخرين، قائلة إنها قامت بهذه الخطوة ردا على ''الاضطهاد اللاإنساني الذي تمارسه سلطات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني". وقد وصف شافيز في وقت سابق من الشهر الجاري الحكومة الإسرائيلية بأنها ''حكومة إبادة وقتلة''.ولا يوجد سفير لفنزويلا في تل أبيب، منذ العام ,2006 عندما سحب كلا البلدين سفيريهما بعد حرب كلامية بين الجانبين على خلفية الحرب الإسرائيلية على لبنان في صيف ذلك العام، وقد أعادت إسرائيل سفيرها إلى فنزويلا، بينما لم تقم الأخيرة بذات الخطوة منذ ذلك الحين.وقد عرف عن شافيز مواقفه المناهضة للسياسات الأمريكية والإسرائيلية، والداعمة للمواقف العربية، وذاع صيته إعلاميا وشعبيا على الصعيد العربي بعد مواقفه الداعمة لقضايا عربية، حتى أن البعض أطلق عليه ''شافيز العربي". وعندما قام شافيز بسحب سفير بلاده من إسرائيل خلال حربها على غزة؛ لقي ترحيبا شعبيا عربيا واسعا، وصل إلى حد إطلاق بعض الشعارات في مدونات الإنترنت، منها ''عاشت فنزويلا حرة عربية''، في إشارة إلى تحقيق فنزويلا مطالب شعبية عجز الحكام العرب عن الإيفاء بها.