كشف البروفيسور حبيب دواغي عن طريقة جديدة في علاج أمراض الحساسية من المكسرات لدى الأطفال تعتمد على المكسرات نفسها، وقال دواغي في دراسة قدمها بمناسبة الملتقى الأورو إفريقي الثاني للأمراض التنفسية والمناعة العيادية، إن حساسية المكسرات التي باتت تعرف اهتماما أكثر من الأطباء نظرا لتزايد أعداد المصابين بها، تزداد معدلات الإصابة بها أكثر مع قدوم فصل الصيف. ذكر رئيس مصلحة الأمراض التنفسية المناعة العيادية بمستشفى إسعد حسني بني مسوس، أن ردود الفعل التحسسية ضد الأطعمة تظهر بسبب تفاعل الجسم مع بعض البروتينات في الطعام. وينظر إلى حساسية الجوز كإحدى حساسيات الطعام الأكثر شيوعاً، وهي نوع من الحساسية الذي غالبا ما يستمر مدى الحياة. وأضاف أن هذا الأمر عادي جدا ويعود إلى وجود عدد كبير من السكان مصابين بحساسية الأنف أو الحساسية لغبار الطلع التي تؤدي إلى الحساسيات المتصلبة أو ردود الفعل المتصلبة ومن بينها الحساسية ضد المكسرات، والتي تندرج ضمنها حساسية الفستق أيضا، فحبة الفستق وبشكل بيولوجي ليست حبة جوزية، بينما من حبوب البقول لذلك فإن بعض المصابين بالحساسية ضد الفستق لديهم أيضاً حساسية ومن المحتمل أعراض تحسسية عندما يتناولون حبوب بقول أخرى كالبازيلا الخضراء، الفاصوليا، والعدس. الأطباء أصبحوا أكثر انتباها لهذه الحساسية أوضح دواغي أن الحساسية ضد الفستق كانت لغاية سنوات قليلة سابقة نادرة، لكن يلاحظ حاليا حالات أكثر فأكثر من هذا النوع من الحساسية. كتفسير عن ذلك، قد يكون أن الفستق قد أصبح أكثر عادة في الأطعمة والحلويات، ولكن أيضا المرضى والأطباء قد أصبحوا أكثر انتباها لهذا النوع من الحساسية. الحساسية ضد المكسرات قد تؤدي إلى ردود فعل قوية جدا، لكن ليس لدى الجميع، وردود الفعل الأكثر شيوعا عند تناول المكسرات هي الحكة وتورم في الفم والبلعوم، ومن العوارض الأخرى التي قد تظهر نجد الإكزيما والآلام في المعدة والتقيء. وقد تحدث في بعض الحالات ردود فعل مهددة للحياة كالصدمة التحسسية، ألا أن ردود الفعل على اللوز ليست عادية كردة الفعل على باقي المكسرات. والعامل الأساسي المسبب للحساسية هي البروتينات في مكسرات الخشب كاللوز والفستق هي التي تؤدي إلى ردة فعل لأن الغبار الجوزي قد يثير لدى البعض ردة فعل تحسسية خطيرة. ومن الشرائح الأكثر إصابة بالحساسية ضد الجوز، اللوز، والفستق نجد الأطفال حيث يبدو، أضاف دواغي، أن الأطفال يتفاعلون بطريقة أقوى من البالغين، فحوالي نصف الأولاد المصابين بالحساسية ضد الفستق يتفاعلون مع الروائح، الذوق أو الملامسة، وبعكس ذلك يتفاعل فقط 10 بالمائة من البالغين، وتحدث حساسية الفستق لمرات متكررة لدى الأطفال المصابين بالإكزيما. فحساسية الفستق حساسية قوية وتستمر مدى الحياة لدى الأغلبية، لكن قد تزول لدى الأطفال الصغار من تلقاء نفسها. طريقة جديدة للحماية من حساسية الفول السوداني أظهر البروفيسور دواغي أنه فى حال تناول الأطفال المصابين بالحساسية ضد الفول السوداني جرعات صغيرة يومية من هذه المكسرات المحببة لديهم، فهذا يساعدهم بصورة كبيرة على تخلصهم من نوبات الحساسية المزعجة التي يصابون بها بصورة متكررة من جراء تناولهم لها. ويرى دواغي أنه على الرغم من شدة خطورة هذا ارتجاه الاتجاه العلاجى على الاطفال الذي قد يصل الى تهديد حياتهم بالأعراض الخطيرة لنوبات الحساسية ضد الفول السوداني، إلا أنه يعطى أمل حول طرق جديدة غير تقليدية لأكثر أنواع نوبات الحساسية الغذائية انتشارا بينهم. وكانت الأبحاث قد اعتمدت على إعطاء فريق من الأطفال جرعات ميكروسكوبية شديدة الصغر من الفول السوداني بصورة يومية مع مراقبة الأعراض الجانبية التي قد يتعرضون لها والتغيرات التي تحدث فى الدم من جراء تناول هذه الجرعات. وأوضحت المتابعة أن 9 أطفال من المشاركين فى الدراسة استطاعوا التغلب على الأعراض الجانبية لتناول الفول السوداني وذلك على مدار أكثر من عامين، وهي مدة الدراسة، فى الوقت الذي نجح فيه طفلان فى التخلص نهائياً من حساسية الفول السوداني.