سلسلة من التهديدات والإجراءات المتخبطة تبنتها القيادة الإسرائيلية في مسعي منها لحفظ ماء الوجه بعد إخفاقاتها الاستخباراتية والعسكرية أمام حزب الله الذي استطاع تحرير خمسة من أسراه بسجونها في مقابل رفاة جنديين إسرائيليين ,حيث دعت ''علانيةً'' إلى اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله, وعميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار في أول ظهور علني لهما, كما أرسلت الآف رسائل التهديد والوعيد لمواطنين عبر الهاتف, فضلاً عن محاولة تشويه صورة الأسرى المحررين ووصفهم ب''القتلة والمجرمين''. قال مسؤول إسرائيلي إن الدولة العبرية لم تلتزم بعدم المساس بنصر الله خلال صفقة تبادل الأسرى, وبالتالي يمكنها اغتياله في أي ظهور علني له، كما دعا شيمون شيفر الصحفي الإسرائيلي البارز إلى اغتيال الأسير المحرر سمير القنطار، قائلاً:'' إسرائيل ستصل إليه وستصفيه، وأجهزة مخابراتها لن يهدأ لها بال حتى يتم اغتيال هذا القاتل الحقير الذي لم يستنفذ الحساب معه حتى النهاية''. كما أكد عضو الكنيست الإسرائيلي آرييه الداد ''حزب همفدال'' أنّه بعد إعادة جثتي الجنديين تستطيع إسرائيل أن تحوّل هتاف النصر في لبنان إلى نواح وعويل''، وقال:'' إنّ مَن اختطف جنودًا أحياء ثم أعادهم جثثًا يستحقّ الموت'' ، كما أشارت صحيفة ''معاريف'' إلى أن إسرائيل أهينت لأن نصر الله ''سيرسخ صورته على انه القائد العربي الأول الذي حارب إسرائيل وهزمها''،وقالت:'' لا أحد باستثنائه, لا الحكومة اللبنانية ولا الجامعة العربية ولا الأممالمتحدة ولا الصليب الأحمر، لا احد أعاد مواطنا لبنانيا فخورا كان يهترئ في سجن إسرائيلي منذ 29 عاما''. كما قالت صحيفة ''إسرائيل اليوم'' إن التبادل بهذه الصورة يوجه رسالة سلبية الى الأعداء، ويدفعهم للاعتقاد بألا مصلحة لديه في الحفاظ على حياة الرهائن لأنه سيتلقى شيئا بالمقابل في جميع الأحوال حتى ولوتم تسليمهم جثثا أو أشلاءاً''. وأعربت الصحيفة عن خشيتها من انعكاس التبادل مع حزب الله سلبا على المفاوضات مع حركة المقاومة الاسلامية حماس للإفراج عن الجندي جلعاد شاليط الذي اختطفه كوماندوس فلسطيني على تخوم قطاع غزة في جوان ,2006 وقالت إن الإفراج عن القنطار سيشد من عزيمة حماس في مطالبة إسرائيل بالتخلي عن رفضها الدائم للإفراج عن فلسطينيين ''أيديهم ملطخة بالدماء اليهودية''، وقالت:'' الآن بات من الواضح للطرف الآخر ان شرط اليدين الملطخة بالدماء ضعف أيضا, هذا إن لم يسقط بالكامل''، وزاد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من جراح الإسرائيليين، عندما أكد أن الصمود والانتصار في حرب تموز جعل المقاومة تقف على أرض صلبة، وتواصل عملية تحرير الأسرى التي اكتملت بوصول عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار ورفاقه إلى وطنهم الأم سالمين. ------------------------------------------------------------------------ إسرائيل تخترق هواتف اللبنانيين وتحذرهم من التعاطف مع حزب الله ------------------------------------------------------------------------ في تطور لافت أعقب عملية التبادل بين إسرائيل وحزب الله، سجل خرق إسرائيلي واسع للشبكة الهاتفية في لبنان عبر رسائل مسجلة تضمنت تهديدات للمواطنين من مغبة التعاطف مع ''حزب الله''. وقال وزير الاتصالات اللبناني جبران باسيل:'' إن مئات الأشخاص في لبنان تلقوا رسائل تهديد عبر الهاتف الأرضي عبارة عن رسالة مسجلة تبدأ بالقول:''هنا دولة إسرائيل''.، وأفاد متلقون لهذه الرسائل أن التهديد يأتي بصوت رجل يتكلم العربية ويقول: ''هنا دولة إسرائيل ننصحكم بعدم التعاطف مع حزب الله وإلا سنوجه ضربة قاسية للبنان''.، وأوضح باسيل أنه وجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون احتج فيها على هذه الاتصالات الهاتفية، وأضاف:'' نعتبر ما حصل خرقاً للقرار .1701