كشف البروفيسور مساطة، دكتور معالج بمصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، أن العدد المسجل سنويا للمصابين بداء الحمى المالطية بالجزائر هو 8 آلاف شخص، بمعدل 24 حالة بين 100 ألف نسمة، في حين وصل عددهم على المستوى العالمي إلى 500 ألف مصاب، وقال إن هذا المرض نجده أكثر شيوعا في البلدان الإفريقية والفقيرة بعد أن تمكنت الدول المتطورة من تجاوز مرحلة الخطر التي يسببها، في حين لا تزال القارة السمراء تعاني من سوء التحكم فيه• يصيب جرثوم الحمى المالطية العاملين بقطاع الفلاحة كالفلاحين والمربين وكل من له صلة بالأبقار والماعز وتحويل حليبهما، كما أن البياطرة الذين هم على احتكاك دائم بالحيوانات الثديية يعدون الأكثر عرضة للإصابة به بدرجة كبيرة• وتعرف الجزائر ارتفاعا في عدد المصابين بالطريقة المباشرة، حيث ينتقل الفيروس من الحيوان إلى الإنسان، أو بين الحيوان والحيوان لينتقل بعدها إلى الإنسان عن طريق الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب أو حتى بعض الحيوانات الصغيرة على غرار الجرذان، كما يلتقطه الأطباء البياطرة عن طريق لمسهم لثدي البقرة، ومن خلال عملية الفحص أو المتابعة اليومية لمربي الأبقار وموزعي الحليب، خاصة وأن الكثير منهم يهمل لبس القفازات وواقي اليدين المخصص للبياطرة• وهناك طريق أخرى تعتبر سريعة جدا في انتقال المرض كشرب الحليب الذي يحلب من البقرة مباشرة دون تغليته، أو ذلك الذي يوزع من قبل المربين إلى المستهلكين دون تعقيم أو مراقبة من المصالح الفلاحية المتخصصة أو المديريات الولائية• وأشار في سياق حديثه إلى أن نسبة 30% من الحليب الذي يتم استهلاكه بعد جمعه من قبل مصانع ومؤسسات إنتاج الحليب وتوزيعه حامل للجرثوم، حسب الدراسات والتحاليل التي قامت بها الفرق الطبية المختصة، إلى جانب استهلاك الجبن بالطرق التقليدية، حيث تعمد بعض العائلات الجزائرية، التي تعيش في الأرياف وبعض المناطق الصحراوية، إلى صناعة الجبن في المنزل دون الأخذ بمعايير التعقيم، كما أن تناول لحومها دون طهيها بطريقة جيدة تؤدي للإصابة بالمرض• ويكثر هذا المرض خصوصا في فصل الربيع، حيث يسجل أكبر عدد من المصابين الذي يتزامن مع فترة ولادة البقر والماعز، مما يستدعي عناية خاصة واحتكاكا دائما بها، مشيرا إلى أن الإحصائيات أثبتت أن ولايتي الجلفة وبسكرة تحتلان الصدارة من حيث عدد المصابين بالمرض على المستوى الوطني• وقد أضاف البروفيسور مساطة أن داء الحمى المالطية الذي استفحل بالقارة السمراء يعتبر مشكلا عويصا، كما أن أكثر الإصابات بالأمراض المعدية في العالم يحتلها هذا الداء، وهو ما يفرز مشاكل على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، كما أن اللقاح المضاد لهذا الداء تغير مصدر الحصول عليه بسبب توقف الشركات الفرنسية التي كانت رائدة في إنتاجه، بعد أن قضت عليه فرنسا بشكل كبير وحاصرته، إلى جانب اليقظة والوعي الكبيرين لدى البياطرة ومربي الأبقار عندهم، وهو ما جعل العلاج الوحيد للمرضى الجزائريين هو المضاد واللقاح الصيني والروسي• وأكد المتحدث أن الداء قد يؤدي إلى الوفاة أحيانا بعد انتقال العدوى، ومن مضاعفاته ارتفاع الحرارة بدرجة كبيرة مع التقيؤ والشلل المؤقت• وعن طريقة علاجه، كشف محدثنا أنها تستغرق مدة طويلة تصل إلى غاية سنة، وبتكلفة مالية كبيرة إذا توفر الدواء على مستوى السوق الجزائرية• كما طالب البروفيسور كافة البياطرة ومربي الأبقار والمواشي بضرورة توخي الحذر في التعامل مع ماشيتهم، وذلك عن طريق ارتداء القفازات وتغلية الحليب قبل تناوله، مع زيادة الاهتمام أكثر بالتطعيم ضد الداء بالنسبة للإنسان والحيوان على سواء•