تروي الآنسة "مليكة•ن" أنها تعرضت الصائفة الماضية إلى الإصابة بفطريات حيث لاحظت بقعا سمراء على كتفها "في البداية لم أول الأمر أي اهتمام لكن البقع أخذت تنتشر على مستوى الذراع الشيء الذي سبب لي إحراجا عند ارتداء ملابس الصيف"• أما السيد "عصام" من مدينة بجاية التقيناه في متجر للأثاث بالعاصمة أخبرنا أن ابنه تعرض مؤخرا لحروق شمس من الدرجة الأولى نتيجة تعرضه لأشعتها على شاطئ البحر ألزمته البقاء في المنزل مدة أسبوعين مع تلقيه علاجا لتلك الحروق• يقول الدكتور محمد أوغانم، أخصائي أمراض جلدية، إن الجراثيم والبكتيريا والفطريات تنتشر بصفة ملفتة للنظر في فصل الصيف الذي يتميز بالحرارة والرطوبة، وهي عبارة عن فطريات موجودة أصلا على جسم الإنسان، لكن هناك بعض الأشخاص لديهم استعداد بنيوي أو وراثي لتتحول هذه الفطريات مع ارتفاع درجة الحرارة والتعرق الزائد والرطوبة إلى فطريات تؤدي لتغير لون الجلد• التنقل من الجو الحار إلى البارد المكيف يسبب الاكزيما ويضيف الدكتور أن هذه الفطريات غير معدية لكن منظرها مزعج، وهي ناتجة عن تأثير الشمس• وتعد هذه إحدى الحالات الجلدية الشائعة صيفاً والتي تحتاج إلى علاج ومتابعة متواصلين• ومن الحالات الشائعة كذلك في الصيف، الأكزيما وحالات الحساسية الجلدية، وتنتشر بشكل كبير في الجو القاسي، سواء البارد جداً أو الحار جداً• فالجسم حسب ذات المتحدث يتكيف ويتأقلم مع طبيعة الجو عن طريق الجلد بالتعرق وفتح المسامات الجلدية وإفراز الدهون بشكل كبير، والمشكلة في الأكزيما هو التغير السريع في الجلد بالانتقال من الجو الحار إلى البارد المكيف، فهذا التغير السريع يحدث نوعاً من الاختلال، بحيث لا يستطيع الجلد أخذ الوضع المناسب فيحدث نوع من التفاعل تنتج عنه الأكزيما، ولهذا السبب يتهيج في موسم الصيف• وتنتشر في فصل الصيف حسب الدكتور أوغانم كذلك الأمراض الجلدية المعدية إذ تظهر بعض الأمراض بسهولة وتنتج عن بعض أنواع الفيروسات التي قد تنتقل من شخص لآخر عن طريق المسابح، وتظهر على شكل فقاعات صغيرة على الجلد ثم تكبر وتنتشر في مناطق مختلفة من الجسم، والإصابة بها تستوجب علاجا مستعجلا• ولفصل الصيف الحار بعض التأثيرات على الجلد ومنها الحروق الجلدية التي تظهر فجأة بعد التعرض المفاجئ للشمس خلال فترات طويلة، حيث تظهر تلك الحروق على شكل احمرار حاد في الجلد مع حرقان شديد أحيانا وارتفاع في درجة الحرارة وشعور بالغثيان أو قيء وتنتهي بتقشر الجلد• التعرض المفرط لأشعة الشمس يسبب صدمات عصبية من بين سلبيات التعرض المفرط لأشعة الشمس حسب الدكتور أوغانم حروق الجلد التي تعتبر أكثر الاصابات انتشارا في فصل الصيف، يتسبب فيها التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الذروة والمسؤول عن هذه الحروق أشعة "بيتا"، ويبدأ تأثيرها بحدوث احمرار في الجلد بعد أربع إلى ثماني ساعات من التعرض للشمس، ثم تؤدي إلى تقرحات وتكوين فقاقيع في الجلد وتكون مصحوبة أحيانا بقشعريرة تعرف عند العامة باسم "رعشة" وكذلك يصحب ذلك ارتفاع في درجة الحرارة وغثيان وقد تصل إلى صدمة عصبية وإغماء في الحالات الشديدة• من جهة أخرى تتسبب أشعة الشمس بالإصابة ببعض أنواع سرطان الجلد والذي يحدث نتيجة التعرض الشديد ولفترات طويلة لأشعة الشمس الحارقة• هذا إلى جانب إصابة الجلد بعدة أمراض مثل بعض أنواع الطفح الجلدي نتيجة التعرض للشمس ويظهر على المناطق المعرضة للشمس مثل الوجه واليدين، وتظهر بعد 24 ساعة من التعرض للشمس بقع صغيرة بنية أو سوداء اللون وتظهر في الأماكن المعرضة للشمس من الجسم مثل الوجه والعنق والأكتاف وظهر الأيادي وتظهر في الصيف وتختفي في الشتاء• الحذر والوقاية للتعايش مع الحرارة المرتفعة في هذا الصدد ذكر الدكتور أن توخي الحيطة والحذر خلال موسم الصيف ضروري بغية التعايش مع الحرارة المرتفعة جدا واشتداد أشعة الشمس، خاصة وأن درجة حرارة جسم الإنسان تضطرب في حال ارتفاع درجة الحرارة الخارجية بنسبة كبيرة مع ازدياد الرطوبة التي تقلل من فعالية العرق في خفض درجة حرارة الجسم• أما حروق الجلد فيمكن الوقاية منها عن طريق عدم التعرض للشمس إطلاقا واستعمال حمام بالماء البارد والإكثار من شرب السوائل وتجنب تناول المأكولات الساخنة، اضافة إلى استعمال كريمات الوقاية من أشعة الشمس كل ساعتين وتفادي السباحة في أوقات الذروة التي تبدأ من العاشرة صباحا إلى الرابعة زوالا• ويضيف المتحدث أنه يتوجب على كل شخص عنده استعداد للتأثر بالفطريات أن يستخدم بعض المستحضرات والشامبوهات الطبية لفترة بسيطة وتجنب الجو الخانق والرطب•