توقع توبي بيرش الخبير الاقتصادي البريطاني في ندوة عقدت في جامعة دار العلوم شرق الرياض، أن التمويل الإسلامي سيعيد الانضباط للنظام المالي العالمي في ,2010 وأن المصرفية الإسلامية ستكتسح النظام المالي العالمي بحلول .2015 وسبق ل توبي بيرش التنبؤ بالأزمة المالية العالمية قبل اندلاع شراراتها الأولى بأربعة أشهر في كتابه الشهير''الانهيار النهائي''، وأكد توبي بيرش أن القوانين المنظمة للاقتصاد الإسلامي، والتي تمنع المسلمين من ''استنساخ المال من المال'' جنبت على الأقل ربع ثروات العالم من التأثر بالأزمة الراهنة التي تفجرت من المشتقات المالية وبيع الدين (المتاجرة بالديون) في أوروبا وأمريكا. واستعرض بيرش المصرفية الإسلامية، وقدرتها الإبداعية على ابتكار المنتجات المالية، بعدالة وداخل دائرة الاقتصاد الفعلي، ليس كما يقول ''أوراق على طاولات الاقتصاديين الكسولين''، ونقلت صحيفة الاقتصادية السعودية قول بيرش إن التمويل الإسلامي يمكنه توسيع نطاق جاذبيته إلى ما هو أبعد من قاعدته التقليدية في أعقاب الأزمة المالية العالمية كما يمكنه المساعدة في إعادة الانضباط إلى النظام المالي العالمي. لكنه عاد وأكد أن البدايات دائما ما تكون صعبة وظهور المصرفية الإسلامية وإحلالها مكان النظام القديم يحتاج إلى بعض الوقت، لأن غير المسلمين يجب أن يلمسوا فوائدها قبل أن يعتمدوها طريقة لهم لإدارة أموالهم واستثمارها، وهو ما شرعت فيه بعض المؤسسات والأفراد في الغرب. وبيّن أن كثيرا من المستثمرين ينجذبون إلى الاستثمارات المطابقة للشريعة الإسلامية لأنها تتجنب المنتجات التي يستعصى فهمها على الكثيرين وتركز على منتجات ملموسة. وحول المزايا المصرفية للبنوك الإسلامية، أوضح الخبير أنه يأتي على رأسها أنها لا تقرض سوى ما لديها من ودائع وهو ما يتفادى حدوث أزمة ائتمان كالتي شاهدناها خلال الأزمة المالية. وقال بيرش إن الإفراط في الإقراض يشكل تهديدا رئيسيا للنظام المالي العالمي وهو ما دفعه إلى نشر كتابه ''الانهيار النهائي'' مطلع عام 2007 والذي ناقش خلاله تداعيات أزمة الائتمان التي كانت وقتها تلوح في الأفق.