افتتحت أول أمس بالمعهد الوطني العالي للتكوين في علوم وتكنولوجيات الرياضة بالجزائر فعاليات الملتقى الدولي ''المسرح الإفريقي بين الأصالة والمعاصرة''، المندرج ضمن فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بالجزائر. وأوضح مرزاق بقطاش رئيس الملتقى ان هذا المهرجان فرصة لتوحيد الثقافة الافريقية على أرض الجزائر، مذكرا أن المهرجان الافريقي الثقافي الثاني الذي يعود بعد غياب 40 سنة جاء ليبحث عن كل مايتصل بالتراث الافريقي المنقول في مجال المسرح الافريقي وبنظرة إفريقية محضة. وأكد ابراهيم نوال محافظ المهرجان الدولي للمسرح ان هذا الملتقى يعيد طرح التساؤل بخصوص التراث المسرحي الافريقي و''الجزائر عازمة من خلاله ان تكون ارضية لإعادة بعث العلاقات الافريقية في مجال المسرح''. منور من الجزائر: الشفاهية في مسرح سيزر تؤكد خطر الديكتاتورية في إفريقيا تطرق احمد منور في مداخلته ''مأساة الملك كريستوف'' لايمي سيزر بين التقاليد المسرحية الكلاسيكية والموروث الشفهي الإفريقي الى اهم مواقف زعيم فلسفة الزنوج الذي عرف بتنديده لقانون 23 فبراير2005 الذي اصدره الدستور الفرنسي والقاضي بتمجيد الاستعمار، كما عرف بموقفه الرافض للرئيس ساركوزي لذات السبب وكان يتحدث دائما عن ضرورة إحياء الثقافة الافريقية عن طريق العمل وهذا ما حاول أن يبرزه من خلال العمل المسرحي ''ماساة الملك كريستوف'' والتي تروي أحداثا وقعت في جزيرة هايتي قام خلالها كريستوف بالثورة واستطاع أن يستولى على السلطة في هايتي ولكنه لم يكن متجاوبا مع شعبه لأنه كان يطلب منهم العمل ليل نهار يقول منور. ''وهو بهذا الموقف يريد أن يشير إلى خطر الديكتاتورية في افريقيا وكيف يمكن أن تجهض المشروع الوطني في سبيل محاربة الاستبداد''. كليمونت من ساحل العاج: ضرورة المحافظة على الحكاية كموروث ثقافي في ظل اختفاء الحكاة من جهته أبرز بوسونا اني كليمونت من ساحل العاج خلال مداخلته حول ''اى حكاية لاي شفاهية الكوتيفوار نموذجا''، إلى أن المشكلة الواقعة بين الحكاية والشفاهية وكيف نحافظ على الشفاهية في الحكاية مع إبقاء هذه الاخيرة في تميزها وكيف نواجه خطر فقدان روحها من خلال نقل الحكاية بين شخص وآخر. هناك تنوع للحكاية في الكوت تيفوار تستند للشفاهية الافريقية لكن نجد أنفسنا أمام انفصال الاثنيات التي تسكن وسط وشرق الكوتيفوار لذا يجب المحافظة عليها في ظل اختفاء الحكاة. الملياني من الجزائر: على المسرح أن يتكفل بمسألة اختلاف اللغات أعرب حاج الملياني من الجزائر عن أن مسالة الشفاهية اصبحت تشكل مصدر قلق لديه وأن كثيرا من الثقافة الافريقية المنقولة تقلصت إلى اشياء فولكلورية رغم انها اعمق من ذلك، وأوضح أن الاشكال هو كيف نفهم الآخر من خلال لغته لذا على المسرح أن يتكفل بمسالة اللغة. نجويا من الكاميرون: ضرورة إحياء ''القريوقوان''هذا وتناولت الأميرة ربياتونجويا من الكاميرون بعض الأشكال التعبيرية المسرحية القديمة مثل ''القريو''، ''قوان'' الذي يصل عمره إلى 600 ألف سنة، وهو أحد التجمعات الثقافية لشعب المامو، وأصبح منذ سنة 1994 ينظم بشكل دوري واعتبرته ربياتو ''مظهرا ديموقراطيا على الطريقة الإفريقية''.