تدعمت جل قطاعات المجلس الشعبي الولائي للمسيلة مؤخرا بإمكانات هامة، كما استفادت من إنجازات في المستوى تعبر بقوة عن الاهتمام الكبير الذي باتت توليه السلطات المحلية لمختلف القطاعات النشطة بما فيها السياحة، الثقافة، البناء والتعمير والفلاحة، على الرغم من أن ولاية المسيلة تعد من أكبر الولايات مساحة ومن أكثر المناطق التي يتوزع فيها السكان، حيث أن التحكم فيها يكون مجهدا نظرا للتجمعات السكانية المتباعدة. ومن المتوقع أن ترفع هذه الإنجازات من حجم التنمية المحلية بالولاية التي ستؤثر إيجابا على حياة المواطن ''المسيلي''، خصوصا إذا علمنا أن عمليات التحسين الحضري للأحياء شملت 119 موقع سكني، كما أن قطاع السياحة بفضل أهم إنجازاته المرتقب تسلمها سيسمح بفتح 112 منصب شغل دائم، فضلا عن رصد أكثر من 500 مليون دينار موجهة لتجهيز 30 مكتبة عبر تراب الولاية و21 مركزا ثقافيا، الأمر الذي سينتج حركية ثقافية في المستوى. وصلت نسبة الأشغال بمعظمها 95 بالمائة منشآت سياحية هامة ستدخل حيز الاستغلال قريبا سيدخل فندقان ومركز للإعلام والتوجيه السياحي حيز الاستغلال بولاية المسيلة في آجال ''لن تتعدى نهاية أكتوبر المقبل'' حسب ما علم من مديرية السياحة، وأوضح ذات المصدر أن الأمر يتعلق بفندق بالمسيلة وآخر ب''عين الحجل'' ومركز الإعلام والتوجيه السياحي ب''بوسعادة'' حيث تقدمت أشغال إنجاز هذه المنشآت بأكثر من 95 بالمائة، مشيرا إلى أن مركز الإعلام والتوجيه السياحي ممول في إطار المخطط القطاعي للتنمية بقيمة 10 ملايين دج، ستتمثل مهمته بعد استلامه في الإرشاد السياحي والإعلام بجوانبه المختلفة من بينها الإشهار. أما الفندقان المتوقع دخولهما حيز الخدمة فيندرجان ضمن الاستثمار الخاص بطاقة استقبال إجمالية تفوق 100 سرير، فيما روعي في إنجازهما الجانب الجمالي والعصري، حيث يقع فندق عاصمة الولاية بحي ''العرقوب'' العتيق المطل على أحياء عتيقة للمدينة ''كالكوش'' وطريق بوسعادة. وأضافت مديرية السياحية أن فندق ''عين الحجل'' سيكون دعما لسياحة الأعمال كونه يتوسط مناطق تعرف بحركية تجارية معتبرة يميزها تنقل مهم للأشخاص. وبلغ حجم الاستثمارات في قطاع السياحة بولاية المسيلة 259 مليون و923 ألف دج بالنسبة ل 6 مشاريع جاري إنجازها ممثلة في 6 فنادق، من بينها 3 بالمسيلة و''موتيل'' ببوسعادة وفندق ب''عين الحجل'' وآخر ب''المطارفة'' حسب ما علم من ذات المصدر، ومن شأن هذه المشاريع في مجملها عند استلامها أن تدعم طاقة الاستقبال بالولاية ب 380 سرير، إلى جانب فتح ما لا يقل عن 112 منصب شغل دائم. ومن جهة أخرى يظل فندق ''القصب'' التابع للولاية موصدا منذ أزيد من 3 سنوات بالرغم من وجود محترفين عموميين في المجال الفندقي بإمكانهم أن ينعشوا هذا المرفق خصوصا أنه يتوسط حديقة عمومية غناء ويقع بالقرب من عدة مرافق عمومية. واستنادا إلى مصدر بالولاية فإنه من المتوقع أن يتم بيع المنشأة لأحد المتعاملين الفندقيين العموميين أثبت احترافية كبيرة بعدما كان قد تحصل مطلع العام 1995 على فندق ''الترانزات'' ببوسعادة ''كردادة'' حاليا. وأشارت مصالح السياحة بالولاية إلى أن هذا الاستثمار الفندقي يضاف إلى العرض السياحي الحالي المتمثل في 8 فنادق بسعة 785 سرير و5 مراقد بسعة 258 سرير و3 بيوت للشباب بسعة 150 سرير، وهي موزعة عبر بوسعادة و''جبل امساعد '' و''سيدي عيسى''. وذكر المصدر أنه بغرض تلبية الطلب على الاستثمار الفندقي بالولاية تم تخصيص 3 مناطق للتوسع السياحي بكل من المسيلة و''بوسعادة'' و''المعاضيد'' موقع قلعة ''بني حماد''. انتهت أشغال التهيئة ب 24 حيا إنجازات عديدة لفائدة قطاع البناء والتعمير تدعم قطاع البناء والتعمير بولاية المسيلة بعديد الإنجازات