في أول رد فعل علني على خطابي أوباما ونتنياهو ، أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تمسكه بالمقاومة خيارا استراتيجيا لتحرير فلسطين ، قائلا :'' شعوب أوروبا مارست هذا الحق ضد النازيين كما مارسته أمريكا ضد الاستعمار البريطاني''.، و استنكر زعيم حركة حماس خالد مشعل عرضا اسرائيليا باقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح واعتبر انها ستكون بمثابة ''سجن كبير'' وقال ان الكفاح المسلح وحده يمكن ان يستعيد الحقوق الفلسطينية. وأضاف خلال خطاب ألقاه في دمشق أن المقاومة السلمية هى للنضال من أجل الحقوق المدنية وليس من أجل تحرير الأوطان ، مشددا على أن الاحتلال العسكري يجب التصدي له بالمقاومة العسكرية أما في حال الديكتاتورية والتفرقة العنصرية ، فإن النضال بوسائل سلمية يكون ممكنا . وفي تحليله لخطاب أوباما الذي وجهه للعالم الإسلامي من القاهرة في 4 جوان ، قال مشعل :'' نلمس تغييرا في خطاب واشنطن تجاه المنطقة والعالم الإسلامي ونبحث عن تغيير على الأرض ، نقدر لغة أوباما الجديدة تجاه حماس وهى خطوة أولى في الاتجاه الصحيح ، مستعدون للتعاون مع الجهود الدولية إذا ما توفرت الإرادة الأمريكية لإنهاء الاحتلال''. وتابع '' الصمود العجيب للشعوب الحية في المنطقة هو الذي أحدث تغييرا في خطاب واشنطن ، حديث أوباما عن تجميد الاستيطان أمر جيد ، ولكنه ليس كافيا ''. وخاطب أوباما قائلا :'' شعبنا الفلسطيني مازال يعاني كل أشكال القهر والذل والتهجير ، مصداقية الأفعال تبدأ بإعادة الإعمار ورفع الحصار". وأضاف أن الغرب يتحمل مسؤولية كبيرة عن التطرف والعناد الإسرائيلي، وقال :'' أوباما تجاهل الحديث عن المحرقة المتواصلة منذ عقود ضد الشعب الفلسطيني ''، وتساءل في هذا الصدد '' ما ذنب الشعب الفلسطيني في حدث جرى بالغرب ( الهولوكست ) واغتصاب أرض فلسطين لتأسيس وطن لليهود؟''. وبالنسبة لخطاب نتنياهو ، قال مشعل إنه كان واضحا جدا ، حيث ألغى كافة الحقوق الفلسطينية ، قائلا:'' نتنياهو قلب الطاولة على الجميع ''.وشدد على عدم التنازل عن دولة فلسطينية ذات حدود كاملة على حدود ما قبل 1967 ، ورفض مبدأ التوطين وخاصة في الأردن ، وأكد أنه لا بديل عن فلسطين إلا فلسطين ، كما أكد قدسية حق العودة لجميع اللاجئين وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ايد الهدف الأمريكي فى إقامة دولة فلسطينية لكنه قال انها ينبغي ان تكون منزوعة السلاح وان الفلسطينيين يجب ان يقبلوا بوجود اسرائيل كدولة يهودية. أما فيما يتعلق بالوضع العربي ، فقد أوضح مشعل أن الاعتدال الفلسطيني والاعتدال العربي لم يقابل إلا بمزيد من التشدد الإسرائيلي الذي أوصل نتنياهو وليبرمان إلى الحكم ، قائلا :'' ندعو الزعماء العرب إلي اعتماد استراتيجية فلسطينية وعربية جديدة تجمع بين السياسية والمقاومة وتفتح الخيارات في مواجهة الاحتلال ''. وبالنسبة للداخل الفلسطيني ، شدد مشعل على المصالحة الفلسطينية ، قائلا :'' أهميتها تنبع من كونها ضرورة وطنية لإنهاء الانقسام ، مشيرا إلى أن انتهاكات الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية التي بناها الجنرال الأمريكي دايتون هى العقبة الكبيرة أمام المصالحة ، وطالب في هذا أوباما بسحب الجنرال دايتون من الضفة الغربية وإعادته لبلاده، وفي ختام الحديث ، شدد على ضرورة إطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال ، وأشار إلى أن كافة الخيارات مفتوحة لتحريرهم .