أظهرت نتائج الدراسة الوطنية التي قامت بها لجنة ''العنف ضد النساء'' التابعة للمعهد الوطني للصحة العمومية أن العنف ضد النساء في الجزائر يتزايد بصورة مقلقة. الدراسة أجريت بدعم من وزارة الصحة والسكان بمشاركة وزارات العدل والداخلية و الجماعات المحلية والشباب والرياضة والتشغيل والتضامن، إضافة إلى الإدارة العامة للأمن الوطني والجمعيات النسائية، وتشير النتائج العامة لهذه الدراسة إلى أن العنف يسجل أولا داخل الأسرة. حيث أن أكثر حالات العنف ترتكب داخلها. ويتضح من عينة شملت 9033 امرأة ضحية للعنف اللائي تم استجوابهن في إطار هذه الدراسة أن مرتكبي هذه الاعتداءات يكونون في بعض الحالات من المعارف أو أحد أفراد الأسرة، وتشهد الأسر أكثر من 50 في المائة من الاعتداءات المعلن عنها، بالرغم من أنه يفترض أن أغلب النساء المتواجدات في المنزل هن في مكان آمن، إلا أنهن الأكثر عرضة للعنف . و أشارت الدراسة أيضا إلى العنف الذي يرتكب من قبل الأبناء ضد أمهاتهم. و يمثل هذا النوع من الاعتداء ثلث حالات العنف المرتكبة ضد الأشخاص، البالغة أعمارهم أكثر من 55 سنة . أما في فئة غير المتزوجين يكون الأشقاء هم المسؤولون عن أكثر من عُشر حالات الاعتداء . وأوضحت هذه الدراسة أيضا أنه في أغلب الحالات يكون الاعتداء جسديا، حيث يتمثل في الضرب والجرح المتعمد في حين لا يمثل الاعتداء النفسي سوى نسبة واحد من عشرين من هذه الحالات. و تبلغ الاعتداءات الجنسية نفس هذه النسبة الأخيرة (واحد من عشرين) ويشكل الاغتصاب نصف نسبة هذا النوع من الاعتداء و سجلت الدراسة كذلك ارتفاع عدد النساء المقيمات بمفردهن (الأرامل و المطلقات) مشيرين إلى أن هذا الأمر يمكن أن يزيد من هشاشة هذه الفئة من السكان. وإجمالا فإن النساء اللاتي يبلغن عن الاعتداءات الذي يتعرضن لها يتمتعن بمستوى تعليمي، ولديهن بعض الاستقلالية المادية ''و هذا يدل على أنه توجد الكثير من حالات الاعتداء لا تزال غير معروفة''. وتنتمي ضحايا الاعتداءات إلى فئة الشابات نسبيا، ولا يتعدى سن ثلاثة أرباعهن 45 سنة عند تعرضهن للاعتداء، ويحظين بمستوى تعليمي أكثر من عامة الناس. كما أن حوالي ثلثهن حاصلات على الدراسات الثانوية أو العليا (1.31 في المائة). و توجد نسبة مهمة من النساء اللاتي يمارسن مهنة من بين ضحايا الاعتداء، حيث أن ضحية واحدة من مجموع خمس نساء تعمل خارج البيت (19 في المائة). كما تمثل النساء المتزوجات أو اللائي كن متزوجات حوالي ثلثي السكان الذين شملتهم الدراسة وتم التوصل إلى نتائج هذه الدراسة من خلال محور التدخل و هو الصحة ''ضحايا قمن باستشارة الطبيب في مركز صحي'' والشرطة ''ضحايا تقدمن بشكاوى لدى مراكز الشرطة'' و العدالة ''ضحايا توجهن للمحاكم إثر تعرضهن لاعتداء'' و مراكز الاستماع و الاستقبال ''ضحايا اتصلن بهذا المركز''.