ومن أبرز وأخطر ما يهدد الإنسان في فصل الصيف هو ضربات الشمس التي تودي بحياة العشرات سنويا. وبهدف إلقاء الضوء على مختلف أمراض الصيف والارتفاع الشديد في درجات الحرارة الذي تشهده بلادنا هذه الأيام، استطلعت ''الحوار'' آراء الأخصائيين والمرضى الذين تعج بهم أقسام الاستعجالات لتوضح مخاطر التعرض الخاطئ لأشعة الشمس والرطوبة العالية، وتفيدكم بأساليب ووسائل تجنب الأمراض الصيفية التي لها مضاعفات خطرة قد تصل إلى حد الوفاة، كما هو الحال في ضربة الشمس. إذا ظهرت على أطفالكم علامات كالقيء أو الإسهال أو الجفافسارعوا إلى الطبيب الأخصائي ولا تتهاونوا مع ضربات الشمس يعاني الأطفال بصفة خاصة من تداعيات ارتفاع درجات الحرارة، وتزداد معاناتهم إذا لم تحسن الأم التعامل مع خصوصية هذا الفصل في كل ما يخصهم من عناية واستحمام منتظم ورقابة على الأكل. وأهم من كل ذلك تجنب تعرضهم لضربات الشمس لما لها من خطورة على صحتهم لأنها، حسب الأخصائيين، تودي بأرواح العشرات من الأطفال إذا بالغوا في التعرض لها دون رقيب. توضح الدكتورة فتيحة بن براهم، طبيبة أطفال، الأمراض التي يزيد انتشارها بين الأطفال خلال فصل الصيف وأهمها ضربة الشمس، الإسهال الصيفي، التسمم الغذائي، كذلك التهابات الجلد الجرثومية، الحمو الجلدي، وشلل الأطفال. وتضيف: إن انتقال الأمراض صيفاً يتم بواسطة الأطعمة والمثلجات الملوثة، الخضراوات والفواكه غير المغسولة جيداً، الماء الملوث، ووضع الأطفال أيديهم في أفواههم خاصة بعد اللعب. أما بالنسبة للأمراض الجلدية التي يصاب بها الأطفال في فصل الصيف، فتوضح أن الأطفال الرضع هم الأكثر تعرضاً لمثل هذه الأمراض خاصة ما يسمى حمو الجلد (الحرارة)، وذلك بسبب زيادة إفراز العرق استجابة لارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي يؤدي الى انسداد منتجات الغدة العرقية مؤدية لظهور طفح بشكل حبيبات ناعمة حمراء بحجم رأس الدبوس، وذلك في الأماكن المعرضة لاحتكاك الملابس خاصة غير القطنية لأنها تمنع امتصاص العرق وتزيد حرارة الجسم مؤدية إلى حكة موضعية. وينصح، في هذه الحال، بإجراء حمام يومي للرضيع باستخدام الماء والصابون مع ارتدائه الملابس القطنية التي تساعد على امتصاص العرق وتبريد الجسم الى جانب رش بودرة على جسم الرضيع. وتتابع: هناك أيضاً إصابة جلدية تكثر بين الأطفال ما بين 5 - 7 سنوات على شكل فقاعات مغطاة بقشرة صفراء سميكة، سببها يسهل الوقاية منه عبر النظافة الشخصية والتقليل من تناول السكريات. وتشير الدكتورة إلى انه في فصل الصيف تكثر الإصابات المعدية بالحمى المعوية كالتيفوئيد أو الباراتيفوئيد والتي تنتقل من خلال تلوث الطعام، ومن أعراضها فقدان الشهية وارتفاع الحرارة والصداع والتعب الشديد وكذلك آلام في البطن، وأحيانا الغثيان. كما أن المريض قد يصاب بالإمساك. وتنصح المواطنين بمراجعة الطبيب في حال ملاحظة أي من التغيرات التالية على أطفالهم كالتغير في عدد مرات التبرز أو كميته أو لونه أو طبيعته خاصة إذا كان معه دم، ارتفاع الحرارة أكثر من 5.83م درجة مئوية. إسهال متواصل لأكثر من ثلاثة أيام، قيء متواصل بحيث لا يستطيع الطفل إبقاء أي طعام في معدته، علامات جفاف شديدة مثل جفاف الفم، ونقص التبول. أو علامات اختلاط ذهني. الماء والعصائر الطبيعية لمحاربة جفاف الأطفال كما تكثر إصابة الأطفال بالجفاف لعدم اكتراثهم بالعطش. وعليه فإن لاحظت أعراضا مثل شعور طفلك بالضيق أو العصبية، الدوار، الغثيان، ألم في المعدة، سرعة في التنفس، جفاف في العينين، فقد تكون تلك أعراض الإصابة بالجفاف. ويجب عدم الاستهانة بأضرار نقص كمية الماء في الجسم عن النسبة الطبيعية لأن تأثيره يكون على وظائف جميع أجهزة الجسم. والأمثلة على التأثيرات السلبية للجفاف كثيرة، فمنها تأثيره على الجهاز العصبي ومنه قلة الوعي، وتأثيره على الجلد بجفافه وتجعده، كما يسبب ارتفاع عدد ضربات القلب مع قصر النفس لعمل الرئة بشكل مضاعف للحفاظ على نسبة الأكسجين في الجسم. والتأثير الأخطر للجفاف هو عند وصوله للتأثير على الدورة الدموية، فتزداد حموضة الدم وتتكون فيه الغازات والفقاعات الهوائية، مما قد يسبب الوفاة.