ماماتو مانغالا كامارا عندليب موسيقى الماندينغ بمالي ومغني متميز يفضل المزج بين مختلف الأنواع الموسيقية المستقاة من التراث الموسيقي المالي الجد غني ونصوص هجائية توحي بالتفكير في مصير بلاده، وعكس فناني جيله فإن طفل كينيابي بمقاطعة كييس بمالي لم يكن معد سلفا ليصبح مغنيا وهو الذي يحب التصريح بأنه فضل هذا الاختيار بالرغم من رفض والدته المتمسكة بالتقاليد وعائلته تعود جذورها إلى قبيلة محاربين الفنان مانغالا كامارا الذي لا يقيم حدودا بين المسرح وحياته اليومية محاطا بأصدقائه في مكان يحب التردد عليه بالقرب من دار الثقافة بباماكو. ولا يشعر بأي حرج لدى علمه بأن الناس يضحكون عند سماع اسمه. وعبر مانغالا هذا الفنان الذي حقق مسارا فنيا مميزا وثريا بصراحة ''يجب أن يتضمن المجتمع أفرادا غريبي الأطوار وأنا أنتمي لهؤلاء''، مضيفا ''على المجتمع أن يقبل بدوره وجود مانغالا''. ولعدم انتمائه لفئة الشعراء المتجولين قام مانغالا بتكوين مساره الفني بنفسه من خلال فرض نفسه في وسط عائلته أولا قبل التوجه إلى باماكو، حيث تتميز الساحة الفنية بمنافسة كبيرة وسط عمالقة الفن المالي مثل علي فاركة وتوري وساليف كيتا الذين رفعوا بهذا الفن إلى درجة مرموقة صعبة المنال. وبعد اكتشافه من طرف الفنان ساليف كايتا التحق مانغالا بفرقة ''السفراء'' لينشط رفقتهم حفلا بالجزائر سنة 1987 بمناسبة إحياء عيد الاستقلال الوطني. وسمح له منفاه إلى باريس بالتعرف إلى ألمع الأسماء مما فتح له الطريق لإنشاء فرقة موسيقية مع آلان لوكوانت المسماة فرقة ''دونكي'' وبعد إصداره لألبومه الأول الذي يحمل عنوان ''باريس-باماكو'' عاد الفنان مانغالا إلى الأصل ليكتشف مدى انتشار أنغام البلوز التي تميز بلاده الذي سمحت للفنان علي فاركا بفرض نفسه كسفير في العالم، وجاء ألبومه الأخير ''مينيي منيي'' الصادر في نوفمبر 2006 بمثابة نداء لرؤية ذاته في المرآة والتدقيق في الغرور البشري.