أكد رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض الصدرية والسل، الأستاذ سليم نافثي، أن الجزائر تسجل سنويا بين 20 الى 25 ألف حالة سل من بينها 15 ألف حالة خارج الرئة. وقال الأستاذ نافثي إنه من بين 15 ألف حالة سل خارج الرئة نسبة 30 بالمائة من هذه الحالات هي سل الغشاء المحيط بالرئتين، أي ما يمثل بين 3 الى 4 آلاف حالة سنويا. ذكر البروفيسور نافثي أنه من بين العوامل المؤدية الى سرطان غشاء الرئتين، مادة ''الاميونت'' التي تستعمل في البناءات والورشات البحرية. ويصنف هذا النوع من السرطان، حسب المختص، ضمن الأمراض المهنية الخطيرة التي تؤدي الى الوفاة خلال السنة الأولى من الإصابة. وركز البروفيسور نافثي على الإصابة بتسلل الهواء الى غشائي الرئتين الذي ينتشر بكثرة بالجزائر وله علاقة مباشرة بالإدمان على التدخين، حيث تسجل سنويا بين 5 الى 10 آلاف حالة. واعتبر البروفيسور أن كل هذه الأمراض المذكورة من بين الأمراض الثقيلة والمكلفة والتي لا يمكن علاجها في العديد من الحالات إلا بواسطة الجراحة، كما أنها معقدة وغالبا ما تؤدي الى الوفاة. للإشارة فان الغشاء المحيط بالرئة يلعب دور الواقي للرئتين ويساعد على التنفس ويحمي الرئة من الانكماش وإذا تعرض الى إصابة ما سيشكل خطورة على صحة الإنسان. وأضاف البروفيسور نافثي رئيس قسم الأمراض التنفسية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن أمراض الرئة متنوعة منها الالتهابات الجرثومية والأمراض الشعبية مثل الربو والأورام، ومنها ما يصيب الرئة، وما يصيب أغشية الرئة، وأعراضها تختلف حسب نوعها، لكن أغلبها تسبب صعوبة في التنفس والسعال، وأحيانا آلاما في الصدر. ولتجنب الوقوع فيها وجب الاهتمام بالصحة العامة، والامتناع عن التدخين، والابتعاد عن المصابين بالأمراض المعدية كالسل وغير. 3500 حالة سرطان رئة سنويا يعتبر سرطان الرئة ثاني أكثر أمراض السرطان انتشاراً بين النساء بعد سرطان الثدي, وبين الرجال بعد سرطان البروستات، وعدد الوفيات نتيجة لسرطان الرئة هو الأكثر من بين جميع أمراض السرطان. تسجّل الجزائر أكثر من 3500 حالة سرطان رئة جديدة سنويا، وهو المرض الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية في وفيات الأشخاص في البلاد، حسب ما ذكره البروفيسور نافثي الذي أكد أن التدخين سجل لدى 90 بالمائة من المصابين بسرطان الرئة، كما أنه العامل الرئيسي في الإصابة بهذا النوع من السرطان. ويأمل الدكتور نافثي سليم في وضع مخطط وطني لمكافحة السرطان والمتضمن مكافحة التدخين بإشراك كافة المؤسسات الرسمية للوطن من اجل تنظيم وعلاج وتكفل أحسن بمرضى السرطان، مضيفا أن التدخين في الجزائر يكون في سن صغيرة جدا وهو ما يعني التنبؤ بتسجيل حالات جديدة دائما في المستقبل، لأن تأثيرات التدخين لا تظهر إلا بعد ثلاثين سنة. وفيما يخص العلاج، صرح الدكتور نافثي أن لا وجود لدواء سحري لمكافحة تأثيرات التدخين وتبقى الجراحة الحل الوحيد الفعال، وألح على ضرورة التشخيص المبكر الذي يسمح بإجراء عمليات جراحية للمريض في أحسن الآجال وبحظوظ اكبر للمريض في الشفاء، وأضاف أنه يتوجب على المريض الذي يتعرض للأعراض التي تؤشر على الإصابة أن يبادر بعرض نفسه حين ظهورها على طبيب عام يوجهه نحو اختصاصي الأمراض الصدرية الذي يباشر فحصه بصفة أكثر تدقيقا، مع إخضاعه للأشعة الصدرية التي تشخص الحالة. وهذا يسمح بالكشف المبكر عن الإصابة، وبالتالي تلقي العلاج قبل بلوغ المرض مرحلة متقدمة. وعن أعراض الداء، أكد لنا البروفيسور نافثي أنها ممثلة عادة في السعال المصحوب بصعوبة التنفس، إلى جانب آلام صدرية. وعن أنواع السرطان التي تصيب الجهاز التنفسي، علاوة على سرطان منطقة ما بين الرئتين وغيره، أكد لنا البروفيسور أن سرطان الرئتين يأتي في الصدارة، ويعتبر كذلك أول سرطان عند الرجل بالجزائر، حيث يحصي 3500 حالات جديدة سنويا. مع الإشارة إلى أن 80 بالمائة من المصابين يتوفون في الخمس سنوات التي تلي الإصابة، وهو ما يجعله مشكلا للصحة العمومية. كما أن احتمالات الإصابة بمرض السرطان بين المدخنين أعلى بكثير منها بين غير المدخنين.