لذا فسارعي إلى تزويد طفلك بجرعات منتظمة من الماء أو محلول لمعالجة الجفاف، مع إبعاده عن الحر بوضعه في الظل أو التكييف. وإذا لم يشعر بتحسّن فالجئي للطبيب. وللوقاية من مشكلة الجفاف، تأكدي من شرب طفلك كوباً من الماء في بداية اليوم ومن وقت لآخر طوال اليوم. ويمكن الاستعاضة بالسوائل كعصير الليمون والحليب. لا تنسي القبعة والكريمات لوقاية الطفل من الشمس احرصي على ارتداء طفلك قبعة عند خروجه بالنهار، مع إبعاده عن أشعة الشمس المباشرة قدر الإمكان لتفادي أضرار الأشعة فوق البنفسجية. لذا، ينصح بأن يغطّى الرأس والجزء الخلفي من الرقبة، وبدهن كريم مقاوم للماء للوقاية من الشمس وبعامل حماية مرتفع 15 أو أكثر قبل الخروج من البيت بنصف ساعة. وقد أكد الخبراء أهمية وضع كريم طبي واق من الشمس مخصص للأطفال ابتداء من عمر ستة أشهر. وكلما زادت درجة الحماية من الشمس كان أفضل، وللعلم توجد عوامل حماية تصل الى 100 بالمائة. ويجب تجنب تعريض الأطفال للشمس خلال فترة ذروتها من الثانية عشرة ظهراً وحتى الرابعة عصراً. وإذا أصيب طفلك بحروق جلدية جرّاء ضربة الشمس، فقدّمي له الماء واجلسيه في مكان مكيّف أو اعطِه حماماً بارداً، أما عند ظهور الفقاقيع او التجعد في جلده فأسرعي به إلى الطبيب. الحذاء ضروري لتجنب الجروح يهوى الأطفال اللعب حفاةً صيفاً، مما يزيد فرصة إصابات القدمين، لذلك احرصي على ارتداء طفلك حذاء مطاطيا وجوارب قطنية عند اللعب خارج البيت، وإذا لم يرغب فيمكن ارتداء صندل مفتوح. وإذا أصيبت القدم بجروح، فنظّفي الجرح بالماء والصابون ثم اربطيه برباط نظيف الى حين وصولك للطبيب. ولاحظي علامات الالتهاب والاحمرار، الاحتقان والتورم. وتبعاً لشدة الجرح، فقد تحتاجين لتغيير الرباط والدهانات لمرتين أو ثلاث يومياً. ومن الأفضل ارتداء الطفل حذاء مفتوحا أو بقياس أكبر من مقاسه. مع ارتداء جوارب قطنية تمتص العرق، لأن العرق قد يلوث الجرح أو يسبب التهابه. احمي طفلك من النزلات المعوية وتبدأ غالبا بإسهال قد يصاحبه قيء مع ارتفاع في درجة الحرارة. وغالبا ما يسببه فيروس (فونا) الذي يصيب 40 من الأطفال بالإسهال، أو قد يكون فيروس السالمونيلا هو السبب. والسبب الرئيسي للإصابة هو عدم اهتمام الأم بنظافة طفلها، أو إهمال علاج بعض الأمراض التي يصاحبها الإسهال، مثل التهابات الأذن الوسطى أو اللوزتين. لذلك على كل أم أن تقوم بالإسعافات الأولية لطفلها عند الإسهال بإعطائه محلول معالجة الجفاف، ثم الذهاب فورا لاستشارة الطبيب. وللتنبيه، فاستمرار الإصابة بالإسهال يصيب الطفل بالدوخة، وعدم التركيز والعصبية الزائدة، ومن المفيد جدا تغذية الطفل بالوجبات المساعدة مثل الزبادي والأرز والبطاطا المسلوقة. إضافة إلى ضرورة غسل اليدين جيدا قبل إعداد وجبات الطفل، والعناية بنظافة أدوات الأكل ومحيط الطفل. نصائح هامة للأولياء لا تدعي طفلك يتعرض لأشعة الشمس لساعات طويلة. احرصي على شرب طفلك السوائل بكثرة، وعلى فترات طوال اليوم. راقبي علامات ضربة الشمس، وأسرعي في علاجها (شرب الماء وتبريد الجسم). احرصي على دهن جسم الطفل بكريم طبي خاص للحماية من الشمس، وبخاصة في أيام النشاطات الخارجية النهارية. خفّفي من النشاطات البدنية لطفلك وخصوصاً عند اشتداد درجات الحرارة. دعي طفلك يجلس في غرف مكيّفة ومتجدّدة الهواء. احرصي على اختيار المأكولات وعلى نظافة المطاعم. احرصي على ارتداء طفلك ملابس قطنية لتمتص العرق. أكثري من تقديم الفاكهة لطفلك للحفاظ على حيويته ورطوبته. يفضل أن تحمي طفلك صباحاً ليبدأ يومه بنشاط، ومساء للتخلص من العرق والجراثيم. مصلحة الأمراض التنفسية تحصي أكثر من 40 حالة يوميا وتدعو المواطنين إلى توخي الحذر