هاجم كثير من النقاد والجمهور اتجاه المغنين والمغنيات إلى ما أطلق عليه الفيديو كليب مشيرين إلى أنه تقليد مرفوض لما يحدث فى الغرب, وأنه يساعد على إفساد الأخلاقيات خاصة لدى الشباب بسبب المناظر الخليعة التى تظهر بها الفتيات فى تلك الأغنيات المصورة وبلا مبرر, كما أنه يساعد على شيوع الفاحشة والخلاعة بين الشباب من كلا الجنسين بسبب مشاهد الابتذال التى تقدمها فتيات لا تكاد أجسادهن تستر بخلاف ما يقدمونه من حركات تقع تحت طائلة قانون الآداب العامة. . وقد سادت تلك الموجة من الأغانى الفاضحة الساحة الفنية طوال السنوات العشر الماضية حتى أن كثير من المغنين والمغنيات الذين يقدمون الأغانى ذات المعانى اعتزلوا اعتراضا على ما يحدث فى الساحة الغنائية بينما فضل البعض ترك ساحة الأغانى العاطفية والاتجاه نحو الغناء الدينى وكان لكل منهم منطلقه. مطربون اعتزلوا العاطفى سادت حالة ترواحت ما بين الفرحة والحزن فى أعقاب قرار المطرب اللبناني فضل شاكر باعتزال الغناء العاطفي واتجاهه للون الدينى بمجرد انتهاء تعاقده الحالى مع شركة روتانا. و لم يكن قرار فضل باعتزال الغناء العاطفى واتجاهه للديني هو الوحيد الذى قام بذلك فهناك من سبقه ونفذه بالفعل مثل المطرب ''خالد على'' نجم الأغنية الشبابية فى فترة التسعينيات حيث أعلن ذلك عقب إصابة شقيقه فى حادث، إذ توقف عن الغناء لمدة عامين وسافر إلى سويسرا وعاد بعدها ليغير وجهته الغنائية تماماً ويفاجئ الجميع بإصدار أول ألبوماته الدينية. أما الموسيقار الموجي الصغير فيبدو أن رحلة الحج التى قام بها كانت لها الكلمة العليا فى قراره باعتزال تلحين الأغنيات العاطفية، معتبراً أنها تثير غرائز الشباب وتلهى عن ذكر الله، ولم يكتف الموجى بذلك بل أعلن توبته أيضا عن تبني الأصوات النسائية، مشيراً إلى أنه سيتفرغ فقط للأغاني الدينية والوطنية وأغنيات الأطفال. الإماراتي ''محمد المازم'' أيضاً اعتزل الغناء العاطفى من قبل مؤكداً أن اعتزاله لا رجعة فيه، وأنه لن يعود إلى مثل هذه الأغاني مرة أخرى مهما كان المقابل مشيرا إلى أنه مستعد للموت جوعاً مقابل عدم عودته إلى مثل هذه الأغاني مرة أخرى لأنها لا تقدم شيئاً ذو قيمة. مطربون عادوا بعد الاعتزال كان هانى شاكر أبرز المطربين الذين قرروا الاعتزال بشكل نهائي ولكنه استجاب لمطالب المحيطين به وتحت ضغطهم عاد من جديد لتقديم أغنياته العاطفية، ويبدو أن هانى اتخذ قراره السابق فى لحظة اعتقد معها عدم جدوى وصمود ما سيقدمه خلال مسيرته الغنائية نتيجة تردى أوضاع الأغنية العاطفية فى الفترة الحالية بسبب اعتمادها على الصورة وفقدانها للمعانى السامية إضافة للإسفاف والعري الذى يموج به ''الفيديو كليبات'' على الفضائيات. محمد الحلو أيضاً ولنفس الأسباب وبنفس الظروف عاد من جديد إلى الغناء العاطفى وعلى حسب قوله يوضح المطرب المصري -الذى تردد حينها أنه أصيب بحالة نفسية سيئة- أنه فعل ذلك بعد أن تحول سوق الكاسيت إلى سوق للفيديو كليب كما أن الساحة الغنائية لم تعد تستوعبه أو تستوعب من هم مثله من المطربين، نافيا أن يكون قراره بسبب خلفيات دينية تتعلق بتحريم الفن.