أكد الطبيب البيطري عبلاشي أن العديد من الجزائريين الذين يهتمون بتربية الحيوانات الأليفة لا يقومون بعرضها على الطبيب البيطري ويهملون العناية بصحتها، حتى وإن كانوا يعلمون تماما أنها معرضة للإصابة بنفس الأمراض التي تصيب الإنسان وأنها بحاجة لتلقي العلاج في الوقت المناسب خاصة الصغيرة منها، كالقطط والعصافير. تعج محلات بيع الحيوانات الأليفة بالأطفال المرفقين في معظم الأحيان بأمهاتهم، فكل واحد منهم منهمك في مشاهدة حيوانه المفضل، ليلطلب في النهاية من والدته أن توافق على أن يقتني واحدا ليربيه، وبعد إصرار وإلحاح شديدين توافق لكن بشروط كأن يشرف بنفسه على إطعامها ونظافتها، مستعينا في ذلك بتوجيهات البائع. يتحصل الأطفال في فترة ما بعد ظهور نتائج الامتحانات على حيوانات أليفة كهدية كانوا قد وعدوا بها حال نجاهم في الحصول على نتائج جيدة، فتكون فرحة ذلك الطفل بهديته كبيرة، ويستمر في المحافظة عليها بالاعتناء بها إلى أن يتعب ويمل من نفس الروتين اليومي في تقديم الطعام وتنظيف القفص أو الصندوق متسببا بإهماله إياها بعد فترة معينة في إصابتها ببعض الأمراض التي قد تؤدي فيما بعد إلى وفاتها، فيما يبقى العديد منهم وفيا لحيوانه جاعلا منه أفضل أصدقائه ويكبر حب الاعتناء بالحيوانات الأليفة في نفسه يوما بعد يوم. فيكي، راكس، الزاهي ... يدللها أصحابها كالملوك يهتم الكبار بحيواناتهم الأليفة أكثر من الصغار ويدافعون عنها ويحمونها من كل خطر، فتشغل جميع أوقات فراغهم. ونماذج الحيوانات الأليفة التي تعيش لدى أصحابها عيشة الملوك والأثرياء كثيرة كما هو حال القط فيكي والكلب راكس والعصفور الزاهي فهي فعلا حيوانات مدللة لا يرضى لها أصحابها أن تتألم أو تتعذب أبدا. تحظى هذه الحيوانات بالرعاية اللازمة التي يحتاج لها أي حيوان أليف آخر، لكنها تحظى أيضا بحب أصحابها لها ما جعل منها حيوانات مميزة وتتمتع بهامش من الذكاء، حيث تكيف هذه الحيوانات خاصة القط فيكي مثلا مع طريقة عيش أصحابها، فلقد اكتسب فيكي مهارات كبيرة كقدرته على فتح أبواب الغرف وهي مغلقة وإحضار لأصحابه أشياء سمع أحدهم يطلب من الآخر إحضارها له من الغرفة المجاورة، وكأنه ذكي أو كما يقال بالعامية ''مربي''، ما يجعله الحيوان المدلل للعائلة، فيحظى بنوعية أكل جيدة وعناية صحية فائقة، فلا يهمل أصحابه نظافة غذائه بل ويقدمون له نفس نوعية اللحم الذي يتناولونه وفي نفس الوقت الذي يتناولونه فيه الوجبات فلا يتقبلون أن يحصل على طعامه بعد أن ينتهوا هم منه، كما أنهم لا يرضون أن يتناول طعامه في غرفة أخرى غير غرفة الطعام التي يتواجدون بها، فهو فعلا يحيا حياة الملوك بنومه فوق سريرهم أيضا. بينما الكلب راكس فهو مدلل جدا فصاحبه يخصص وقتا كبيرا لملاعبته وإخراجه في نزهات وأيضا في إعداد طعامه، حيث يرفض أن يقدم له فضلات أو بقايا الطعام كما اعتاد أصحاب الكلاب عليه، وإنما يتكبد عناء طبخ المعكرونة أو الأرز يوميا ويضيف لها اللحم المفروم أو لحم المعلبات الخاصة بالقطط والكلاب وكل هذا من مصروفه اليومي الذي يتحصل عليه من طرف والده فهو لا زال في مرحلة تربص للحصول على شهادة ميكانيك السيارات. ولا يقل الاهتمام الذي يحصل عليه العصفور الزاهي عن ذلك الذي يحصل عليه القط فيكي والكلب راكس، حيث ينظف صاحبه قفصه يوميا ويقدم له حبوبه الخاصة والماء، ويزيد من إكرامه اكثر بتقديم له بعض قطع الفاكهة فهو من عشاق أكل الفواكه، كما يقدم له الحلويات المهروسة فهو يحب مذاق الدقيق الحلو، كما يحصل على نصف بيضة مغلاة وورقة خس، وكسكسي أو جزر مبشور ملون بالملون الغذائي الأحمر، وكل هذا على فترات متقطعة من النهار، لأن صاحبه رجل متقاعد يمضي وقت فراغه في مشاهدته والاعتناء به وأيضا الاستماع لصوته الشذي، فهو العصفور المدلل من بين مجموعة كبيرة من العصافير باختلاف أنواعها. التسممات الغذائية تطال الحيوانات الأليفة صيفا أكد الطبيب البيطري عبلاشي في لقاء ل ''الحوار'' أن الجزائريين لا زالوا يفتقرون لثقافة الاعتناء بحيواناتهم الأليفة، حيث يهمل العديد من مربيها نظافة غذائها أو حتى تقديم لها الماء في فترات الحرارة فيتسببون لها في الجفاف مثلما يحدث لدى الأطفال الصغار، أو في موت بعضها كالعصافير مثلا إّذا ما نسيت معرضة لأشعة الشمس لفترات طويلة. ومن بين الأمراض الأخرى التي تصيب الحيوانات الأليفة صيفا، قال البيطري، التسممات الغذائية، حيث يقدم بعض أصحاب الحيوانات لها خاصة القطط والكلاب بقايا الطعام والتي تكون قد تأثرت بعامل الحرارة، وهي غالبا أسباب عرضهم حيواناتهم عينا في فصل الصيف، فتكون فرصة لنقوم بتطعيمها وحث أصحابها على الاهتمام أكثر بحالتها الصحية مستقبلا.