تتعلق بالتحسين الحضري وإنجاز مخططات التهيئة والتعمير وشغل الأراضي، وأوضحت المديرية المعنية أن عمليات التحسين الحضري المبرمجة في هذا الإطار تشمل 119 حيا سكنيا سجلت ضمن برنامج 2008 بغلاف مالي بقيمة 330 مليون دينار استلمت منها وبصفة نهائية أشغال 24 حيا. وأكدت ذات المديرية بشأن الدراسات العمرانية استلام 4 مخططات لشغل الأراضي، فيما صودق من طرف البلديات على 7 مخططات أخرى مماثلة، إلى جانب الشروع في 4 مخططات توجيهية للتهيئة والتعمير تشمل مراجعة سابقاتها على مستوى 13 بلدية، ومن بين المخططات الأربعة المذكورة دخل حيز الاستعمال مخططان موزعان على 7 بلديات مما سمح بتكفل أحسن بالوحدات العمرانية المتواجدة بهذه البلديات. وتعتزم مصالح البناء والتعمير حسب ما أضاف ذات المصدر الانطلاق في تهيئة 176 حي سكني و5 مخططات لشغل الأراضي، كما ترتقب الانتهاء من تهيئة 14 موقعا واستلام 10 دراسات عمرانية ما بين مخططات تهيئة وشغل الأراضي و1337 محل مهني، ومقري مديريتي التربية والتعمير والبناء. تجدر الإشارة إلى إنجاز 3327 محل ذوي طابع مهني من مجموع 4.700 المسجلة لفائدة ولاية المسيلة خلال الخماسي (2004-2009) من بينها 1.508 محل تم توزيعها. إعادة تأهيل المواقع الأثرية على رأس القائمة قطاع الثقافة يخصص 155 مليون دج لإنجاز 17 مكتبة سيتدعم قطاع الثقافة لولاية المسيلة خلال العام الجاري 2009 بعدة مشاريع ودراسات أثرية حسب ما علم من المديرية المعنية، وبشأن الدراسات الأثرية سيتم الانتهاء من 4 مخططات لحماية وإعادة تأهيل المواقع الأثرية بكل من قلعة ''بني حماد'' التي يعود تاريخ تشييدها للعام 1007 ميلادي وهي العملية التي ستشمل المنارة ومحيط القلعة من قصور ونظام الري الشائع آنذاك. وترتقب ذات المديرية في هذا السياق استلام دراسة تخص حماية وإعادة تأهيل الموقع الأثري ب''تارمونت''، الذي يعود تاريخه إلى الحقبة الرومانية وكذا موقع ''كدية ثعلوب'' ب''المطارفة'' والذي يعود إلى نفس الفترة، كما ستشمل ذات الدراسة الموقع الأثري ''القاهرة'' ببلدية ''محمد بوضياف'' والذي لم تحدد فترته التاريخية. وأفادت مديرية الثقافة بأن غلافا ماليا بقيمة 155 مليون دينار تم تخصيصه لمشاريع دراسة وإنجاز 17 مكتبة تم الشروع في أشغال إنجاز 9 منها، فيما ينتظر أن تنطلق بشأن العدد المتبقي في غضون السداسي المقبل من العام الجاري. وبالتوازي مع هذه المشاريع ستتدعم عدة مدن بالولاية بمكتبات حضرية وأخرى نصف حضرية خلال العام الجاري، ويتعلق الأمر بمكتبة حضرية ب''سيدي عيسى'' واثنتين نصف حضريتين بكل من بلديتي ''بلعايبة'' و''الخبانة'' حسب ما أشار إليه ذات المصدر، مضيفا من جانب آخر أن عملية جرد للممتلكات الثقافية المنقولة جارية حاليا بغرض إنشاء بنك للمعلومات بشأنها، وسيشرع في غضون الشهور الثلاثة المقبلة في توسيع متحف ''الحضنة'' بمدينة المسيلة وذلك لجعله مطابقا للمقاييس الواجب توافرها في المتاحف الوطنية. وبغرض ترقية الممارسة الموسيقية بمدينة بوسعادة التي تزخر بوجود عدة فنانين من بينهم ''مصطفى زميرلي'' فإن معهدا للموسيقى سيتم تجسيده في آجال لا تتعدى نهاية العام الجاري من شأنه أن يضمن بعد استلامه تعليم الموسيقى لما لا يقل عن 200 شاب وشابة في السنة. ومن جهة أخرى تم رصد أكثر من 500 مليون دينار موجهة لتجهيز 30 مكتبة عبر تراب الولاية و21 مركزا ثقافيا، وهي المراكز التي لم يتم تجهيزها منذ إنشائها في الثمانينيات. تجدر الإشارة إلى أنه سيشرع في دراسة لإنجاز وتجهيز ملحق المركز الوطني للأبحاث التاريخية ببوسعادة الذي ستتركز مهامه بعد الاستلام على ترقية البحث التاريخي والأثري بالمنطقة كما سيكون فضاء ملائما للمؤرخين والباحثين من مختلف جامعات الوطن.